نبيل محمود والى
الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 07:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
يبدو أن قيمة الأحذية في مصر قد رخصت بطريقة دراماتيكية حيث أصبح من اليسير خلعها والتلويح والضرب بها علانية ! أو العكس صحيح فقد تكون ارتفعت أسعارها حيث أصبحت غالية الثمن مرتفعة القيمة تدفع من يتخذها شعارا طائرا في الهواء العلني يقدم على تضحية غالية ونفيسة للتعبير عن رأيه ومعتقداته ..
إبان الحملة التمهيدية لانتخابات رئاسة الجمهورية الماضية وأمام رئيس الدولة في الاحتفال بعيد العمال وقفت ثلة من المنافقين وكذابين الزفة تهتف يامبارك دوس دوس .. إحنا وراك من غير فلوس .. وكلمة الدوس في العامية المصرية لا تكون إلا بالجذمة ! ويبدو أنها كانت إشارة البدء من منظري النظام ومريدوه لانطلاق حملة الدوس بالأحذية والتي وجدت مبتغاها سريعا في رجال البوليس والطبقة المثقفة من السياسيين والصحفيين والرياضيين وتحول الشعار إلى حقيقة بسرعة وتفوق منقطع النظير ..
افتتح بوليس مصر الاوكازيون العالمي في الاستخدام العلني والتطبيق العملي للحذاء في التعبير عن رأيه في واقعة القضاة الشهيرة حيث قام أحد عناصر البوليس تحت مرأى ومسمع من العالم أجمع بوضع حذاؤه على رقبة أحد قضاة مصر الذي يشغل منصب رئيس محكمة ..
وجاء الدور على نقابة الصحفيين حيث قام أحدهم برفع حذاؤه ملوحا به ضد زميل له داخل اجتماع في مقر النقابة .. ثم انتقلت العدوى إلى مجلس الشعب عندما قام أحد نواب برلمان مصر بالتلويح والتهديد رافعا حذاؤه في وجه الجميع تحت قبة البرلمان ..
وأخيرا وليس أخرا نأتي إلى بيت القصيد جذمة المنصة تلك الواقعة التي صاحبت مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي والزمالك على نهائي كأس مصر .. فبينما الجميع يتابع وقائع المباراة والتي تقدمها في المنصة اللواء أركان حرب مندوب رئيس الدولة لتسليم الكأس إلى الفريق الفائز إذ برئيس نادي الزمالك والذي كان متواجدا في منصة المقصورة يقوم رافعا حذاؤه بالتهديد والوعيد موجها عباراته إلى جمهور النادي الأهلي وعدد من أعضاء مجلس إدارة الأهلي وفى حضور رئيس إتحاد الكرة ورئيس مجلس الشباب والرياضة !!!
ومن خلال معارك الجذم الطائرة والواقفة سواء منها من كان برباط أم لا الغالي منها والرخيص وبعد أن أصبحت الجذمة شعارا جديدا في جمهورية مصر العربية ... يتبقى السؤال الأهم إذا كان هذا هو شأن هؤلاء في استخدام الحذاء للتعبير عما يجيش في صدورهم فماذا تبقى للمواطن العادي من البسطاء من العامة ...؟ إنها ثقافة الجذمة التي تطفو على سطح الحياة السياسية والاجتماعية والصحفية والبرلمانية والرياضية في مصر المحروسة حتى صارت على الفضائيات ... وأعتقد جازما أنه لا فرق بين الحذاء والدبابة فكلاهما وسيلة للاستيلاء على عقول البسطاء بالقوة وتلك من ثقافات العسكر أينما حلوا ؟ ولا عزاء للجزمجية !!
#نبيل_محمود_والى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟