مصانع النفاق

نبيل محمود والى

الحوار المتمدن-العدد: 1585 - 2006 / 6 / 18 - 11:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

لها أصول وقواعد وسيرة ذاتية نافذة ومؤثرة في أصول التهليل والتطبيل ولى عنق الحقيقة المكشوف والصريح .. فهي جامعة مستقلة ذات أدبيات وثقافات معلنة في تملق وتمجيد الحاكم أي حاكم ومناصرة الفساد وإثراء ثقافة كبت وقمع الحريات العامة والخاصة وتلويث الشرفاء والدفاع عن المفسدين ... المنافقون وحملة المباخر وكذابين الزفة وضاربوا الدفوف يتوارثون تلك المهنة المربحة جيلا بعد أجيال وممنوع على الأحرار أو الشرفاء الاقتراب ..

يعد نظام حكم عسكر يوليو 1952 القابض على السلطة في مصر المحروسة منذ أكثر من نصف قرن من الزمان الراعي الرسمي الأول لمصانع النفاق في المنطقة العربية بل في العالم أجمع بعد أن أصبح قادرا ومتمكنا من تفريخ الأجيال المدربة بإتقان على فنون ثقافة الركوع والانحناء أمام الحاكم سعيا وراء المصالح الذاتية والمنافع الشخصية ولا فارق هنا بين نظام اشتراكي أو رأسمالي أو أخر ديمقراطي أو حتى قومي عروبي فالعنوان هو تملق الحاكم على حساب مصالح الشعب والوطن !

أحدث منتجات مصانع النفاق المصرية والتي أصبحت حديث المنتديات والصالونات وأقطاب المعارضة بعد أحداث القضاة ومحاكمة الصحفيين ونشاط حركة كفاية وارتفاع وتيرة المعارضة للنظام وكشف المستور عن رموز البلطجة والفساد والمفسدين هي قيام دولة النفاق بالإعداد لقانون جديد لمحاربة ومكافحة الإشاعات !!!

في عهد الرئيس الذي بني السد العالي كانت المحاكم العسكرية ولا صوت يعلوا على صوت المعركة والمعتقلات وعسكرة المجتمع .. وفى عهد بطل الحرب والسلام كان المدعى الإشتراكى ومحكمة القيم وقانون العيب .. أما في عهد الحاكم الذي بدأ عهده بالإفراج عن المعتقلين السياسيين فالأمن المركزي يحتل القاهرة وأمن الدولة يراقب كل المصريين وقانون الطوارئ وتعديل المادة 76 من الدستور ومحاكمة الصحفيين وهتك أعراض نساء ورجال مصر .. تلك إجراءات لم تكن كافية لتأديب شعب مصر فتفتق ذهن المنافقون إلى إصدار قانون جديد لمكافحة الشائعات لاستكمال مسلسل القهر والظلم والاستبداد ..

لقد أصبحت مصر كلها خلال الخمسة عقود الماضية مثخنة بغابة من القوانين الهادفة إلى تكميم الأفواه وقطع ألسنة الشعب وقمع الحريات وتأديب كل من تسول له نفسه التغريد خارج سرب الحزب الوطني الحاكم الحفيد الخامس لعسكر يوليو 52 .. وتكدست أمام المحاكم القضايا التي يقيمها النظام ضد من يكشفون الفساد وينتقدون النظام بقوة وشجاعة واحترام داخليا وعربيا ودوليا في الصحف والفضائيات وعلى ألنت !!!

ولما لا قانون الشائعات .. فكل المصريين ينعمون بالرخاء الرفاهية والعيش الرغيد في الداخل والخارج ونظام الحكم قد وفر لهم كل مقومات النجاح والسعادة ويريد أن يحميهم من الإشاعات المغرضة التي يبثها الأعداء المتربصون بالوطن والمواطن ! وأيضا حتى يتمكن الوريث من القفز على سدة الحكم بنسبة 99% بهدوء وسلاسة دون أن يهمس أي مواطن بنت شفة وإلا صار ملاحقا بالقانون الجديد للعيب في الذات الملكية ؟؟

#نبيل_محمود_والى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات