نوفل كريم جهاد
الحوار المتمدن-العدد: 6568 - 2020 / 5 / 19 - 21:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من يملك الله ...
هو سؤال قد يكون غريب وغير منطقي لكنه سؤال قائم وفق ما شاهدنا عبر التأريخ البشري من تشابك
وتزاحم الافكار والطروحات الدينية منذ نشوئها لغاية اليوم ,
فمن منا لم يرى صراع الاديان العقائدي وكيف تحول الى صراع حقيقي يكفرون فيه بعضهم البعض
ويتهمون فيه بعضهم البعض بالزندقة والتجديف و حتى التحريف بكلام الله وكأنهم وحدهم يعلمون مشيئة الله في البشر !
واختلفت تلك الاديان وتصارعت بل وتقاتلت وسفكت الدماء بغير حق والكل يدعي الحق لنفسه ..!
وفي خضم هـذا السجال المستعر أدعت كل ديانه أن الله لها وحدها فقط .. وأنها هي فقط من تملك حق التكلم بلسان الله
وبمعنى أبسط .. أنها من تملك الله !!
حيث حولت هذه الاديان الله الى اله عنصري .. فتارة ينحاز لشعب مختار و اخرى لصليب مقدس وثالثه الى خير أمة
أخرجت للناس … فاليهوديه تقول لا شعب الا شعب الله المختار وهو العرق المقدس
وشريعة موسى فقط دين الحق .!!
والمسيحيه تقول لا خلاص لأي بشر خارج الكنيسة و الروح شهدت لهم بأنهم أبناء الله !!
وأعلنها الأسلام بكل حزم من يتبع غير الاسلام دينا فلن يقبل منه !!
وهكذا نرى ان هذه الاديان وبكل أسف أستمرت بالاعتقاد بأن احدها سوف ينتصر و يهزم الأخر في نهاية المطاف ,
وأصبح كل دين عبارة عن كهنوت مقدس أناني يرى نفسه فقط ويدعي بكل تبجح الاستحواذ على الله ..
ولسان حال كل دين يقول أن الله هو الهنا فقط و انه ينتمي الينا نحن فقط .!
وهنا أقول لا أحد يملك الله ولاحد يملك الحق بذلك ..لأن الاديان بكل بساطه أنما جاءت لتخدم الأنسان وليس العكس ..
هي أصلاح لحاجة المجتمعات لشريعه اخلاقيه تحفظ الحقوق ولتخدمنا نحن البشر ,
لذلك فأن الدين ليست نظرية علمية نحاول تطبيقها.. وهي ليست رأي نحاول أثبات صوابه ولا هي حزب سياسي نبتهج بأزدياد المنتمين اليه ..
فمن المعيب أن تتصارع هذه الاديان فيما بينها من أجل ملكية الله بل كان الأجدر بها التنافس من أجل ملكية قلوب البشر طواعية بالخير والمنفعه لكل الانسانيه
في سبيل حياة أفضل و أنسان أفضل وعليها أن تستبدل الكبرياء بالمذلة والعصيان بالطاعه والبراءة بتحمل عواقب الأثم ... وأن تتضرع الى الله لا ان تتصارع على الله
وخيرا ... لأحد يملك الله .
#نوفل_كريم_جهاد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟