رياض زوما
الحوار المتمدن-العدد: 6575 - 2020 / 5 / 27 - 10:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الأنسان هو رمز وجود الحقيقة على الأرض ,فهو يمثل المطلق في عالم مادي ( غاية ألله في الأنسان هي أن يغادر بعقله من المادي الى المطلق ), لذا خص ألله الأنسان بقدرة فائقة هي قدرة الروح على اكتشاف الحقيقة ثم ممارستها ونقلها للاَخرين لتتفاعل مع عقولهم وهذه القدرة تسمّى - الحرية - العطاء الألهي للأنسان ... ولكن أحياناً يُساء استعمال ذلك العطاء ليصبح أداة أعاقة للنهوض والتفكير وتحقيق الموجب خاصة اذا كان المجتمع تحت تأثير الدين ( أي دين
كان ) لأنه يمكن للدين أن يكون أداة لقمع الأنسان بل هو كذلك خاصة في مجتمعاتنا العربية , متى ؟ اذا ما اختلط جوهر الدين مع الموروثات القديمة والتقاليد البالية ويصبح الأنسان المتديّن ملتصقاً بالخرافة واللاعقلانية ويكون تحت سيطرة الأنتماء القبلي والعرقي والديني مما يؤدي الى التطرف والعنف وقتل الأنسان وهذا ما نعيشه اليوم , وعند ذلك لا ينفع الّا الثورة على تلك الخرافات والتقاليد وقيام حرب بين الأيمان والحرية وبين الكهانة والأستبداد ..,وبما أن الأنسان هو على مثال الخالق وصورته لذا نفترض أن يكون هذا الكائن العجيب هو المطلق المتجسد في الأرض , ولكن عندما يجهل سر حقيقته هذه سوف يؤول للسقوط لأن من خطة الخالق تأليه الأنسان بعقله وفكره على الأرض لينعكس على روحه استعداداً للموت والقيامة , لذا أذا سقط الأنسان فحينها تكون المأساة الكبرى لأنه اسقط حريته ولم يدركها لأن الحرية هي انعتاق من العبودية , أي من السلبية والظلام , وهي التحليق والأقتراب من عالم الأيجاب والنور , أي المطلق , وبخلاف ذلك يكون الأنسان رافضاً لحقيقة وجوده كممثّل للمطلق ويكون متنكّراً له.. صحيح ان الشر موجود والأنسان موجود ويعيش معه لكنّه اذا لم يحقق الأقتراب من المطلق -الخير- يكون أقترف خطأً كبيراً لأنه حينها جَهَلَ سرَّ الطاقة الكامنة في ذاته - الحرية - فالحرية تمثل الوجود كله في ذات الأنسان وهذا الأنسان لا يستطيع أن يفهم كيانه الا في عالم الشر فهو يعيش في الأنغلاق والسلبية ثم بحريته ينطلق بواسطة عقله وفكره نحو الأيجابية لأنه يمثل المطلق كله على الأرض ..تحيتي ...
#رياض_زوما (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟