العتابي فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 6571 - 2020 / 5 / 22 - 16:23
المحور:
الادب والفن
وُجُوه تَتَكَسَّرُ عَلَى سَطْحِ اَلْمَرَايَا ، اَلشَّبَابِيكُ تَئِنُّ مَعَ أَنِينِ اَلْمَصَارِيعِ ، اَلْعَصَافِيرُ اِكْتَسَتْ أَجْنِحَتَهَا بِسَوَادِ اَلْمَوَاقِدِ ، قَنَادِيلُ اَلسَّمَاءَ لَا تُنِيرُ اَلْعَتَمَةُ ،
نَوَاحُ اَلْأُمَّهَاتُ يَعْلُو وَيَعْلُو لِيَعْزِفَ لَحْنَ اَلْجَدَّاتِ اَلْمُعَفَّرِةِ وُجُوهَهُنَّ بِقَهْرِ اَلسِّنِينَ
اَلصُّحُونُ عَلَى اَلْمَائِدَةِ تَتَثَاءَبُ بِكَسَلٍ
فِي حُقُولِ اَلْمَوْتِ اَلْأَزْهَارَ اِصْفَرَّتْ وَرَائِحَتَهَا اَللَّزِجَةَ تَعْبَقُ بِالْمَكَانِ
بَيْتُ جَدَّتِي وَثَوْبِهَا اَلْكَالِحِ
مَشْرُوعٌ دَائِمٌ لِلْمَوْتِ
قِطَّتَهَا اَلَّتِي أَشْهُرِ اَلْخَوَاءِ سَيْفَهُ بِوَجْهِهَا مَا عَادَتْ قَادِرَةً عَلَى اَلْمُوَاءِ
زَحْمَةُ اَلْأَجْسَادِ اَلْهَزِيلَةِ وَالْأَوَانِي اَلْخَاوِيَةُ تَعْزِفَ سِمْفُونِيَّةَ اَلْعَذَابِ
عَلَى سَطْحِ اَلدَّارِ يُرَفْرِفُ اَلْمَوْتُ وَتُرَافِقُهُ اَلْأَكْفَانُ
حَطَّتْ اَلْعَصَافِيرُ قُرْبَ بِرْكَةِ اَلْمَاءِ وَسَطَ بَاحَةِ اَلدَّارِ وَهِيَ تَأَنٍّ مِنْ اَلْعَطَشِ
أَبْوَابُ اَلدَّارِ مُشْرَعَةً وَاللُّصُوصَ يَخَافُونَ اَلْوُلُوجُ
وَحْدَهُ صَوْتَ اَلْمِذْيَاعِ يَصْدَحُ بِصَوْتِ
"مَسْعُودْ اَلْعَمَارْتَلِي"
"كَصِيتِ اَلْمَوَدَّة يبُويَّة كَصِيتِ اَلْمَوَدَّة رَاسِي أَرُدّْ اكصهْ عَلَيْهِ كَصِيتِ اَلْمَوَدَّة"
لِيَرْتَفِعَ صَوْتَ اَلْمُؤْذِنِ مِنْ جَامِعِ اَلدَّوْلَةِ اَلْكَبِيرِ اَلْمُرَصَّعِ بِالذَّهَبِ وَبَلَاطِهِ اَلْمَرْمَرِيَّ اَلْفَاخِرِ
حِينِهَا أُعْلِنَ اَلْحِدَادُ لِيَلُفَّ اَلْوَطَنُ بِرَايَاتِ اَلْحُزْنِ مَعَ نَوَاحِ جَدَّتِي اَلَّذِي لَا يَنْقَطِعُ حَتَّى اَلسَّاعَةِ
#العتابي_فاضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟