رياض زوما
الحوار المتمدن-العدد: 6567 - 2020 / 5 / 18 - 20:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فايروس كورونا والصلاة :
.......................................
كثيرا ما نرى في الدول العربية وبالأخص العراق وايران أن الدولة في بداية انتشار الفايروس فشلت في محاولاتها لأقناع المواطنين بالوقاية العلمية من الفايروس وشاهدنا فديوات تبيّن الزوار يلعقون الأضرحة المقدسة في مدينتي قم وطهران وتقبيل أحذية الزوار في النجف وكربلاء وجموع الزوار للأمام الكاظم وغيرها , وذلك من قبيل التشبث بالأيمان الخاطيء والمفاخرة بالعبادة الجماعية التي أثبتت عدم جدواها بعدم التقاط العدوى .
ان الناس بصورة عامّة تتوق الى الصلاة في أزمنة الشدّة حيث تمنح الصلاة لهؤلاء الراحة النفسية لعلاقة الصلاة بالخالق لمواجهة الخوف والمخاطر والشدائد , لكن كثيراً ما يتمسّك الناس بمعتقدات شعبية خاطئة أكثر من تمسكهم بالعقيدة الدينية الأصلية وتكون سلطتها أكثر من سلطة القوانين الرسمية , فيمكن للمرجعيات الدينية أن تلغي صلاة الجمعة وقداديس يوم الأحد وفعلاً تمتثل الناس لهذا القرار لكن هؤلاء الناس لا يمتثلون للأمتناع عن زيارة الأماكن المقدسة وهذا لا علاقة له بالمعتقد الديني بل بالعواطف الدينية والتقاليد المتوارثة , أي ان الناس تتجه نحو ما هو عاطفي وبشري وملموس على حساب ما هو عقلاني وعقائدي ومجرّد , لذا يستخدمون حواسهم ليلجأواالى رائحة البخور أو اللمس واللعق وغيرها من مظاهر التخلّف لشعورهم بأن تلك حاجة نفسية عميقة لديهم , فلو كانت مثلاً ظهورات السيدة العذراء في ميدغورييه صحيحة لأثبتت الكنيسة تلك الظهورات لكن مع ذلك فظهور العذراء في لورد وفاتيما من أبرز المحاج الدينية وتستقبل ملايين المسيحيين كل عام وكذلك مراقد الأئمة في النجف وكربلاء , فهناك عوامل نفسية تجعل الناس تفشل في المواءمة بين صوت العقل وقناعاتها الدينية الراسخة ..تحيتي
#رياض_زوما (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟