عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6580 - 2020 / 6 / 1 - 02:46
المحور:
الادب والفن
أيها السائلُ
أيها السائلُ عـن أمــــرٍ عَفا
كانَ نهراً من سَـرابٍ فاختفى
لم يكن غير سِـــراجٍ خافتٍ
هبّتْ الريــــحُ عليهِ فانطفى
ساهرٌهامَ بليْــــــــلٍ قاحلٍ
دامعَ العينِ إلـــى البدرِ هفا
وفؤادي لـــمْ يزلْ يســـألُني
أين من بدر ليــــاليكَ الوفا
أينَ منّي زمـنٌ كنـــــتُ بهِ
عاشــقاً صـــــباً جَوِيّاً دَنِفا
أحرثُ العمرَ وأسقيهِ هوىً
أزرع الوصلَ وأجنيهِ جَـفا
وعَذولٌ لا ينـي يرصدُني
غادرٌ يرمي سهاماً في القفا
كمْ سعى سعيَ خرابٍ بيننا
فعرفناهُ كذوبـــــــاً مُرجِفا
وكـــأني بالّــــذي يعــذلُني
قد تعافى من غليلِ واشَتفى
دلّني يا سائلي أيــنَ مضوا
ألإعصــارٍ بهمْ قــد عَصَفا
أعلى الدربٍ التي لا تنتهي
نامَ فيها الحلمُ دهــراً وغَفا
فمتى توقظهُ شمسُ الجوى
علّهُ يقطـــــبُ جرحاً نزَفا
أم إلى بوّابة الريـحِ مضوا
فأضاعتْ مـــن إليها دَلفا
أم ببحرٍ أبحروا وابتعدوا
وغدو فيهِ على الموجِ جُفا
أو زقاقٍ في حكايات الهوى
ربما عاجَ بــــهم وانحرفا
تلكَ أيامٌ خلت طــــارَ بها
باشقُ الهجرِ بمـــا قد سَلَفا
وإذا الليلُ جــــــــدارٌ قاتمٌ
قائمٌ ما بيــــــــننا وا أسَفا
لي فؤادٌ لــم يزلْ يعشقُهم
كلما جاروا تلظّــى شَغَفا
لم تنمْ من بعـدِهمْ عينٌ ولا
طارق الحـــلم إليها ازدلفا
فأسَالَ الليـــــلُ فيها دمعَةً
لمَعَتْ فـي خــــدّهِ فاعترَفا
قد غدتْ روحي شتاتاً إثرَهمْ
وفؤادي يتفـــــــــرّى لهَفا
ليتَ للقلبِ عقـــــارا شافياً
ولمحجّاتِ الهـــوى منعطفا
ناحَ في الروحِ حَمامٌ عاشقٌ
بعدهم ليتَ على الدنيا العَفا
يا حمام الدوح هل مروا هنا
فبكى ثم اشــــتكى وارتجَفا
قالَ إنّ الكونَ مــن دونهمو
باتَ مهجوراً وقاعاً صفصفا
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟