أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!















المزيد.....

-الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل ثمة من حاجة لدى الحكومة الأردنية برئاسة الدكتور معروف البخيت إلى "قانون الإرهاب" حتى تمضي قدما في حربها على الإرهاب؟ جوابي هو: "كلا، ليس لديها حاجة فعلية وحقيقية"، فحربها على الإرهاب لم تتمخض عن نتائج من النمط الذي يمكن النظر إليه على أنه ثمرة "خطأ" ارتكبته الحكومة، وكان ممكنا تلافيه وتحاشيه لو أنها امتلكت قانونا للإرهاب، يُعرِّف ويُحدِّد الإرهاب، أو العمل الإرهابي.

لقد ميَّز الدكتور البخيت "الإرهاب" من "العمل الإرهابي" لجهة "التعريف"، أو "التحديد"، فـ "الإرهاب"، في قوله، ظاهرة يتعذَّر، بل يستحيل، "تعريفها"؛ وبسبب ذلك فضَّل معدُّو "قانون الإرهاب" تعريف وتحديد "العمل الإرهابي"، وكأن مفهوم "الإرهاب" لا يكمن في "الأعمال الإرهابية".

وهذا التمييز الذي لا مبرِّر نظريا أو علميا له إنما يشبه، على سبيل المثال، تمييز "السياسة" من "العمل السياسي" في قولك إن "السياسة" ظاهرة يتعذَّر، بل يستحيل تعريفها، بينما "العمل السياسي" يمكن تعريفه وتحديده.

ولو أردت أن أستنتج شيئا مما قاله رئيس الوزراء الأردني في تعريف أو تحديد العمل الإرهابي لاستنتجت أن ما قاله يشدِّد الحاجة (النظرية والعلمية ليس إلا) إلى تعريف "الإرهاب".

في تعريفه وتحديده لـ "العمل الإرهابي" فهمتُ أن العمل الإرهابي يشمل، في بعض من تعريفه وتحديده، "كل" عمل يُرتكَب، عن قصد، ومهما تكن وسيلته، ضد حياة المواطنين وممتلكاتهم.

"المنطق" في هذا التعريف أو التحديد ليس قويا بما يكفي للقول بالنجاح في إنجاز مهمة "تعريف العمل الإرهابي"، فالقول بنجاح كهذا يحتاج إلى منهجية مختلفة في النظر والعمل. وبما يتَّفق مع هذه المنهجية يمكننا وينبغي لنا القول "إنَّ كل عمل إرهابي يضر بحياة المواطنين وممتلكاتهم، ولكن ليس كل عمل يضر بحياة المواطنين وممتلكاتهم يُعدُّ عملا إرهابيا".

وفي المنهجية ذاتها، نفهم "الإضرار بالممتلكات العامة للدولة، ووسائط النقل، والبيئة، والبنى التحتية" وغير ذلك. ونحن نعلم أن الإضرار بالممتلكات العامة للدولة ووسائط النقل.. هو من الأعمال المنافية للقانون، ولكن غير الإرهابية، التي يقوم بها متظاهرون في الدول الغربية الديمقراطية.

في البيانات والمواقف الرسمية، قال الأردن، غير مرة، إن "الإرهاب" لا دين له، ولا جنس؛ لأنه ظاهرة عالمية، ويمكن أن يزاوله المسلم أو المسيحي أو اليهودي.. والعربي والياباني والألماني والروسي..

يترتب على ذلك أن نمتنع عن النظر إلى "العمل الإرهابي" على أنه امتداد لـ "الفكر التكفيري" فحسب، فالجماعات الإسلامية التكفيرية، والتي ينبغي لنا مكافحتها بطرائق وأساليب مجدية أكثر، لا تملك من الفكر، ومن طريقة التفكير، إلا ما يجعل الإرهاب العاقبة الحتمية والطبيعية لوجودها، ولكن الإرهاب، وبصفة كونه ظاهرة عالمية عابرة للأديان والأجناس والقوميات، يضرب جذورا عميقة له أيضا في غير الجماعات الإسلامية التكفيرية، التي لن نتمكن أبدا من مكافحتها في طريقة مجدية، أي في طريقة تتضمن الإجراء الأمني ولكن لا تعدله، ما ظلت حكوماتنا ترفض الاعتراف بمسؤوليتها "التاريخية" عن الإعداد، عن وعي أو عن غير وعي، للأسباب التي أدت إلى نشوء وتطور تلك الجماعات، فحكوماتنا ودولنا استنفدت كثيرا من الوقت والجهد في مكافحة ومحاربة كل خصم طبيعي للفكر التكفيري وجماعاته. لقد عملوا زمنا طويلا على إخلاء الميدان لحميدان، الذي خرج منهم، ولهم، قبل أن يصبح ضدهم؛ وليس في سيرة الشيخ أسامة بن لادن وقاعدته إلا ما يقيم الدليل على ذلك.

في الأقوال والآراء التي أدلى بها الدكتور البخيت في لقائه الخاص مع التلفزيون الأردني، نقف على بعض من أوجه الحياة الديمقراطية الجديد التي يحرص رئيس الوزراء على تذليل العقبات من الطريق المؤدية إلى قيامها سريعا. ويتركز الجهد الإصلاحي الحكومي الآن في قانوني "الأحزاب" و"الانتخابات العامة".

وكان الدكتور البخيت صادقا في تصويره خلق الحياة الحزبية في الأردن على أنه أقرب ما يكون إلى "الخلق من العدم"، فالأحزاب "السياسية" الأردنية (نحو 26 حزبا يشاركون مع وزارتي التنمية السياسية والداخلية في أعمال لجنة خاصة بهذا الأمر) لا تمثِّل، بحسب رأي الدكتور البخيت والواقعي 100 في المئة، إلا 1 في الألف من مجتمعنا. ولولا حرص الحكومة على إنشاء وتطوير حياة حزبية لظلت تلك الأحزاب على إيمانها بأن ليس في الإمكان، في الحياة الحزبية الأردنية، أفضل مما كان.

على أن هذا الرأي السديد لا يعني، ويجب ألا يعني، أن الحكومة تمثِّل 999 في الألف من المجتمع، فتفوقها في الوزن التمثيلي على الأحزاب لا ينفي، وإنما يؤكِّد، أن الاغتراب السياسي بين المجتمع وبين الأحزاب والحكومة (والبرلمان) ما زال قائما وقويا.

ولكن كيف السبيل إلى حياة حزبية جديدة وجيدة؟ إن شيئا من مفهوم "خدمة العَلَم"، أو "التجنيد الإجباري"، نراه في جواب الدكتور البخيت عن ذاك السؤال، فهو أعلن أن الحكومة "ستحارِب فكرة، أو ظاهرة، العزوف الشعبي عن الانتساب إلى الأحزاب"؛ ذلك لأن ليس صحيحا شعار "مَنْ تحزَّب خان".

وحتى لا يظل المواطن على خوفه العريق في القدم من الانتساب الحزبي، ومن أجل أن يَدخل المواطنون في الأحزاب أفواجا، كشف رئيس الوزراء أن مادة في القانون سترى النور عما قريب، وسيُحظَر بموجبها التطاول الحكومي، الأمني وغير الأمني، على الحقوق الدستورية للمواطن بسبب انتمائه الحزبي.

وعملا بمبدأ أن فاقد الشيء لا يعطيه، قال الدكتور البخيت إن الحكومة تريد للأحزاب الجديدة، أو القديمة بعد تجديدها، أن تكون ديمقراطية في حياتها الداخلية، فليس جائزا أن تدعو أحزاب تفتقر إلى الديمقراطية في حياتها الداخلية إلى تأسيس حياة ديمقراطية للمجتمع والدولة.

وحتى يصبح ممكنا قيام أول حزب "أردني" في الأردن، أي قيام حزب يتخطى، في تمثيله، الفرد وأقاربه، والفئوية الضيقة بكل أشكالها وصورها، والهوية الدينية، أوضح الدكتور البخيت أن قانون الأحزاب الجديد سيتضمن شروطا لتأسيس الأحزاب لا تسمح إلا بوجود أحزاب "أردنية"، "ديمقراطية في الداخل"، "غير مموَّلة من الخارج"، و"غير عرقية أو دينية" في خطابها وتوجُّهاتها.

وفي آخر المطاف، يمكن ويجب أن تنتقل الحياة الحزبية الجديدة من "الكثرة الحزبية" إلى "التركُّز الحزبي"، فينتهي الصراع والتنافس في سياق حياة انتخابية جديدة، إلى عدد أقل من الأحزاب، يمثِّل بعضه "الوسط"، وبعضه "اليمين"، وبعضه "اليسار".

على أن الدكتور البخيت لم يتحدث بما يكفي من التفصيل والوضوح عن الشرط الأهم وهو تغيير النظام الانتخابي بما يسمح بجعل الحياة الحزبية مجدية سياسيا، وثقيلة الوزن الشعبي، وبما يؤدي إلى قيام برلمان حزبي في المقام الأول، قوي السلطة والتأثير، وتنبثق منه، بالتالي، حكومة تمثيلية تُنهي ظاهرة الاغتراب السياسي للمجتمع عن حكومته.




#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة اولمرت لتفكيك -القنبلة الديمغرافية


المزيد.....




- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!