|
لماذا مناشير اسرائيل صدقت .. ومقاومة العرب إنقرضت ..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 16:21
المحور:
القضية الفلسطينية
تُعيدُنا الى ذواتنا جماعةً ام فرادى لحظات التمرغ للرؤوس وتنكيسُها في طينُ الهزيمة والنكسة والفاجعة التى وإن تتالت عقودها المنصرمة كأنها حُبيباتُ عنقود تتساقط واحدة تلو الاخرى .عام بعد عام نكسة تجرُ خلفها وورائها خيبات مهزومة حملها الاجداد عندما كانوا صغاراً والاباء بعدما صاروا كهولاً وتذوقوا مرارة النزوح وصولاً الى شبابنا واحفادنا الذين يتسائلون عن هل الإمكانيات كانت فعلاً متوفرة ولم نتمكن من التعاطي مع الازمة بكل ضراوة لكى تبعد عنا شبح الإغتصاب جهراً او ما اخفوه من مقاومات كانت تدفع بالاعداد من الابطال الى شدة المقاومة ضد من رسموا لنا خرائط الخيارات والخسارات منها وفِي مقدمتها فلسطين ومن ثم توابعها. هنا لنا الحق ان نعترف ان ما لحق بِنَا من تقتيل وتجزئ وهزيمة اكبر بكثير من اهوال ما اصابنا من فرقة للبيت الواحد "العرب" قِبل كل شيئ يجب الاعتذار من شهداؤنا الذين انتظرونا وهم يُراقبون وينتظرون صحوتنا واصرارنا على متابعة الدرب التي ساروا عليها وقدموا ورووا الارض بأغلى واسمى التضحيات وازكاها الدماء . كما يجب علينا ان نقدم اوراق اعتماد لذواتنا ولهوياتنا التائهة نتيجة تناسى افضلية وحق العبور الى العدالة والمطالبة المشروعة بفلسطين . لكننا اصطدمنا تارة بعار صمتنا وطوراً تحت حجج الضعف والوهن والخوف واطواراً ما تزال تحملنا في تخبطنا لمواجهة صفقات تُعقدُ في سبيل امحاء اسماء ومعانى قضيتنا فلسطين بإسم صفقة القرن اللعينة ؟ أكدت كل المصادر التي راقبت النتائج المتراكمة والمتتالية للهزيمة النكراء والشنعاء التي تعرضت لها الأمة العربية والإسلامية عندما لم تستطيع المواجهة الحقيقية للعدو الصهيوني الوارد إلينا بكافة الدعم الغربي ومنحهِ غطاء التوسع بكل ما يستطيع حتى لو ادى ذلك الى زرع روح الخوف والفرع والهول بقيامتهِ في مجازر مشابه لما حصل في دير ياسين واخواتها. انها صاحبة مشروع إقامة الدولة التى تريدها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا كتعويضاً عن التشرد اليهودي في العالم منذ عشرات القرون وصولاً الى اخر الاضطهاد الذي طال اليهود في مجزرة او محرقة الهولوكوست في ألمانيا على ايادى النازية تحت قيادة ادولف هتلر الذي فاجأ العالم في زج اكثرُ من نصف مليون يهودى في لهيب حارق لم يستطيع ان يدفع الكفارة تلك عن ذنبهِ الغير مغفور إلا في بناء دولة لليهود على أراضي عربية فلسطينية وطرد وتشريد الشعوب المجاورة والقاطنة للأراضي الفلسطينية منذ بداية الانسان حتى اليوم الاخير في حياة البشر، في سنة 1967 قامت الدنيا ولم تقعد الى الان من هوّل الصدمة التى سادت أنذاك نتيجة الحرب المباشرة بين العرب والصهاينة في محاولة إسترداد الاراضي العربية المغتصبة والمحتلة بعد ما سمى الصراع العربي الاسرائلي الذى أتخذ مساراً لا تراجع عَنْهُ في أوج الدعم العالمي والغربي للصهاينة من جهة وتضامن الشعوب مع القضية العربية والفلسطينية من جهة اخرى، في العودة الى ايام العزيمة والنكسة لو قرأنا بعضا من فصولها لوجدنا كل التخاذل والتراجع في المواقف حول كيفية إسترجاع فلسطين ومن معها من براثن الصهيونية لتوصلنا الى نتيجة واقعية وحتمية عن الخوف والإحتيال إتجاه دعم قضيتنا من الدول المصدرة للثورة والمصنعة للسلاح الذي كانت دولة الاتحاد السوفييتي في أوج مجدها وللمعلومة هي اول دولة من إعترفت في الكيان الصهيوني. لكن المباحثات والتحذيرات التي كانت تترافق مع الزيارات المكوكية بين الرئيس الخالد جمال عبد الناصر والقيادة السوفيتية في تدارك الموقف بعد التحذيرات والإنذارات عن محاولة اسرائيل ضرب كل المعسكرات والمطارات والثكنات العسكرية المصرية قبل الاستعدادات الكبرى التى كانت الدول العربية الى جانب مصر وسوريا والاردن المقاومة الفلسطينية المتواضعة تستعد للهجوم ،لكن ما رأيناه كان يعكس ضعف وجهة نظر الرئيس المصري في محاولاتهِ استعادة الاراضي العربية بالقوة تحت غطاء وشعار مشهور رفعه أنذاك حول تجيش الشعوب وإستنفار قوتها ورفع روح الهمم كان يقول ويصرح "ما أٰخِذ بالقوة لا يُستردُ إلا بالقوة" ومع ذلك ذهبت كل الامال والقوة العربية والهمم مع الهجوم الجوي والساحق لدول المواجهة وتم إحتلال مناطق اخرى ومهمة واصبحت تحت الحكم العسكري الاسرائيلي في كل من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا في لبنان ومرتفعات هضبة الجولان السوري وشبه جزيرة سيناء المصرية بالإضافة الى أراضي أردنية . بعد كل النكسات والهزائم نرا الولايات المتحدة الامريكية منذ تلك الحقبات الى اليوم تقف الى جانب الصهاينة ومشروعهم الاحتلالي دون محاذير من ردات الفعل للجانب الاخر ، في كتاب المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل تحت شعار عواصف الحرب والسلم للصحافي المصري الشهير محمد حسنين هيكل حيث يُقدمُ في إفتتاحية الحوار عن النكسة في صفحة 135 "لا أستطيع ان ابدأ الان صداقة جديدة مع الولايات المتحدة لأن لديّ شكوكاً مأساوية فيها" جمال عبد الناصر "للقائم بالأعمال الامريكي "دونالد بيرجيس" إنتهي الإقتباس! مع مرور العقود الخمسة المنصرمة التي تحمل معها الام وجراح النكسة التى اصبحت وصمة عار على جبين البشرية بإكملها وتحديداً على الشعب الفلسطيني والعربي، لتهاونهم في تمرير الهزيمة وتقبلها وتجرع افاتها وسمومها التي يصعب في الوقت الحاضر أيجاد الفرصة الحقيقية من اجل استعادة ما تم احتلاهِ أرضاً ، بعدما تم احتلالنا في غزوات عقولنا وتنيمها مغناطيسياً في نسيان ازلى للقضية الفلسطينية لا بل اكثرُ من ذلك وابعد من ذلك بكثير هو الحديث عن صفقات القرن المتعددة ليس في البيت الأبيض ،او في الكرملين، بل ربما في "المنامة" ومابعد بعد المنامة اخطر بذلك بكثير، صدقت مناشير اعوان اسرائيل ومن في فلكها ، وإنقرضت مقاومة العرب وباتت المطالبة في عودة أراضيهم ضروب من الجنون ليس حسب آراء الأخرين بل لما إستجد علينا في إستعادة خلافاتنا المذهبية والطائفية الغبية ، وتغييب العقول النيرة التي ترا المستقبل على أساس إحتفاظ بشروط تحفظ للجميع في تعايش مشترك لا يشوبهُ الأحترام المتبادل للإنسان اولاً وأخيراً، عصام محمد جميل مروّة ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترقُب صامت لآثام فرنسا إتجاه حجز حرية .. الثائر اللبناني جور
...
-
الخطاب الشعبوي الهابط أدى دوراً .. دمويًا في الكراهية من أرا
...
-
دراكولا مصاص دماء الفقراء في لبنان .. سفاح الليرة اللبنانية
...
-
إستقدام الفلاشا وإستغلالهم لمصالح .. عنصرية في دولة الصهاينة
...
-
كِفاح و نضال و تواضع العمال .. ضد تعالى رؤوس الأموال ..
-
ماذا يُخفيّ ترامب خلف غزواتهِ .. على السيدات النائبات الأجنب
...
-
هل إسقاط حق العمل الفلسطيني في لبنان .. سهواً ام خِطةٍ مدروس
...
-
الحجّر العقلي لدونالد ترامب ومن يقفُ قبل وبعد الجائحة المُدو
...
-
صمود الأسير الفلسطيني اصلب .. من حصون السجون الصهيونية ..
-
رُفِعت اثارُها من الشوارع لكنها نُصِبّت في النصوص والنفوس ..
...
-
مرور مِئة عام على وعد بلفور ..
-
مكتوب للصحفي السمير .. النديم سمير عطاالله ..
-
بِلاد الحضارات .. والرافدين .. مُستنقعُ آلام وآهات ..
-
مشهد بوكو حرام في تشاد .. حرام .. الصمت الدولي على هول الإره
...
-
نكون او لا نكون .. اخر كتاب .. إطلع عليه رمز الوطن كمال جنبل
...
-
عودة ً الى يوم فلسطين على ارضها .. حصادٌ لا يجُِفُ ..نهضة ال
...
-
الأسد بين الفكين الأمريكي والروسي ..
-
تُكرم و تُمجد دولياً ..و تُسجن و تُدان و تُعتقل في بلدها ..
...
-
الجنوب يستعيدُ ملاحِم البطولة .. عندما نتذكرُ مجزرة الزرارية
...
-
صخب في صيغة النداء التركي الأخير .. الذي يُذكِرُنا بتعالي ال
...
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|