أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - أمريكا تطبع قُبلة على جبين العقيد














المزيد.....

أمريكا تطبع قُبلة على جبين العقيد


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 10:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يُحكى أنه في صباح أحد الأيام المباركة أمريكيا استيقظ سيّد العالم مبكرا، وكان مزاجه طرِِبا فمايكل مور لم يُثر غضبه، وصفقات الأسلحة تزداد، وسرقات الجيش الأمريكي من نفط العراق تتضاعف، ولم تقتل السيارات المفخخة من جنود المارينز بالأمس غير خمسة فقط، وهناك بعض الجرحي منهم اثنان تم عمل جراحة عاجلة لهما لقطع ساقيهما.
انتهى الاجتماع مع كبار الرأسماليين الذين لم يدر بذهن كارل ماركس في يوم من الأيام أن حيتاناً في مثل حجمهم يمكن أن يكونوا عنوانا لعهد القوة الأوحد.
إن لهم مصالح في ليبيا، والأخ العقيد ليس في حاجة لجحر الفئران ليختبيء فيه أو ينشر ملابسه الداخلية أمام عدسات المصورين، بل تستطيع واشنطون الآن أن تجعل من الجماهيرية العظمى شوكة في خاصرة العالم العربي كله من غدامس إلى الاسكندرونة، ومن طنب الكبرى إلى جزر الخالدات أو كاناريا وفقا للتسمية الاسبانية.
ورسول الصحراء بامكانه أن يقود حجّاجاً من يهود الفلاشا لتأدية مناسك الحج في مكة المكرمة دون ما حاجة لجعفر النميري.
نظام العقيد معمر القذافي لم يعد ارهابيا!
شكرا جزيلا مستر بوش الابن على تلك المَكْرَمة، ويبلغك الشكرَ أيضا أهالي أكثر من ألف من شهداء سجن أبي سليم الذين قام قائد الثورة بتصفيتهم.
الآن يستطيع العقيد أن يستعد لاحتفالات ضخمة في حديقة البيت الأبيض بمناسبة مرور أربعين عاما على قيادته أهم ثورات العصر، وسيدعو إليها أرواح آلاف من الأبرياء الذين تخلص منهم تحت زعم أنهم كلاب ضالة، وستقودهم روح الإمام موسى الصدر وعن يمينها روح منصور الكيخيا.
هناك حسابان لانسان العصر الحديث : الثاني حساب الآخرة وهو في علم الغيب، والأول الوقوف بخشوع أمام الإدارة الأمريكية لتقديم كشف تفصيلي بعدد المرات التي لم يكشف فيها المسؤول مؤخرته للرئيس الأمريكي.
أصدر سيدنا قرارا ساميا بتبرئة الأخ القائد من كل الجرائم التي ارتكبها، وتم رفض الدعوى المقدمة من أرواح آلاف الأبرياء الذين لحقوا بعمر المختار في ملكوت السماء، فالسيدان تشيني ورامسفيلد يتعجلان مشروعات البزنس في ليبيا قبل أن يرهنها العقيد لصالح رعاة بقر آخرين، وربما يقول إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون! أهالي ضحايا لوكربي غير مسرورين بالمَرّة على الرغم من أنهم حصلوا على عشرة ملايين دولار عن كل ضحية يمكن بها شراء بعض الزهور ووضعها فوق المقبرة، والباقي للعمل على نسيان من تم دفنه في المقبرة!
الليبيون في المهجر يعلمون تماما أن تحرير وطنهم من أكبر طغاة العصر لم يعد مهمة أمريكية، بل قد يقوم الأخ القائد الأمريكي جورج بوش بتجميد أموالهم في المصارف الأمريكية لأنها تستخدم في الارهاب، أي تحريض الليبيين ضد رسول الصحراء.
الليبيون في الداخل يحلمون بالسفر إلى مالطا، أو السباحة على الشواطيء التونسية على الأقل بعيدا عن عيون مخابرات اللجان الشعبية.
حتى وقت قريب كان بامكان أي مسؤول أمريكي أو أوروبي أن يستخرج من درج مكتبة مجلدا ضخما به كل جرائم العقيد معمر القذافي، من دعم الجيش الجمهوري الايرلندي إلى تصفية معارضيه، ومن الحرب في تشاد إلى دعم الصحراويين، ومن التآمر في الحرب الأهلية اللبنانية إلى اختطاف ضيوفه.
فجأة ابتلع الغرب والأمريكيون حبوب النسيان، وأصبح القسم الخاص في الذاكرة والمتعلق بتاريخ طاغية ليبيا أبيض مثل الفُلّ، واستمع العالم إلى نبرة جديدة كأنها كونسرتو فيولين ينساب من ألسُن صُنّاع القرار الحيتاني العالمي أو العولمي، فقد تمت فرنجة الجزء الخاص بالارهاب من العقل والقلب معا، وجاءت الأوامر والتوجيهات برسم صورة ملائكية جديدة للعقيد معمر القذافي، فهو الفيلسوف والعاقل والمتعاون مع الغرب والمطيع للقرارات الدولية وغير المُشكِك في المحرقة اليهودية كصاحبنا الايراني.
لن يحتاج الأمريكيون لأسياس أفورقي لحماية إسرائيل أفريقياً فخيمةُ العقيد تتسع لكل الأحباب حتى لو أعلن قائد الثورة أن التلمود أيضا كتاب أخضر. الولايات المتحدة أعلنت أن النظام الليبي لم يعد ارهابيا، ولن يأكل من الشجرة المحرمة، ولن يُحَرّض مَنْ بقيَ حيا من الهنود الحمر على استعادة أرضهم بقوة السهام المسمومة.
وأمريكا لا تمانع أن يشتم العقيدُ السياسةَ الأمريكية بين الحين والآخر، وأنْ يلعب دور البطل أمام شعبه، وأن يَخرُج يتصريحات كوميدية سوداء تُزيد انفعال المتظاهرين في شوارع المدن الليبية وهؤلاء يحتاجون إلى اقناعهم بأنهم في حالة حرب، فيخرجون إلى الشوارع كأنهم أعجاز نخل خاوية.
مبروك لقائد ثورة الفاتح من سبتمبر صَكّ البراءة الأمريكي، وخالص العزاء للشعب الليبي الذي لن يجد بعد عدة سنوات مَفَرا ًمن الاختيار بين نارين أخفهما جحيم: إما أنْ يرهن العقيدُ بلدَهم لدىَ الشركات الكبرى، أو يبيعهم قائدُهم كما يبيع الراعي أغنامَه الزائدةَ عن الحاجة.
لماذا يَقْبَل الليبيون كلّ تلك المهانة والاذلال والسرقة والفساد ويُقَدمون الولاءَ كلما استخفهم حاكمهم؟ لماذا يصمت الليبيون تحت أقدام معتوه تعرف كل دابة على الأرض أنه أكثر طغاة العصر تخلفا وجهلا وحماقة واستبدادا؟
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله يخرب بيتك يا ريس
- حوار بين حر سجين و ... سجين حر
- رسالة مفتوحة إلى نشطاء ( كفاية ) .. الانتفاضة أو الطوفان
- رسالة إلى محمد الشرقاوي .. أحزانك أشرف من أفراحنا !
- إبليس يتنازل للعراقيين عن المهمات القذرة
- سيدي الرئيس ... أرجو أن تبصق في وجوهنا
- أيها المصريون.. نعم أنا نذل، وسنغتصبكم فردا .. فردا
- الرئيس مبارك: نعم أنا جبان، فماذا أنتم فاعلون؟
- سيدي الرئيس ... أنت جبان
- نفوضكم أيها القضاة بتولي حكم مصر إلى حين
- مقطع من يوميات كلب
- أيها المصريون، هذا الرجل مجنون ... هذا الرجل نيرون
- مباحث أمن الدولة والمخابرات المصرية وانتفاضة 23 يوليو 2006
- دعوة القضاة لدعم الانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الأقباط والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الرئيس السوري يطلق رصاصة الرحمة على قلب دمشق
- الإخوان المسلمون والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006 رسالة م ...
- أيمن نور والانتفاضة المصرية في 23 يوليو2006 رسالة مفتوحة إلى ...
- المشهد الإماراتي في عهد محمد ين راشد آل مكتوم
- هيكل والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - أمريكا تطبع قُبلة على جبين العقيد