محمد منير
الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 06:55
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
مات القديس
مات آخر الرجال المحترمين فى زمن ندرت فيه الرجولة ، ماتت رائحة الزمن الجميل فى عصر تفوح فيه الروائح الكريهه ، مات نبيل الهلالى .. عزاءونا انه عاش طوال سنوات عمره محافظاً على اجمل القيم والمعانى ليورثها لنا.. لعلنا نفيق ونحرر الزمن المغبون من أسره .
مات ابن القصور والباشوات الاثرياء والذى رأى فى انحيازه للطبقة العاملة والفقراء صعوداً يفوق كل ما يحيط به من ثراء ووجاهة اجتماعية .
صعد بالقيم والصمود والمعانى الجميلة ،اختار المبدأ فى مواجهة الثراء والميراث ، لم تهزمه عذابات السجون ، لم تحبطه الانهيارات ، ولا صغائر المتحولين والانتهازيين ، ظل يحمل راية الديموقراطية والحرية ، مدافعاً عن حق الكلمة مهما كانت دلالاتها ، اكتظ مكتبه حتى اللحظات الاخيرة بكل ضحايا المبدأ من كل الاتجاهات.. يسارية كانت أم اسلامية أوغير ذلك ، الحق والحرية فقط هما اللذان حددا انحيازه ، آمن بفكر الطبقة العاملة ولم ينف افكار الآخرين فكان الصادق ، وضع حياته قرباناً لما آمن به فكان القديس .
لم تهزمه انعكاسات المعانى والكلمات والتى وصفها الشاعر الراحل نجيب سرور " اعكس اللصَ فأن اللصَ صلَ واعكس الصلَ فأن الصلَ لصَ " ، وظل صامداً قوياً مدخراً وحده لكل القيم والمبادئ من اجل جيل ثأئر قادم .
رغم حزنى الشديد يا فارس الحرية فأن عزائى الوحيد ان هذا الزمن ليس زمنك ، هذا ليس زمن الفرسان والقديسين ، هذا زمنهم وزمننا نحن الضحايا الضعفاء .... وانت لست هم ولست ضعيفاً..انت القديس .
#محمد_منير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟