عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6574 - 2020 / 5 / 26 - 23:49
المحور:
كتابات ساخرة
أخبرني وزير سابق بأنّهُ حين استلَم مهام منصبه ، كان بعض أصحاب المصالح يأتون إلى مكتبه .. أمّا لواسطةٍ ، أو لطلب حاجةٍ ، أو للتوسّط لشخصٍ ما .
لم يكن هذا سلوكاً غريباً ، ولكنّ الغريب أنّ الكثير من هؤلاء كانوا يدّعون أنّهم رأوا معاليه الليلةَ الفائتةَ في المنام ، وهو بصحبة أحد أولياء الله الصالحين .. وأحياناً كانواً يدّعون أنّهُم رأوهُ مرتدياً رداءً أبيضأ مُضيئاً ، وهو يسيرُ خاشعاً بصحبة أحد الأنبياء المُرسلين.
ودائماً كان "المُرافقون" لمعاليه في الحلم ، يتدرّجون في سُلّم الأهميّة والقدسيّة ، حسب حجم ونوع وطبيعة الدعم المطلوب منه.
و يضيف الوزير: لكن رؤيتي في منام هؤلاء ، تقتصرُ فقط على مدة وزارتي .. وعنما تنتهي مهام عملي كوزير ، فإنّني أختفي من أحلامهم دفعةً واحدة ، ولا يعودُ أحدٌ منهم يراني في الحلم ، حتّى ولو كنتُ بصحبةٍ قطّةٍ سوداء .. أو غرابٍ أبيض.
ومن الطرائف "الشنيعةِ" بهذا الصدد ، أنّ أحدهم ذهب إلى مسؤول كبيرٍ في الدولة لقضاء مصلحةٍ ما ، فأخبرهُ بأنّهُ قد رأى ليلة أمسٍ سيادته في المنام ، مُرتديّاً رداءً أخضر، وهو يُصلّي بصحبة الرسول(صلى الله عليه وسلّم).
لم يحتمل "سيادته" هذا النفاق الإستثنائي ، فقال لصاحب المصلحة : لقد كنتُ يوم أمس ،أحتسي "الواين" الأحمر ، من الساعة الخامسة مساءً ، ولغاية الساعة الخامسة فجراً .. فكيف رأيتني وأنا أصلّي مع الرسول (صلى الله عليه وسلّم) !!!!!!.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟