أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد نوير - المؤمن و العيد و النّكبات














المزيد.....

المؤمن و العيد و النّكبات


عماد نوير

الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 17:53
المحور: الادب والفن
    


—————————-
العيد
من العودة و تكرار المجّيء بذات اليوم من الحول، هو رسالة فلسفية بكل أبعادها الإنسانية و الاجتماعية و الاقتصادية و الصّحيّة قبل أن تكون رسالة إيمانية تعبّدية بحته يراد منها رضا الله، فالله غنيّ حميد عن عطاء البشر و تقديمهم القرابين و انشغالهم بالعبادة، و هذا ما لا يختلف عليه اثنان، إلّا من كان يصوغ قوالب الحياة في معيار دينيّ جامد، دون أن يعي أبعاده الشاسعة التي يريدها الله حبّا بعباده لا إرهاقا لهم.
العيد
جائزة تقيّمها النّفوس المسالمة و الأرواح المؤمنة باستمرارية الحياة دون صخب أو ضرر، و تستلهم روح المقاومة ضد أعداء السّلام و قاتلو الحياة و مغتالو البسمة و محطمو السّكينة و الاستقرار.

ليوم العيد مذاق خاص، مختلف، ذو هيبة و وقار، له خصوصيات عدّة، أولها المسحة الإيمانية، فهو حتما قد اكتسب من صاحب الأمر العظيم صفة قدسية معزّزة بتميّز، لا شك أنها ذات مغزى عميق، مفاده دعم اللّحمة الاجتماعية، و إفشاء السّلام، و دفن الضغائن إلى لا رجعة، و تجديد البيعة لكل عمل حميد، و بثّ روح التّسامح و الأُلفة بين كل الأطياف بمتغيراتها من جانب عام، و بين توطيد أواصر صلة الرّحم من جانب خاص.
له خصوصية زرع الطّاقة الإيجابية في نفوس المؤمنين، أيّا كان إيمانهم، دون أن يقتصر على ملّة معيّنة، فهو مُلازم لروح البهجة و السّعادة و إن شحّت واقعا، و إن ضعفت لأسباب خلقها البشر ضدّ بني البشر، فهي حتما موجودة في أعماق الرّوح المتفائلة، و في العيون المتأمّلة، و في القلوب الصّابرة، و في النّفوس الممتحَنة، فالسّعادة التي تمنحها لبدنك بعد شهر من التّعب حتما سوف تُؤتي أُكُلها في تمكين الرّاحة النّفسيّة و سعة الخاطر و رسم البسمة و إظهار الرّضا من نفسك تجاة ما أنت مُقبل عليه بحكمة بعد جُهد من التّرويض المضني.

العمل الذي سبقَ العيد يؤهل الفرد لخوض غمار معترك حياتيّ في سلوكٍ جديد، سلوكٌ يكتنفه النّقاء و تزكية النّفس من أدران الفترة التي سبقته.
و على المؤمنين اعتبار المعنى الحقيقي للعيد، و جعله حافزا معنويا و روحيا و إيمانيا للتّغلب على النّكبة التي يواجهونها في أرض الواقع منذ سنوات طويلة، و التي أظلمت نهاراتهم و عبست لياليهم، و أحزنت نفوسهم، و أوغلت فيهم تحطيما لدواخلهم العامرة بالطّاقة الإيجابية، و الزّاخرة بقوى قادرة على ترميم الابتسامة و جعلها شمسا تشرق على ربيع العمر من جديد.
و ليس بالضّرورة أن تكون مباهج العيد و استقباله بروح مفعمة بالزهو بشكل احتفالي صارخ، لا يليق و حجم الألم الذي تعانيه البلدان المفجوعة منذ أمد، ليس بالصّيغة التي تظهرنا بلهاء لا نكترث لحجم المأساة التي ترافق حياتنا جرّاء الفهم الخاطئ للدين، الفهم الذي ألبسنا السواد طيلة عقود، يبتغون به وجه الله، و لا يعلمون أنهم يخدمون غاية الشّيطان و غاية أمراضهم التي كلّفت العالم الكثير.
و لا يفوتنا أن نبتهل لله جلّ في عُلاه بيومه العظيم هذا، و بقلوب معتمرة باليقين إن الله منجيهم من بلاء هذا الوباء العالمي الخطير.
الله قادر على محقه مثلما كان قادرا على إنشائه، و بنفس اليقين الذي نجهل فيه حكمة الله في تدخّله السّريع، نيقن أنه سوف يغدق علينا من صفة رحمته العظيمة و إن أبطأ عنّا.
و له التّسليم أولا و آخرا.

أهلا بالعيد في زمن النكبة التي تأبى أن تفارق هذا البلد الجريح، عراق الحضارات، عراق القلم و الحرف و العِلم، و مَنْ ابتُلي مثله من البلدان الأخرى.

كل عام و أنتم إن شاء الله ستكونون بخير و سعادة و أمن و أمان..
آمين رب العالمين.



#عماد_نوير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاصٌّ من بلادي/ قراءة نقدية في نص خط سالب
- عيدٌ مميّز
- الثّامن من آذار
- حلم سرمدي
- قصّة قصيرة بعنوان ((غفوة))
- التّمادي الأمريكي و الهيبة المصادرة
- قصة قصيرة// الحكمة القبيحة
- الغدير
- قصة قصيرة// تقمّص
- قصة قصيرة بعنوان/ ملائكة و (هاكرز)
- قصة قصيرة// تهنئة
- عراك
- قصة قصيرة جدا// علاقة
- قصة قصيرة جدا// متابعة
- قاص من بلادي... قراءة في نص قصّصيّ (ملاذ)
- قرار// قصة قصيرة جدا
- القصُّ و الأسلوب الجماعي/ قراءة في نصّ قصّصيّ
- قصة قصيرة جدا// قدر
- قصة قصيرة جدا// كشفٌ
- قصة قصيرة جدا/ تجسّد


المزيد.....




- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد نوير - المؤمن و العيد و النّكبات