أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - القصة الفلسطينية في مواجهة النكبة - البدايات














المزيد.....

القصة الفلسطينية في مواجهة النكبة - البدايات


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 19:03
المحور: الادب والفن
    


بعد النكبة الفلسطينية ظهر لدينا نشاط أدبي وثقافي، وأخذت بالتبلور والتطور والتجذر شيئًا فشيئًا حركة أدبية، كان الشعر هو الملمح والمميز لها، وفرض حضوره كلون وصنف أدبي له القدرة على التفاعل مع الأحداث والتعبير عن الألم والجرح الفلسطيني الذي أحدثته التغريبة الفلسطينية.
وبالمقابل تمكنت القصة بمزاحمة الشعر وإثبات وجودها وحضورها من خلال عدد من النصوص والتجارب القصصية الواقعية الهادفة، التي نشرت على صفحات مجلة " الجديد " و " الاتحاد " و " الفجر " وغيرها من المجلات التي صدرت في تلك الفترة.
ونجحت القصة بالمساهمة في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي، وتبلور الرؤية الفكرية واستشراف المستقبل.
وتركزت قصص المرحلة الأولى- البدايات، بالتعبير عن جرح النكبة والتهجير من الوطن، وطرح هموم الإنسان الفلسطيني الباحث عن حياة كريمة شريفة والساعي لتوفير لقمة العيش وكسرة الخبز لأطفاله، وتصوير الحياة الشعبية الريفية القروية والعلاقات والمشاكل الاجتماعية.
كذلك تركزت القصة العربية الفلسطينية في بداياتها حول القضايا الوطنية والسياسية، ورصد الواقع الحياتي، وطرح مواقف اجتماعية وسياسية وفكرية مختلفة، كقضايا الأرض والترحيل واللجوء وبؤس المخيم، وعمليات المصادرة وتمسك الفلاح الفلسطيني بأرضه، وقضايا العمل والعمال، ومواضيع أخرى مسحوبة من الواقع والحياة اليومية.
وحاولت قصص هذه المرحلة إبراز الولاء للأرض والتراث، والالتصاق بالمكان، والتأكيد على الهوية الوطنية، والانحياز لفقراء الوطن والطبقات الشعبية والانتصار لقضيتها الطبقية.
ومن حيث الشكل الفني غلب على قصص البدايات الهرم الموبساني، والأسلوب السردي التقريري، وراوحت بين الواقعية الفجة والتصوير الواقعي الفوتغرافي، وبالمقابل احتوت بعض القصص على عناصر فنية وجمالية ناجحة.
وتميزت هذه القصص بسلاسة التعبير وبساطة اللغة وبالإيحاءات، والتوسع في التفاصيل والسرد والجزئيات والاطناب والتلاعب بالألفاظ، والمزج بين العامية والفصحى، وتوظيف الامثال والحكايات الشعبية.
ومن أبرز كتاب القصة في المرحلة الاولى بعد النكبة : إميل حبيبي ومصطفى مرار ومحمود عباسي وعيسى لوباني وممدوح صفدي وسليم خوري ونجيب سوسان وفرج سلمان واكرم أبو حنا وحنا ابراهيم وطه محمد علي وشكيب جهشان وعطا اللـه منصور وتوفيق فياض والياس عوض وتوفيق معمر ونجوى قعوار فرح وأحمد حسين ويحيى صفدي، ثم عرفنا محمد نفاع ومحمد علي طه ونبيل عودة وعفيف صلاح سالم وزكي درويش وسواهم.
ومن نافلة القول، أن التطور والتغير والنقلة الجديدة في القصة القصيرة من ناحية أسلوب الطرح والتناول والسرد والمبنى واللغة والتقنيات الفنية الشكلية، نلمسه بشكل واضح في قصص المرحلة الثانية، التي رصدت الأحداث وتناولت مشاكل وهموم المجتمع، وركزت على معاناة الفلسطينيين جرّاء الحكم العسكري البغيض، وسياسة القهر والتمييز العنصري. وما ميز هذه القصص استحضارها للتاريخ واستعادة سنوات النكبة وما صاحبها من تشرد وتهجير وأحداث موجعة، وتركيزها على المكان كعنصر أساس وهام في بناء القصة وتشكيلها.
وفي الإجمال، القصة القصيرة الفلسطينية منذ بداياتها، وفي كل مسيرتها الشائكة لم تحد عن الواقعية، تفاعلت مع الحدث، وحاكت الواقع وصورته فوتوغرافيًا في تغيره وتطوره النوعي، وركزت على البعد الوطني والسياسي والاجتماعي، وطرأ عليها تطور وتجديد في التجريب والتقنيات الفنية، وتخلصت من الترهل السردي الذي طغى على قصص البدايات، واقتربت من التعبير المكثف واللغة الشعرية، واهتمت بطرح قضايا وهموم الناس، وعرّت سلبيات مجتمعنا العربي والفلسطيني، وأظهرت شخصية اليهودي التقدمي الإيجابي المناصر للحق الفلسطيني، وجسدت صورة الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، وحافظت على طابعها الإنساني بعيدًا عن الشوفينية. وظهرت على الساحة فيما بعد أقلام عديدة تكتب القصة باقتدار وتعتمد تقنيات حديثة واساليب فنية عصرية، وذات هوية خاصة ومميزة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرح النكبة
- 76 شمعة ووردة ل - الاتحاد - في عيدها
- شلال ورد للصديق الرفيق عفو حصري في يوم ميلاده الواحد والسبعي ...
- ويبقى السؤال : إلى متى هذا العنف الدامي ..؟!
- سميح القاسم في يوم ميلاده ال 81
- تلطف بنا أيها الناعي
- الشاعرة نهلة كنعان- عرموش في - عتبات الحنين -
- ذكرى ميلاد توفيق زيّاد
- - صقور ونمور - إصدار جديد لعمر سعدي
- الدراما العربية في رمضان
- أفنان غطاس بكر .. عكا للجميع ..!
- باقٍ في حيفا
- صفعة ناصعة من تاريخ الشيوعيين في أم الفحم .. أول أيار العام ...
- مرحبا أيار
- نزار قباني شاعر الحُبّ والمرأة والسياسة
- إصدار عدد نيسان من مجلة - الإصلاح - الثقافية
- نحن وجانحة كورونا
- أمل مرقس و - قلب الذئب -
- لا فرق بين غانتس ونتنياهو
- محمد كناعنة شاعرًا


المزيد.....




- كل الأولاد مستنيين يظبطوه”.. تردد قناة ماجد كيدز للأطفال وأح ...
- بعد عرض أفلام الشهر”.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على الن ...
- سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال -سوق ...
- رحيل مغني -الراب- كافون.. أبرز الوجوه الفنية التونسية بجيل م ...
- السيرة الذاتية مفتاحٌ لا بدّ منه لولوج عالم المبدع
- من قبوه يكتب إليكم رجل الخيال.. المعتقل السياسي لطفي المرايح ...
- شاهد.. أنثى أسد بحر شهيرة تواكب الإيقاع الموسيقي أفضل من الإ ...
- يطارد -ولاد رزق 3-.. فيلم -سيكو.. سيكو- يحقق إيرادات تفوقت ع ...
- -لكني كتبت الأشجار بالخطأ-.. ديوان جديد للشاعر نجوان درويش
- عالم الثقافة.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك نايل سات وعرب سا ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - القصة الفلسطينية في مواجهة النكبة - البدايات