أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نبيل فؤاد الخشن - لا حلَّ إلّا بالثورة














المزيد.....

لا حلَّ إلّا بالثورة


نبيل فؤاد الخشن

الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 23:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فيما يستفاد من التحليلات التي يخرج بها الخبراء الإقتصاديون الوازنون، ومؤدّاها أن أزمة النظام الرأسمالي اللبناني (وهو نظام كومبرادوري أقامه الإستعمار على أساس تحالفات بين زعماء إقطاعيين وطائفيين وبات مرتكزاً على الريع والمضاربات المالية والعقارية منذ سيطرة النهج الحريري الذي دمّر القطاعات المنتجة وأهمها الزراعة والصناعة) أصبحت أزمة مستعصية على الحل بشتى أنواع الوصفات والتدابير الإصلاحية، وأن الحل الوحيد هو إقتلاع هذا النظام من جذوره وبناء دولة قائمة على إقتصاد موجّه تكفل العدالة الإجتماعية في ظل مواطنية حقيقية على أنقاض دولة القطعان الطائفية المستعبدة من زعمائها، ما زلنا نرى، يميناً في الغالب وحتى "يساراً" أحياناً، عزفاً ناشزا لمقطوعات ذات طابع إصلاحي سافر أو مقنّع تستجدي الدواء من أصل الداء.


ولئن كانت معزوفات اليمين السافرة مفضوحة المقاصد من حيث أنها لم تتطرّق يوماً إلى أصل الداء، أي النظام الرأسمالي الذي تنتمي إليه وتعتبره "دستور لبنان" الذي كرّس إلى درجة التقديس والتماهي مع هوية لبنان نظام السوق "الحر" القائم في واقع الأمر على إستغلال المنتجين وعلى العبودية لرأس المال، فإن معزوفات البعض من اليسار التي ما تزال تدور في فلك التوجّه الإصلاحي هي في واقع الأمر الأشد خطراً على إمكانية التغيير الثوري. الفكر الإصلاحي هو بإمتياز مقتل الثورة لأنه مسار ينتهي الأمر بمعتنقيه، عاجلاً أو آجلاً، إلى التحالف مع البورجوازية ضدّ الطبقة العاملة ومشروعها الثوري، كما أن تحالف الشيوعيين المرحلي مع دعاة الإصلاح على أساس "الواقعية السياسية أو سياسة الممكن وأهون الشرين" كان يؤدّي دوماً كما علّمتنا تجارب تاريخية عديدة إلى ردة رجعية وإنقضاص شرس على كل "المكتسبات" التي كان "الشيوعيون" الطوباويون يعتقدون أنها حق مكرّس إنتزع بـ "النضال الديمقراطي". وعندما يقع الشيوعيون فريسة الفكر الإصلاحي والنضال "الديمقراطي"، متناسين ضراوة الصراع الطبقي وشراسة الطبقة الحاكمة في دفاعها عن إمتيازاتها، فإنهم يصابون بعلة الإقتصادوية والتفسير الإنهزامي لميزان القوى الطبقي، منتظرين أن يتحوّل ميزان القوى لصالحهم بحيث يصلون إلى السلطة بأقل كلفة وأيسر سبيل. أما الشيوعيون الحقيقيون فإنهم يظلون دائماً متفائلين (الثوري إنسان متفائل – لينين) بأن حركة التاريخ ومنطق الأمور يسيران لصالحهم. فلو أن الحزب البلشفي إنتظر تحوّل ميزان القوى لصالحه لما أقدم على إطلاق شعار "كل السلطة للسوفيات" ولما قامت الثورة البلشفية. ولو أن كاسترو وغيفارا إنتظرا تحوّل ميزان القوى لصالح الثورة لما كانت الثورة الكوبية، والأمر نفسه ينطبق على ثورة الحزب الشيوعي بقيادة ماو تسي تونغ في الصين. المحدد الأساسي في هذا المسار هو أن الثورة ليست كتلة جامدة تصطدم مع كتلة أعظم منها وتقاس بحجمها فقط، فالثورة صيرورة متفجّرة تولّد تحوّلات نوعية مفاجئة وغير متوقعة تطيح التوازن وقياس ميزان القوى الإقتصادوي الميكانيكي. وعندما تدل المؤشرات على أن نظاماً رأسمالياً ما قد دخل مرحلة الإحتضار، فإن واجب الشيوعيين، من منطلق مساهمة ماركس في إكتشاف قوانين الجدلية التاريخية والمادية، يكون في الإيمان بإمكانية التغيير الثوري والعمل بهذا الإتجاه نظرياً وممارسة دون تخاذل مبني على أية حسابات بائسة مهما كانت. ليس أمام الشيوعيين غير خيارين عند مفترق الطرق المؤذن بإمكانية حدوث ثورة إجتماعية، فإما أن يكونوا شيوعيين أو أن يكونوا شيئاً آخر. ومع أن لكلٍّ حقه في أن ينتقي طريقه وأن ينحاز لأحد هذين الخيارين، فليكن أصحاب الخيار الثوري واضحين في إعلان خيارهم والإلتزام به نظرية وممارسة، وليريحنا أصحاب الخيار الآخر من محاولة التلطي بنا طلباً لبطولة أخلاقية لا يستحقونها.
يتبّنى الحزب الشيوعي اللبناني، في ظل قيادته الحالية، الخيار السليم المنسجم مع هويته الماركسية اللينينية ويعمل بجد على تشكيل قيادة شعبية لإنتفاضة الشعب اللبناني، المستمرة برغم صعوبة الوضع الحالي، من أجل تحويلها إلى ثورة حقيقية تطيح النظام القائم بكلّ رموزه السافرة والمقنّعة. وسيتجسّد هذا الخيار عبر إعادة أحياء العمل النقابي المستقل وتحريره من براثن أحزاب السلطة وتشكيل سلطة شعبية واعية على أساس برنامج يحيط بمكمن الأزمة ويقود إلى الحل الوحيد الممكن. لا حلَّ إلا بالثورة.!!



#نبيل_فؤاد_الخشن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حلَّ إلّا بالثورة


المزيد.....




- بلاغ إخباري للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- لا لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي! لا لاتفاقية ترامب – بوتين ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 14 أبريل 2025
- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترفض “سفن الإباد ...
- لا لإرهاب الدولة: العدالة لأبناء مطروح
- فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نبيل فؤاد الخشن - لا حلَّ إلّا بالثورة