أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - هل كان علي الوردي تيميًا؟1/ 2














المزيد.....


هل كان علي الوردي تيميًا؟1/ 2


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6571 - 2020 / 5 / 23 - 00:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ذكرنا في اكثر من مقال وقلنا: إنّ ابن تيمية هو رجل فقيه، قبل كل شيء، وموغل في هذا الاختصاص، وليس من العقل بمكان أن يأتي أي باحث أو كاتب فيجعله في مصاف الفلاسفة.
وهذا رأيي في ابن تيمية قديمًا ولي دلالاتي فيما اقول ولست ادعي أو اتجاوز على الرجل. ثم أنه هو نفسه لم يقل بأنه فيلسوف.
وانما نحن ننقد ابن تيمية كفقيه لا كشخص بعينه، كما قد يذهب البعض الى هذا المذهب.
ثم أن ابن رشد كان فيلسوفا وفقيها في آن، لكن الفرق بين الرجلين، أن ابن رشد لم يكن متطرفا في آرائه وقضايا الاخرى التي تعرض لها، كفقيه، وله كتاب معروف، هو " بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه". ففيه آراء فقهية بحتة تناول الرجل فيها مسائل فقهية كثيرة، لا توجد فيها روح تطرفية او تكفيرية، بحسب اطلاعي على هذا الكتاب. بعكس كتب ابن تيمية وخصوصًا الفتاوى، والتي ملأها بالغث والسمين.
عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي، يعتقد في كتابه "منطق ابن خلدون"، وفي سياق عقده لمقارنة بين ابن تيمية ابن خلدون، حيث يقول أن ابن تيمية هو اكثر بُعدًا وعمقا من ابن خلدون، وهو يضاهي الغزالي في عمقه الفلسفي، ويمتاز عن ابن خلدون بميزات فكرية ومنطقية لا يمكن أن يصل اليها ابن خلدون، كما يعتقد.
وليس هذا فحسب، بل يصف الوردي ابن تيمية بأنه من اعظم فلاسفة الاسلام!، فالوردي ناسيًا أو متناسيًا كبار فلاسفة الاسلام والذين اشاد بهم وبحجم فلسفتهم وغورهم في هذا الاطار أو العلم المسمى بالفلسفة، الا وهو المستشرق والباحث الكبير دي بور في كتابه "تاريخ الفلسفة في الاسلام". فقد قال بحق كلٌ من: الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد وابن النفيس والغزالي وابن مسكويه والجاحظ: أنهم فلاسفة عظماء قدموا للإنسانية ما قدموا: من نظريات علمية وفلسفية وانسانية عظيمة، بل وحتى طبية ورياضية وهندسية وفلكية وسواها ما قدموا، وكذلك ما ابدعوا من فكر فذ ما لا ينكر، أو يخفي على أي باحث أو متتبع.
ومن الجدير بالذكر أن دي بور في كتابه، آنف الذكر، لم يذكر ابن تيمية في كتابه هذا، ولم يشر اليه من بعيد ولا من قريب، بل ولم يعدّه من عداد الفلاسفة. ونقول أن باحثا ومدققا بحجم هذا الرجل حينما يتجاوز ابن تيمية ولم يذكره على أنه فيلسوفا، انما هو في هذا المضمار يؤكد رأينا في ابن تيمية، وهو القول بأنه ليس من عداد الفلاسفة. خصوصًا وأن دي بور ذكر في كتابه تقريبًا معظم فلاسفة المسلمين، حتى عد منهم الجاحظ واعتبره فيلسوفا، والمعروف عن الجاحظ أنه اديب وكاتب وشاعر وليس معروفا عنه أنه فيلسوف؛ صحيح أن الجاحظ له آراء فلسفية متناثرة في بعض صفحات كتبه، لكنه لم ينتبه الى تلك الآراء الا القليل من الباحثين، ومنهم دي بور على سبيل المثال. وقد أطلعت على كتاب في الاخلاق للجاحظ، الا أنه ليس فيه عمق فلسفي، من وجهة نظرية القاصرة، فهو عبارة عن مواعظ وما شابه.
ويرى الوردي أن ابن تيمية عمل على نقد السببية والعقلانية ونقد المنطق حتى وصل الى القمة، بحسب تعبيره.
وربما نقد السببية هو الذي اثار حفيظة الوردي مما جعله يعده من ارباب الفلسفة، فاعُجب به.
ولم يقف الوردي عند هذا الحد فحسب، بل أنه جعله بمصاف فرانسيس بيكون وجون ستوارت مل، وهما من كبار الفلسفة الحديثة، ولهما آراء قيمة في علم الاجتماع والسياسة. فيقول: "إن اهم ما قام به ابن تيمية في هذا الصدد هو أنه أخذ يشكك في صحة الكليات العقلية العامة التي كان المناطقة يجعلونها مقدمات لأقيستهم المنطقية ويعتمدون عليها في براهينهم اعتمادا لا يجوز الجدال فيه. فهذه الكليات في نظر ابن خلدون ليست ضرورية ولا بديهية وليس لها وجود خارجي" (منطق ابن خلدون، ص 57)
واذا كان فعلا ابن تيمية يرى هذا الرأي، فنحن لا نلومه على هذا القول ولم نعترض عليه، لأنه رأي فقيه، وجُل الفقهاء لا يلتفتون الى معظم النظريات العقلية ومنها مبدأ السببية وما شاكل، خصوصًا وانها لو خالفت بضاعتهم التي رُدت اليهم، أو لم ترد، فهم يسيرون على حافة النص، ويخوضون في دائرته الضيقة، ولا يتجاوزون ذلك مطلقا، ولا يجتهدون مقابل النص، ونعتقد أن الفقهاء ينسفون أي نظرية عقلية أو علمية اذا انصدمت مع نص من نصوصهم التي يعتبرونها مقدسة، وقد جُبلوا على ذلك، وساروا عليه مسار القطار على سكة الحديد، وهذا لا يحتاج الى شرح وايضاح.
ثم أن الوردي يأخذ بشرح الكليات العقلية ويقول أنها "في رأي ابن تيمية موجودة في الاذهان وليس لها كيان خارجي بذاته. والبرهان المنطقي القائم على هذه الكليات لا يوصل اذن الى علم يقيني، أنما يوصل الى امور ظنية مقدرة في الذهن فقط. إن العلم الحق عند ابن تيمية هو الذي يستمد حقائقه من الاشياء الجزئية المتعينة بأشخاصها في الخارج لا من الكليات المقدرة في الذهن. والطريقة التي يتوصل بها العلم الحق هي الانتقال من الجزئي الى الجزئي، وذلك حسبما يسميه الفقهاء بقياس الغائب على الشاهد.". (المصدر السابق، ص 58)
وهذا الرأي، وأن كان فيه نوع من الصحة، لكنه ليس كل الصحة، أو الجزء الكبير منها، لا كما يرى ابن تيمية ويشاطره الوردي.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان علي الوردي تيميًا؟2/ 2
- ذكريات بطعم التعاسة(1)
- ذكريات بطعم التعاسة(2)
- الشيخ عبد الرازق والقول بتفلسف ابن تيمية2/ 2
- الشيخ عبد الرازق والقول بتفلسف ابن تيمية1/ 2
- الختان كما يراه فرويد
- فلسفة الفن عند زكي نجيب محمود2/ 2
- فلسفة الفن عند زكي نجيب محمود1/ 2
- جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي2/ 2
- جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي 1 /2
- أبن خلدون ونبذ الفلسفة(1)
- (فجر الاسلام) وموضوع الزرادشتية(2)
- (فجر الاسلام) وموضوع الزرادشتية(1)
- التصوّف في نظر العقاد
- هل مكيافيللي يؤمن بالحظ؟
- علي الوردي وحديث المتصوّفة
- ظاهرة الانتحار: تحليل ترانسندنتالي
- كورونا الفتاوى تقتُل فيلسوف الاشراق
- تائهون بأحلامٍ منفية
- كوفيد - 19 : تحليل ترانسنتدالي


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - هل كان علي الوردي تيميًا؟1/ 2