أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد شمس الدين داسي - هل حاملات الطائرات قلاع منيعة لا تقهر ؟ أم هي فرائس تنتظر الالتهام ؟















المزيد.....


هل حاملات الطائرات قلاع منيعة لا تقهر ؟ أم هي فرائس تنتظر الالتهام ؟


محمد شمس الدين داسي

الحوار المتمدن-العدد: 6570 - 2020 / 5 / 21 - 01:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تعتبر حاملات الطائرات اكبر آلات عسكرية صنعها البشر ، انها قواعد جوية عسكرية عائمة ، يمكن للنووية منها العمل لسنوات دون توقف ، و صولا الى اي مكان حول العالم ، و هي السفن الوحيدة ، التي تستطيع توفير قوة نيرانية هائلة ، لتنفيذ عمليات عسكرية طويلة الامد ، دون الحاجة الى خطوط امداد من قواعد ارضية قريبة .
حاملات الطائرات تثير الاعجاب باحجامها ، و هيبتها ، و تنوع اسلحتها ، تقلع و تهبط عليها الطائرات و الدرونات و السمتيات ، و طائرات الانذار المبكر , و تستطيع اضخمها ، و هي حاملة الطائرات الاميركية ( جيرالد فورد ) ، التي يبلغ وزنها 100 الف طن ، ان تحمل على متنها اكثر من 75 طائرة متنوعة ، و يبلغ طولها 337 مترا ، و عرضها 78 مترا ، و تفوق سرعتها 30 عقدة ، و يتكون طاقمها الاجمالي من اكثر من 4500 شخص .
تعمل الحاملة فورد بمفاعلين نووين ، و يمكنها ان تبحر لمدة تزيد عن 20 عاما ، من دون الحاجة للتزود بالوقود ، و قد بلغت تكلفة بنائها حوالي 13 مليار دولار ، و تعتبر اغلى سفينة في العالم .
انها بالفعل وحش كاسر عملاق ، باستطاعتها ان تهزم دولا باكملها ، و ان تشل قدراتها ، و تدمر مقدراتها ، بما تمتلكه من اسلحة فتاكة ، و وسائل دفاع متطورة ، و هي تعتمد على التقنيات الكهربائية بالكامل ، و مزودة باحدث انظمة الرادار الاميركية ، و تضم اسلحتها طائرات الجيل الخامس الشبحية ( اف 35 سي ) , و طائرات ( اف 18) سوبر هورنيت متعددة الادوار ، و طائرات الدرون الشبحية المتقدمة ، و طائرة التشويش الالكتروني ( اي ايه 18) ، و طائرة الانذار المبكر المجوقل ، و مروحيات ( سي هوك ) ، و صواريخ و مدافع رشاشة مضادة للجو ، و يمكن تزويدها بمنظومات اسلحة الليزر .

تبحر حاملات الطائرات الاميركية عادة ضمن مجموعة متكاملة من السفن المرافقة ، تسمى المجموعة القتالية ، تتكون من فرقاطات و مدمرات و غواصات ، تقوم بحماية الحاملات من الطائرات و السفن و الغواصات المعادية ، و تتسلح جميعها بمنظومات توجيه الاسلحة و الصواريخ من نوع ( ايجيس ) ، و هو نظام قتالي شامل ، يعد من افضل منظومات الدفاع ضد الصواريخ البالستية ، يستخدم صواريخ (ستاندرد اس ام 3) ، التي تدمر الصواريخ المعادية عن طريق الاصطدام المباشر بها ، و ليس باستخدام المتفجرات كالمعتاد ، كما تتسلح المجموعة القتالية بصواريخ جوالة من نوع ( توماهوك ) ، و بالطوربيدات ، و قنابل الاعماق المضادة للغواصات ، و وبوسائل و انظمة التشويش الالكتروني ، و غيرها ، و يمكن لهذه المجموعة ان تضرب الاهداف البحرية و الجوية و الارضية .
تعمل في الخدمة في العالم حاليا 22 حاملة طائرات ، تمتلكها 10 دول ، على النحو التالي : الولايات المتحدة 11 حاملة ، روسيا 1 ، الصين 1 ، بريطانيا 1 ، فرنسا 1 ، ايطاليا 2 ، اسبانيا 2 ، الهند 1 ، البرازيل 1 ، تايلند 1 .
و بما ان حاملات الطائرات و السفن المرافقة لها تمتلك وسائل دفاع متطورة ضد الصواريخ و الطائرات ، و السفن و الغواصات ، يصبح السؤال المفصلي الحاسم : هل تستطيع اي دولة التغلب على الدفاعات القوية لحاملات الطائرات ؟ .
و هل الاسطول المدمر لحاملات الطائرات و المجموعات القتالية المرافقة غير قابل للهزيمة ؟ هل هو قدر فتاك محتوم ، لا رادع له ؟ و ما مدى صحة المقولة التي تؤكد انه لا توجد قوة في العالم يمكنها ان تغرق حاملات الطائرات العملاقة الحديثة ؟ علما بان الدول الرئيسية الكبرى ، مثل روسيا و امريكا و الصين و فرنسا و بريطانيا ، و غيرها ، تمتلك اسلحة فعالة مضادة للسفن ، من اشهرها على سبيل المثال : صاروخ ( ياخونت) الروسي ، و (هاربون) الامريكي ، و ( اكزوسيت ) الفرنسي ، و ( سلك وورم ) الصيني .
من المعلوم ان الولايات المتحدة استخدمت حاملات الطائرات في صراعاتها ، فقط ، مع دول العالم الثالث ، التي لا تمتلك الامكانيات ، و الوسائل الحربية اللازمة لمجابهة هذا الخطر .
و لم يحاول احد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، و حتى الان ، مهاجمة حاملات الطائرات ، لكن الاهتمام باستخدام الصواريخ ضد السفن ، كان قد برز بعد ان اغرقت لنشات مصرية صغيرة ، سوفيتية الصنع ، من فئة ( كومار) " البعوضة " مدمرتين اسرائيليتين هما ( إيلات ) و ( يافو ) ، قرب مدينة بور سعيد ، في 21 اكتوبر 1967 ، باستخدام صواريخ ( اس اس ان2 - ستايكس ) ، مما تسبب بصدمة كبيرة لدى الاسرائيليين ، و ادى الى تركيز الاهتمام العالمي على استخدام الصواريخ ضد السفن ، بدلا من استخدام المدفعية الثقيلة .
و تعاظم الاهتمام باستخدام الصواريخ ضد السفن ، بعد اصابة المدمرة البريطانية ( شيفيلد ) ، بصاروخ من طراز( اكزوسيت ) الفرنسي الصنع ، في مايو 1982، خلال حرب جزر الفوكلاند بين بريطانيا و الارجنتين .
و تشير الوقائع التاريخية الى إمكانية تعطيل او تدمير حاملة الطائرات باستخدام سلاح الطوربيدات ايظا .
صحيح أن تعديلات هامة أُدخلت على حاملات الطائرات الحالية ، ولكن سلاح الطوربيدات يتطور أيضا.
و من الجدير بالذكر ان ابرز الطوربيدات المعروفة في العالم ، هو الطوربيد التكهفي السوفييتي ( شكفال ) ، الذي بدا تصميمه في ستينات القرن الماضي ، و دخل الخدمة عام 1977 ، انه في الواقع صاروخ تحت مائي ، بتصميمه المبدع ، فهو يستثمر الطاقة الحرارية المنبعثة من محركه ، لتبخير الماء ، و ازالة الاحتكاك بالعائق المائي حوله ، و هو يشكل خطرا بالغا على السفن و الغواصات ، بسرعته غير المسبوقة ، و التي تتجاوز سرعة اي طوربيد تقليدي ، و تبلغ 200 عقدة (370 كلم في الساعة ) ، علما بانه يخضع للتطوير ، ويعتقد ان سرعة النسخة المطورة منه ستبلغ تحت الماء 300 عقدة ( 560 كلم في الساعة ) .
تجدر الاشارة ايضا ، الى ان السوفييت تمكنوا خلال فترة المجابهة و الحرب الباردة مع الولايات المتحدة ، من صنع ترسانة كبيرة من الاسلحة ، و الانظمة الصاروخية المضادة للسفن ، عمل الروس على تطويرها فيما بعد ، منها : طوربيدات ، و الغام بحرية ، و انظمة صواريخ متعددة ، كصواريخ ( موسكيت ) ، و ( غرانيت ) ، و ( باستيون ) ، و ( ب 800 اونيكس ) المتقدمة ، المشهورة باسم ( ياخونت ) ، التي تتمتع بنظام استقلالية قتالية كاملة " اطلق و انسى " ، تبلغ سرعتها 2.5 ماخ ، و مداها 600 كلم ، و تبلغ دقة اصابتها 1,5 متر ، كما انتجوا تشكيلة متنوعة من منصات الاطلاق ، بدءا من زوارق الحراسة ، و انتهاءا بقاذفات القنابل الاستراتيجية ، مرورا بالغواصات ، و الشاحنات المتنقلة الحاملة للصواريخ ، و المنظومات الساحلية الثابتة ، كنظام ( اوتيوس ) القابع في صوامع تحت الارض ، و المزود بصواريخ ( بي 35- شادوك ) ، التي تحلق بمسارات طيران مرنة ، قابلة للبرمجة ، و السفن المختصة باصطياد حاملات الطائرات ، منها على سبيل المثال : الطراد (موسكو) الذي تم تحديثه ، و هو حاليا واحد من اقوى القطع البحرية ، المتخصصة في اصطياد حاملات الطائرات ، و لذلك يسميه الغرب "قاتل حاملات الطائرات" ، و هو مجهز بصواريخ كروز مضادة للسفن ، من نوع ( ب 500 بازلت ) ، التي يبلغ مداها 700 كلم ، و سرعتها 3000 كلم في الساعة ، و يكمن سر قوتها في طريقة عملها ، حيث تنطلق ثمانية صواريخ معا دفعة واحدة ، توجه على مرحلتين ، في المرحلة الاولى ، تتلقى اوامر التصحيح و التوجيه ، من منصة الاطلاق (طراد او غواصة ) ، اما في المرحلة الثانية ، و هي الاهم ، تعتمد الصواريخ على نفسها في التوجيه ، حيث تكون كل الصواريخ على ارتفاع منخفظ جدا ، لمنع اكتشافها ، فيما يرتفع صاروخ واحد عدة كيلومترات فوق سطح الماء ، و يقوم رأسه الراداري بتتبع الهدف ، مرسلا اشارات التصحيح و التوجيه الى بقية الصواريخ في الاسفل ، و اذا تم اكتشافه و تدميره ، يستبدل اوتوماتيكيا و فورا بآخر من المجموعة في الاسفل ، لمواصلة التتبع و التوجيه ، و لو تم اسقاط صاروخين او ثلاثة او حتى اربعة ، تتمكن بقية الصواريخ من الوصول الى الهدف بأمان و تدميره .
الطراد ( فارياغ ) الذي يحمل 16 صاروخا ، من طراز بي 500 بازلت ايظا ، مزودة بجهاز ( شميل ) للاعاقة و التشويش الالكتروني على الرادارات المعادية ، و يمكن تزويد الصاروخ بازلت برأس نووي .
غواصة ( انتيه ) التي تحمل 24 صاروخا من طراز ( غرانيت ) المضادة للسفن ، يبلغ مداها 600 كلم ، تنطلق من تحت الماء بسرعة 2،5 ماخ ، حاملة رأسا نوويا بقوة 5،2 كيلو طن لكل صاروخ ، و يمكنها ان تشن خلسة ، هجوما جماعيا على الهدف ، قبل ان يتم اكتشافها , و يبلغ مدى غرانيت 600 كلم .
و تشير المعطيات الى ان ضمان التغلب على الدفاعات المتقدمة لحاملات الطائرات و السفن المرافقة لها ، القادرة على اسقاط الصواريخ الهجومية المعادية ، اصبح اليوم امرا ممكنا ، و ليس مستحيلا ، انه يتطلب في المقام الاول ، تحديد مكان تواجد الهدف ، و هذا امر يسير حاليا ، نظرا لوجود تقنيات تحديد المواقع من خلال الاقمار الصناعية و سبل الرصد و الاستطلاع المختلفة ، كما يتطلب وجود صواريخ لا يمكن اعتراضها ، تتمتع بسرعات فرط صوتية ، و قدرات ذكية ، و امكانيات التخفي ، و المناورة ، مع استخدام رشقات من عدة صواريخ معا ، في الوقت ذاته ، بحيث تضم الرشقة الواحدة منها ، من 8 الى 16 صاروخا مضادا للسفن .
و قد ظهر بالفعل جيل جديد من الصواريخ المضادة للسفن ، يتمتع بالمواصفات المطلوبة ، مع تطور التقنيات ، بعد نهاية الحرب الباردة ، في عدد من الدول المتقدمة ، قادرة على التخفي و الانطلاق على ارتفاعات منخفضة ، لكي لا تكتشفها الرادارات المعادية ، و بسرعات فوق صوتية ( اسرع من الصوت ) ، و فرط صوتية ( تزيد سرعتها عن 5000 كلم في الساعة ) ، مع امكانية التحكم فيها آليا ، بالاضافة الى امتلاكها قدرات ذكية ، تمكنها من التهرب من دفاعات السفن ... من هذه الصواريخ على سبيل المثال :
* صاروخ ( براموس 2 ) الذي يوصف بأنه اسرع صاروخ يحلق على ارتفاع منخفض ، و هو ثمرة التعاون الروسي الهندي ، يمتاز بقدرته على التخفي ، و الانطلاق نحو الهدف بسرعة حوالي 6 ماخ ، او ست امثال سرعة الصوت ، على ارتفاع 10 امتار من سطح البحر ، و يبلغ مداه 290 كم .
* صاروخ ( لراسم ) الامريكي الذي يستخدم تقنية التخفي ، و يستطيع اتخاذ القرارات ، و يقوم بالاستهداف الذاتي ، و الاستحواذ على الهدف بشكل مستقل ، و اختراق انظمة الدفاع المعادية ، و يبلغ مداه 500 ميل .
* صاروخ ( اكسام 3 ) الياباني و يمتاز بسرعته الهائلة 5 ماخ ، التي لا تبقي لسفن العدو فرصة لردعه ، سوى ثواني معدودة بعد اكتشافه المتأخر .
* صاروخ ( نيفيال سترايك ) النرويجي المتخفي من الجيل الخامس و يوصف بانه خامد تماما ، اي انه لا يستخدم اجهزة استشعار نشطة لتعقب الاهداف ، و لا تنبعث منه اشعة تحت الحمراء ، او موجات الرادار ، التي يمكن ان تكتشفها سفن العدو ، يحلق على ارتفاع 10 امتار من سطح البحر ، و يبلغ مداه 185 كم .
* صاروخ ( دي اف 26 ) الصيني البالستي متوسط المدى يمكن اطلاقه من داخل الاراضي الصينية ، يمثل تهديدا كبيرا للسفن التي تقترب من السواحل الصينية ، يمكن تجهيزه برأس نووي ، او عدة رؤوس تقليدية يتراوح وزنها الاجمالي بين 1200- 1800 كلغم ، و يبلغ مدى النسخة المطورة ما بين 3 الى 4 الاف كلم في الساعة ، و تكمن خطورته في سرعته الهائلة التي تبلغ 10 ماخ .
الخصم الرئيسي للولايات المتحدة ، و هو الاتحاد الروسي ، الذي يمتلك حاملة طائرات واحدة ( الاميرال كوزنتسوف ) ، و يعمل على بناء حاملة طائرات نووية عملاقة بإسم ( شتورم ) " العاصفة البحرية " ، و هو بلد محاط بالقواعد الاميركية ، و يعتبر حاملات الطائرات الاميركية تشكل تهديدا مباشرا على امنه ، اضاف مؤخرا لترسانته الكبيرة المتنوعة المضادة للسفن ، مجموعة جديدة من الابداعات الفريدة ، و هي اسلحة فرط صوتية متقدمة جدا ، قد تحسم الموقف بشكل باتر ، و ربما تحول حاملات الطائرات من قلاع منيعة عصية على الاختراق ، الى فرائس او قبور معدنية عملاقة باهضة الثمن ، لا تبرر حتى كلفة صناعتها ... من هذه الاسلحة :
* الصاروخ الفرط صوتي ( كينجال ) "الخنجر" ، و هو احد الاسلحة الاستراتيجة الجديدة ، التي اعلن عنها الرئيس الروسي بوتين في آذار / مارس 2018 ، في كلمته الشهيرة ، امام الجمعية الفيدرالية ، و يعتبر من اخطر الصواريخ التي تهدد الحاملات ، يحلق كينجال بسرعة 10 ماخ ، و يبلغ مداه 2000 كلم ، يستطيع خلالها المناورة في كل مراحل تحليقه ، كما ان هذا الصاروخ مزود بمواد تمتص الاشعة ، مما يجعله عصيا تقريبا على الدفاعات الجوية ، و يعتقد انه قادر على شطر حاملات الطائرات الى نصفين .
و ليس ضروريا ان تقترب حاملات الكينجال ، و هي مقاتلات ( الميج 31 كا ) المطورة من مجموعات حاملات الطائرات ، فهي تطلق الكينجال من خارج مدى الدفاعات الجوية للسفن المعادية .
* صاروخ الكروز الجديدة المضادة للسفن ( تسيركون ) المصنوع خصيصا لمكافحة السفن ، يعتبر تطورا ثوريا في الحرب البحرية ، و هو الاخطر على الاطلاق ، يكمن سر تفوقه ، في المواد التي صنع منها هيكله الخارجي ، المقاوم للحرارة ، الناتجة عن تحليقه بسرعة فرط صوتية ، تقارب 9 ماخ ، على ارتفاع منخفض ، تحوله الى كتلة ملتهبة ، لا تتحمل حرارتها كل المعادن الموجودة على الارض ، سوى المادة السرية المركبة التي صنع منها بدنه ، انه لا يترك فرصة للنجاة لاي سفينة ، و يعتقد الخبراء ، ان الدفاعات الصاروخية المعاصرة قادرة على اكتشافه من مدى 55 كلم فقط ، أي انه يمكن ان يدمر حاملات الطائرات في اقل من دقيقة ، اذا قصفت بعدة صواريخ تسيركون ، التي يبلغ مداها 1000 كلم ، و المحصنة ضد كل وسائل الدفاع الحديثة .
* صواريخ ( كاليبر) المجنحة ، تناور ، و لا تتحرك بخط مستقيم ، و بسبب قطرها الصغير ، و طلائها بمواد تمتص موجات الرادار ، بالاضافة الى تحليقها في مرحلة الاقتراب من الهدف ، على ارتفاع منخفظ جدا على مستوى الامواج ، اقل من 5 امتار ، يصعب اكتشافها و اسقاطها ، و هي تغير سرعتها من دون الصوتية ، في المرحلة الاولى ، الى فوق صوتية ( 9،2 ) ماخ في مرحلة الاطباق على الهدف .
* صاروخ ( اكس 32 ) المحمول جوا ، على متن قاذفات ( تو 22 ) "باك فاير" ، المتخصصة في اصطياد حاملات الطائرات ، و الذي يصعد لدى اطلاقه الى ارتفاع 40 كلم ، لينقض على هدفه بسرعة 5400 كلم ، و يمكنه ان يحمل راسا نوويا مدمرا.
* صاروخ ( سكيف ) البالستي طويل المدى ، يخزن في حاويات خاصة ، في اماكن سرية ، تقبع في اعماق البحار و المحيطات ، لفترات طويلة جدا ، لكونها مزودة ببطاريات نووية ، قد تكون داخل المياه الاقليمية الروسية ، او خارجها ، بدلا من وضعها على متن الغواصات المكلفة جدا ، بالاضافة الى ان الغواصات تصدر امواج صوتية تكشف مكانها ، و تعرضها للاستهداف ، بعكس الحاويات الصامتة ، و بمجرد ان تتلقى الحاويات اشارة من الشاطيء ، ترتفع الى عمق 50 مترا ، و ينطلق الصاروخ منها ، كما لو انه انطلق من غواصة ، محلقا بعد الاطلاق ، الى ارتفاع من40الى50 كلم ، حيث تقل مقاومة الهواء للحد الادنى ، مما يجعل الصاروخ يصل للهدف بسرعة هائلة ، و بعد ان يقوم نظام تحديد الاهداف ، الكائن في راس الصاروخ ، باختيار حاملات الطائرات هدفا على وجه التحديد ، ينقض عليها سكيف عموديا من الاعلى .
* الطوربيد النووي ( بوسيدون ) أو ( ستاتوس 6 ) ، الملقب من قبل حلف الناتو بطوربيد "يوم القيامة" ، و هو عبارة عن غواصة صغيرة ، درون ، مسيرة غير ماهولة ، تعمل بالطاقة النووية ، تنطلق من غواصة كبيرة ، حاملة رأسا نوويا بقوة 10 ميغاطن ، يمكنها ان تغير مسارها افقيا و عاموديا ، مما يحول دون اعتراضها ، تعمل على عمق يصل الى كيلومتر تحت الماء ، و يصل مدى ابحارها الى 11 الف كلم ، بسرعة 200 كلم في الساعة ، تبلغها بفضل تاثير التجويف الفائق ، على مبدأ الطوربيد الاسطوري شكفال ، كما تمتلك قدرات ذكاء صتاعي ، و مواصفات تقنية ، تمكنها من اصابة اهدافها بنسبة 100% ، و بوسعها ان تهاجم السواحل ، و ان تحدث موجة تسونامي مشعة ، تغرق الموانيء و الاساطيل . و تعتبر جزءا من الرد الروسي المضمون ، غير المتناظر ، لكل الظروف التحديات ، و من ضمنها الدرع الصاروخية الاميركية المنصوبة في اوروبا .
و تشير بعض المصادر ، الى ان روسيا تمتلك ايظا ، انظمة الكترونية متطورة ، يعتقد انها قادرة على اختراق ، و شل انظمة ايجيس الدفاعية ، التي تستخدمها الاساطيل الاميركية ، و حتى على اخراجها من الخدمة .
و في محاولتها لردع خطر الصواريخ الفرط صوتية الحديثة ، تعمل القوى العظمى على تطوير انماط مختلفة من الاسلحة الدفاعية ، من ضمنها الاسلحة الكهرومغناطيسية ، و سلاح الليزر ، لكون الليزر اكثر نجاعة من الصواريخ التقليدية ، و يتمتع بسرعة الضؤ ، و هو من الاسلحة القليلة القادرة على اعتراض الصواريخ الفرط صوتية ، و قد دخل اول مدفع ليزر اميركي الخدمة على متن سفينة عام 2014 ، ليكون قادرا على حمايتها من الدرونات و الروبوتات ، و اللنشات الهجومية .
و تحلم الجيوش الرائدة ، بتطوير اسلحة الليزر لتتحول الى اسلحة ردع شامل ، تتموضع على منصات مختلفة ، اهمها مشاريع المنصات الفضائية ، التي تطلق سلاح الليزر من الفضاء الخارجي باتجاه الارض ، و لكنها مشاريع سرية للغاية مازالت ، على الارجح ، قيد التطوير و الاختبار .
يمكن ان نستخلص مما سبق ، ان تطور الاسلحة المضادة للسفن ، تجعل مسالة بقاء السفن و حاملات الطائرات سالمة ، خلال اي مواجهة بحرية محتملة بين القوى العظمى ، امرا مستبعدا جدا ، و مستحيلا على الارجح ، علما بان فقدان حاملة طائرات واحدة بما عليها من طائرات و اسلحة و طاقم ، يعتبر خسارة فادحة ، و كارثة عظيمة ، لا تحتمل .
و هذا يقودنا حتما الى طرح سؤال منطقي مبرر، هو : هل من الاجدى بناء حاملات الطائرات و ادامتها و صيانتها و حمايتها بتكاليف فلكية باهظة ؟ ام ان الانفاق على وسائل مكافحتها بتكاليف متواضعة نسبيا ، اجدى و انفع ؟ ... نترك الاجابة على هذا السؤال للخبراء العسكريين .
و بما ان لكل فعل ردة فعل ، و لكل اجراء اجراء مضاد ، و بالاخص في المجال العسكري ، فإن سيناريو الاحداث في حالة المواجهة الحقيقية ، سيتجاوز بالطبع ما يمكن التكهن به ، او توقعه ، لان القوى العظمى تمتلك بالاضافة الى ما هو معلوم من الاسلحة و المبتكرات المتقدمة جدا ؛ ماهو مكتوم من الاسلحة و البرامج و الخطط و التدابير السرية ، تعمل على انجازها افضل العقول البشرية ، مما يجعل من المتعذر علينا ان نتنبأ مسبقا بنتائج الصدام المدمر ، بين اساطيل القوى العظمى ، إن حصل ، لا سمح الله ، و لا قدر .



#محمد_شمس_الدين_داسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل البشرية على اعتاب حرب عالمية ثالثة ؟


المزيد.....




- -أسر غواصة تجسس أمريكية في كمين إيراني-.. هذه حقيقة الفيديو ...
- -سرايا القدس- تقصف مستوطنات في غلاف غزة
- إسرائيل تقوم بـ-تجزئة- غزة.. ومظاهرة جديدة ضد حماس في القطاع ...
- ترامب يلقي -القنبلة-.. رسوم جمركية على دول في مختلف القارات ...
- -أسوشيتد برس-: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قاذفات -بي 2- ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي من موقع في جنوب لبنان: -حزب الله- لم ...
- الأوقاف المصرية والأزهر يحذران من اقتحام بن غفير للأقصى: است ...
- محللون: نتنياهو يضع المنطقة على الحافة وترامب يساعده على ذلك ...
- غزة في لحظة فارقة.. هل تتحرك روسيا والصين؟
- تامر المسحال يكشف آخر تفاصيل مفاوضات الهدنة بغزة


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد شمس الدين داسي - هل حاملات الطائرات قلاع منيعة لا تقهر ؟ أم هي فرائس تنتظر الالتهام ؟