سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6567 - 2020 / 5 / 18 - 10:46
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تعبير التمرد(ريبيلين) يرتبط دوما برفض حالة ظلم مفروضه من قبل سلطات سياسيه او دينيه او اجتماعيه.و لذا فان حالة التمرد قد تبقى فى اطار رفض الامر الواقع, لكن بدون تقديم بديل افضل حتى و ان البديل الافضل موجود الى حد ما فى ذهن المتمردين.
لكن تعميم فكره التغير تفترض قيام ثوره شامله لان التمرد حتى و ان موجها ضد قانون او مجموعه من القوانين الجائره,حيث تفترض كلمه( ريفليوشن) فى اللاتينيه استبدال النظام القديم بالنظام الجديد.و بهذا المعنى فالامر يتعدى التصدى للظلم الى بناء مجتمع جديد من كافه النواحى .
اما فى اللغه العربيه فان تعبير ثوره و هى من جذر كلمة ثور, التى تفترض الهيجان اى التمرد لكن بدون ان تعنى بالضروره رؤيا اشمل لنظام بديل .و استخدام هذه الكلمه بالعربيه حديث العهد نسبيا .
فى المرجعيه التراثيه العربيه تم استخدام كلمة الخروج على الحاكم التى تفترض ثوره شامله, و الاطاحة بالنظام القديم .لكن الفقهاء المسلمين قيدوا جدا امكانت الخروج على الحاكم الا فى اطار خروجه الصريح عن تعاليم الدين .
لكن باستثناء الكتابات الحديثه لا يوجد فى راى موروث نظرى اسلامى فى السياسه باستثناء كتابات قليله مثل كتاب الجاحظ( كتاب التاج فى اخلاق الملوك), و سواه هى عباره عن نصائح للحاكم .وغالب الفكر السياسى الاسلامى القديم كان متاثرا الى حد كبير من الموروث الفارسى الكسروى من ناحيه, و اليونانى من ناحيه اخرى, و من الموروث السياسى العربى القبلى .
فى المرجعية الماركسية تحتل مسالة الغاء النظام القديم حجر الزاويه فى الكتابات الماركسيه .و جل هذه الكتابات خاصة فى نظرية( الثوره الدائمة) لتروتسكى كان التركيز يصب على اممية الثوره .كما لا يوجد تحديد واضح لكيفة الثوره فى الفكر الماركسى سوى من الكتابات القليله مثل كتابات غرامشى , و ما رايناه من التجارب المتعدده التى نعرفها من الثوره البلشفيه فى روسيا و الثوره الصينيه.و كلاهما كانتا فى راى امتدادا و ان بمغايرة ايديولوجيه للثوره الفرنسية لناحيه كثافه استخدام العنف المبرر و الغير مبرر.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟