أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - معتصم الصالح - المسموط














المزيد.....

المسموط


معتصم الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 09:33
المحور: كتابات ساخرة
    


#المسموط :

هي اكله عراقيه شهيرة عفا عنها الزمن, انقرضت كما انقرضت أغاني وحيده خليل وسيتا هاكوبيان ,
وانقرضت الخردة التي كانت تخرخش في جيوبنا ...

و انقرضت سيارات مثل النيرن المسماة محليا دك النجف ولم نعد نشاهد اعمدة دخانها المشابه لدخان تنانير زمان في سماء مدننا وقرانا ...

اود ان اعرفكم في معنى كلمة مسموط :

هو السمك المجفف بعد تنظيفه وغسله جيدا وازالة اجهزة كامله منه كالدوران والهضمي والتنفسي والبولي . ليتبقى فقط الجهاز الحركي بشقيه العضلات والعظمي ,,محاطه الاديم الظاهر وهو الاكتودرم أي الجلد ومشتقاته ثم تملح السمكه جيدا وتُنشر في الهواء الطلق بعد تربط مع اخواتها من نفس النوع والعشيرة بخيوط او حبال اشبه بمسبحه خرزاتها السمكات وتترك لتجف في الهواء الطلق منعا للتلوث البكتيري ....

#المسموط في اللغه كثيرا جدا منها ..

(سمط )أي سكت و حلف ومنها وربما الاقرب (سمطا الشيء) أي علقه ...و(سمط) بكسر السين سموط الخيط مادام الخرز او اللؤلؤ منتظما فيه...
و(المسموط )او (السميط) الاجر القائم فوق بعضا البعض وايضا سمط البن أي تغيرت حلاوته ...

وربما اراد من سمى المسموط بهذه التسميه استخدام صيغه مبالغه لاسم مفعول به لكن فعل به جدا وبقوة مفرطه من حرارة الشمس ولهيب القيظ...

اما الاساس العلمي للمسموط فهو تمليحه اي وضع الملح بتماس مع خلايا السمكه بعد سمطها يعمل على فقد لاية خليه بكتيريه اوفطريه اواي كائن طفيلي لماء ايضه الخلوي ويعاني من ضاهرة الانكماش والبلزمه ثم موت الطفيلي بلجفاف ...

هذه الحقيقه العلميه تؤكد سبق العراقيين القدماء لويس باستير في هذا المجال ...💪✌

لقد وجدت اثرا طيبا لكثير من العراقيين لهذه الاكلة , وكثيرا ماشهدت في قرى الريف العراقي (نشرات) المسموط تزين سطوح المنازل وشرفاتها ,..

وعندما تجمعنا أللقاءات مع الاحباب والاصحاب وربما حتى مجالس الاغراب نذكر شيئا عن المسموط التي تابى رائحة كلامه الان تعبق في المكان وتترك سحرا دافئا في نفوسنا تعيد لنا الايام الخوالي السعيده,

ربما الفضل لذكريات المسموط الذي يعيب علينا (فرويد) ورفاقه عشقنا للماضي بقولهم انه من خداع النفس ان نرى الماضي سعيدا وهو ليس بذلك وهو يحمل ذكريات مؤلمه لكن لاتبقى الاالسعيده رأفتا بنا بني البشر .

أن المسموط علامه عراقيه مسجله دون ان نمنح احدا حق الامتياز او التصدير او التقليد كما السجاده أو(الزوليه) العراقيه ,والقيثارة السومريه. لان الاساس التاريخي للمسموط يقول بان السومريين الاوائل هم اول من ابتكر صناعة المسموط .واول من عرفها. فبعد ان قدم العراقيون الاوئل العجله والكتابه المسماريه والجندول والاختام الاسطوانيه والقوانين والشرائع كانوا أي السومريون اول من شرب ماء بارد مبرد زلال على وجه الكرة الارضيه انذاك لانهم اخترعوا( الحَب الفخاري )وقدم اولى الثلاجات في التاريخ .
كما صنعوا باقي الاواني الفخارية

ولما كانوا يعيشون على ضفاف الانهار كان السمك اكلهم المفضل ولكثرته وصعوبة الاحتفاظ به طازجا بعد ان كان يتلف بسرعه وتخرج رائحته النتنة المزعجه. لذاك انبرت الحاجه (ام الاختراع )وهي صناعة المسموط .

العراقيون في الماضي القريب , يسمون المسموط ( #لقمة_الجوعان )لانه شارك الفقراء تحديدا موائدهم اما ابناء الذوات والترف البترولي فهجروه الى السمك الكبيرالمشوي و المسقف بالمطيبات والمعزز بانواع السلطات والمخللات ومن اسماء فرنجيه عجيبه غريبه تطلق على انواع مزركشه ملونه لأكلات تولد يوميا وتختفي وتاتي غيرها ...

ولا انسى ذكر رفيق أكلات السمك وهو الخبز الحار ورؤؤس فحول البصل اليانعه . لكنه أي السمك المسقف لم يهزم المسموط فلكل عشاق, ومعجبين وملتهمين .

ان المسموط يستمد سر قوته وعظمته وسر خلوده من بساطه وسهولة طهيه فهو لايحتاج سوى ا لقليل من السمنة البلدي مع وريقات بصل وماء وبهارات ورشة ملح, وتضاف للمائده بعد الطهي اعواد من الفجل و الريحان .

ولايحتاج مايحتاج اليه السمك المسقوف مثل ماتحتاجه العمليات السياسيه للترتيش والتلميع والاسناد في مطابخ الشيراتونات الفخمه والقصور الفارهه , كما يحتاج السمقف من الخبز سخونته يكتفي المسموط ببارد الخبز وقديمه يفيد بالغرض ....

ان للمسموط فضلا على أبناء الرافدين كما كان لل((الفول) فضل على ابناء النيل . ربما نجد ان اكثر ابناء العراق من مفكرين ومبدعين ومؤلفين وكتاب وشعراء ومغنيين كلهم من بيئات عاشت وتغذت من المسموط , لذلك اضاف لهم هذا الساحر العجيب سموا فكريا وصفاء نفسيا جعلهم يبدعون فيما يبدعون...

ايضا للمسموط تاثير على البناء الاجتماعي للعراقيين واثر في حياتهم وجعلهم لا يماثلون اقرانهم في دول عديده. فالمطباخ العراقيه من اكبرالغرف في البيت ليجتمع افراد العائله في احلى جلسات السمر على موائد المسموط ومشتقاته لاننا نعلم ان كل اكلات العراق اشتقت من المسموط كالتشريب والدليمية والحميسه والتبسي والبرياني ...

وهذا اثر ايضا في جعل العراقيون الوحيدون في العالم المتمدن لايستخدون الشوكه والسكين في اكلاتهم لانها لاتتلائم مطلقا مع تناول هذه الوجبات من ادوات وملاعق بل الافضل هو كم الاردان والضرب بالخمسه اصابع لسرعة مراده او للذة مجابة ..



#معتصم_الصالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهَبّة
- العنف الاسري
- اياد راضي
- ام شاؤول
- كورونا وتكنولوجيا الحظ السعيد
- الظل
- الأرنب ينبش حفرته عميقاً
- الكلوروكوين الرصاص السحري لفايروس كورونة القصة الكاملة ..
- الجسر
- بائعة المناديل
- كيلو عدس
- تساؤلات
- التجربة السنغافورية للشاي
- النوروز ..اصل التسمية
- رسالة الى رئيس الوزراء الافتراضي
- كًوم انثر الهيل
- ام بي سي العراق
- الروتين ذلك القاتل البائس
- حرية بشحم الخنزير
- تحدي العشرة سنوات


المزيد.....




- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - معتصم الصالح - المسموط