ميمون الواليدي
الحوار المتمدن-العدد: 6579 - 2020 / 5 / 31 - 11:51
المحور:
الادب والفن
يوميات ساخرة (3)
صلاة الوزراء والقياد ، صلاة التراويح والأعياد !
جامع ، احداه جامع ، بيناتهوم جامع . هذا هو حال كل الأحياء بالمدن المغربية ، بل إن بعض الأحياء قد يكون عدد المساجد بها أكبر من عدد المنازل ، وأحياء أخرى يمكنها تصدير المساجد للخارج .ولطالما قلنا أن الدولة تستثمر في بناء المساجد للأغراض المعلومة عوض بناء المدارس والمستشفيات لأبناء الشعب . ولطالما قلنا أن هذه المساجد تبقى شبه فارغة طيلة السنة اللهم من باعة السواك والزنجبيل والحبة السوداء الذين يستغلون الدكاكين التابعة لها. مع العلم أن دور العبادة هذه تشغل مساحة كبيرة يمكن أن تحول لمساكن للمشردين أو مؤسسات تعليمية أو دور شباب للتكوين.
لكن الغريب ، بمجرد حلول رمضان ، لا تعود هذه المساجد على كثرتها قادرة على استيعاب الأمواج المتتابعة من المصلين و " عبادين الحريرة " وسارقي الأحذية !
فبعد آذان العشاء، تكتظ المساجد ، ويلجأ المصلون للأزقة والشوارع لاستعراض إيمانهم أمام الأقلية " الضالة " و " المتزندقة " التي تسعى في المدن للعمل وقضاء حوائجها فلا تجد لذلك سبيلا بسبب الآلاف من الأجساد المتثاقلة التي تصطف في الطرقات.
ولأن الشهر هو شهر النفاق بامتياز ، فإن استعراض أنواع السيارات هو أحد المظاهر الملازمة لصلاة التراويح، وعليه فالطريق التي لايغلقها المصلون تغلقها سياراتهم !
ومن بين السيارات التي تمكن ملاحظتها قرب المساجد على غير العادة ، سيارات M rouge المملوكة للدولة والتي يستعملها رجال السلطة والمنتخبون.
هؤلاء نوع من المصلين ، مختص في التراويح والأعياد ، باقي الصلوات لا تعنيه فهو مهتم فقط بالمناسبات التي يتجمع فيها عدد كبير من الناس، وإذا كان رمضان قريبا من موعد الانتخابات كما هو الحال هذا العام، فإن المواطن لايمكنه أن يذهب للصلاة دون أن يلمح القائد أو الباشا ، أو رئيس الجماعة الذي كان يبحث عنه منذ شهر ليوقع له على شهادة الحياة ، أو حتى برلماني الدائرة الذي اختفى منذ 5 سنوات.
أتساءل أحيانا كيف يستطيع هؤلاء تذكر عدد الركعات ، ولأنهم ألفوا نوعا آخر من الركوع ، فإني أخشى أن تختلط عليهم عبارة " ربنا ولك الحمد " مع عبارة " الله ابارك في اعمر سيدي " !
صدق من قال ، صلاة القياد صلاة الجمعة والأعياد! ويمكن أن نضيف لها صلاة السلفيات التي أتحفنا بها بعض الوزراء والسياسيين مؤخرا، في إطار صورني وأنا كانتخشع !
#ميمون_الواليدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟