|
الإسلام السياسي والأديان ودولة المواطنة !..
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 14 - 10:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أحبتي الأكارم توخيا للإفادة .. والفائدة العلمية والفلسفية ، أقتبس بعضا مما أعتقد مفيدا !.. كونه يعالج عقد وتراكمات سياسية وفكرية ودينية ، نحن أحوج إلى فهمها لتنسجم مع حركة التأريخ وتطور العلوم وعلى اختلاف فروعها وفصولها ( التطبيقية .. والإنسانية .. وعلوم الميتافيزيقية .. وغيرها ألخ... ) . قد يستهجنها البعض حد الرفض !.. وقد يستحسنها اخرين ، وتبقى مسألة الشك ودوره في البحث عن الحقيقة هو المفتاح لكل الأبواب المغلقة . وكما يقول المثل ( ناقل الكفر ليس بكافر ) مع جل احترامي ومحبتي وتقديري للجميع ، واحترامي لخياراتهم وقناعاتهم . صادق محمد 13/5 الجمعة . لماذا الشك هو اليوم بصدد الانتشار بين النخب المسلمة ،واللا مبالات بصدد الانتشار بين جمهور المؤمنين ؟.. غدا اليوم واضحا ، اٍن اثبات وجود الله بالعلم استحالة ، فلم تبقى ألا القناعة الفردية اللا يقينية غالبا . الزعم بان الله هو سبب نفسه ،الذي ساد طوال القرون الوسطى ،فقد اليوم شرعيته . أذ أن وجود الكون هو سبب نفسه ، وأن وجود الإنسان سبب نفسه ، وليس الله ، الذي لم يعد وجوده ، فلسفيا وعلميا ، سبب نفسه . يقول البيولوجي أتلان : [حقاً ، النظريات البيولوجية تسمح لنا بالتفكير ، في أن الطبيعة تخلق نفسها ، من دون حاجة لتقبل وجود بداية مطلقة ] ( البيولوجي هنري اتلان ، لا ينبغي استخدام العلم للتأكد من الاساطير ، لوبوان ، يوليو 2012 م ) . علم البيولوجيا حل محل الفيزياء الفلكية في القرنيين الماضيين ، كنموذج يُحتذى لجميع العلوم . وهي من الفها الى يائها تنفي وجود الالهة . وهذه شهادة احد علمائها ( ج. د . فإنسان : بفضل البيولوجيا أصبحت ملحدا : " بإمكان فيزيائي فلكي ان يسمح لنفسه بانفجارات صوفية . أما بالنسبة للبيولوجية ، فأن وجود كائن لا مادي لا أساس له من الصحة . في شبابي انتقلت من الكاثوليكية الى البروتستانتية ، التي هي اكثر منطقية ، التعالي فيها فكري أكثر مما هو ديني . كنت سأصبح قساً . البيولوجيا أعادتني من السماء الى الأرض ، اٍلى المادة ، الى الجسد واللحم ( ...) عدت مجدداً الى التعالي الفكري . أصلي ولكن كملحد "إ . (1) وهنا اقتبس من نفس المصدر في الصفحة 238 حول حوار الأديان التوحيدية والوثنية ، وزرع الوعي الجمعي الإسلامي ، والاعتراف بهذه الأديان جميعا ، كطريق للخلاص الروحي للمؤمنين بهن فضلاً عن تَبًني حقوق الإنسان الكونية ، ونزع قنبلة الانفجار السكاني ، وضرورة اندماج المسلمين في العالم الذي يعيشون فيه ، وفي المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها والمشاركة الإيجابية في رفع التحديات الكونية ، وحماية البيئة ، ووقف أنتشار أسلحة الدمار الشامل ، ومكافحة الأوبئة العالمية والفقر والمجاعة ، ( من أجل قرية كونية ) أكثر تكاملا وتضامناً . وعلينا ان نخرج من دائرة المجتمع المغلق النوافذ والأبواب ، أمام الحداثة المعولمة ، والتي حكمت على جميع المجتمعات بأن تكون مفتوحة أو لا تكون . هذه الدولة الدينية الإسلامية لم تعد من هذا العالم الذي نعيش فيه . أنها مأساة من يعيشون ذهنياً ودينيا ً، بمؤسسات وعلوم وقيم وأنماط تديٌن وتفكير وتدبير ، أنتجتها سرعة الجمل ، يريدون منها أن تنافس قيما أنتجتها سرعة الكومبيوتر . الحقبة الجديدة كلياً هي حقبة الثورة العلمية والإعلامية المعولمة ، الحاملة لقيم غير مسبوقة في التأريخ ، قلبت رأساً على عقب القيم التي سبقتها ، وتستمد شرعيتها حصرا من سيادة العقل البشري ، وهي تعارض بل تصادم قيما عتيقة تقليدية ودينية ، استمدت شرعيتها من العقل الإلهي ، عقل القرون الوسطى الذي هو اليوم مجرد ذكرى . المَعْلَمْ الأول على طريق العقلانية الدينية ، هي التسليم بأن الأديان الأخرى التوحيدية والوثنية يمكن ان تكون طريقا للخلاص الروحي للمؤمنين بهن ، والقبول بالحوار معهن، والتسليم بأن الدستور يجب أن يكون علمانياً، ومهما اختلفت دياناتهم وخصوصياتهم الأخرى ، والتسليم بأن المرجعية الشرعية الوحيدة للدولة هي مؤسسات وقوانين وقيم الحداثة العالمية ليس ألا ٌ . والمسألة الأخرى هي ضرورة تبني الإسلام لحقوق الإنسان الأساسية ، اللواتي لا يكون الإنسان إنساناً في غيابهن ، سيكون نصف أنسان كالمرأة في الإسلام ، أو ما تحت أنسان ، كالعبد في الإسلام أيضاً . حقوق الإنسان كونية ، لأن العقل المنتج لهن كوني ، نفس العقل المنتج للعلوم الكونية ، أي صالحة لكل إنسان في أي مكان كان . هذه الحقوق كونية من المفروض أن يتمتع بهن الإنسان ، مهما كان دينه أو جنسه ، كالحرية والكرامة والمساوات ، في الأمن ، في السلامة البدنية ، في الحياة ، والحقوق الاجتماعية وحق العمل والتملك الخاص والسكن ، وعلى الدين أن يتبنى هذه الحقوق ، والعقلانية الدينية المنشودة ، لن تكون عقلانية ألا أذا صالحت الإسلام مع حقوق الأنسان ، مع الإعلان العالمي لحقوق الأنسان ، مع الاتفاقية الدولية لمنع التمييز ضد المرأة وغير ذلك ، وتمثل هذه الحقوق مرجعية عليا في القرن 21 . والعقلانية الدينية هو اصلاح التعليم وهو طوق نجاة لكل أمة ، فالعلم لا دين له ولا قومية ، هو كالعقل الذي ينتجه ..كوني ، هو ضالة الإنسان المتعطش للمعرفة ومن دون المعايير والاسس الحديثة ، وتطوير وتجديد المعارف والعلوم في المناهج ، لن يكون للشعب أو الأمة في أرض الإسلام لا مكان ولا مكانة في عالم القرن 21 . ومن معالم العقلانية الدينية ، هو تبني الإسلام للديمقراطية وثقافتها فالإسلام مازال متردد ورافض للديمقراطية وثقافتها . من خلال حق الفرد في حياته اليومية ، وحقه بالتصرف في جسده حياً كان أم ميتاً، وأعلام حر ونزيه ، والنقاش الحر ، وأقصاء كل استخدام للعنف ، وحضر الميليشيات وأنشطتها ، وحصر السلاح بيد المؤسسة الأمنية والعسكرية ، والانفتاح على الأديان وعلومها ، ونظرية التطور ، والانفتاح الديني ، ونظرية تطور الأنواع الحية ، وخاصة القرد والإنسان ، وكما اعترف البابا جان بول الثاني امام أكاديمية الفاتكان العلمية عشية رده الاعتبار لدارون ونظريته ( نظرية التطور أكثر من فرضية ) ، وفرضية الانتخاب الطبيعي الداروينية ، وأن تقر العقلانية الدينية بكل ما يطرأ من جديد في العلوم والمعارف . وحول الله فأن العالم الفلكي الفيزيائي ( ثوران) يقول : الله هو.. كما عند سبينوزا وأنشتاين ، الطبيعة كالجاذبية مثلا . لو يحدث ويتوقف قانون الجاذبية عن الاشتغال ، فأن الشمس ستنفجر وتتلاشى الكواكب التي تدور في فلكها ، ومنها كوكبنا . يبدو ان الكون ، يقول (ثوران) رُتب على نحو دقيق منذ ولادته ، من أجل ظهور الحياة والوعي . والكون محكوم بقوانين في منتهى الترتيب والتنظيم . يدرس غالبية العلماء اليوم هذه القوانين ( قوانين الطبيعة ) من دون أن يتساءلوا على الأقل علانية عن أصلها . ومع ذلك فهذه القوانين ، وعلى نحو محيٌر ، تمتلك خصائص يوصف بها عادة الله ، فهذه القوانين كونية ، وهذه القوانين مطلقات ، لأنهن لا يخضعن ، لا للشخص الذي يدرسهن ، ولا لحالة النظام المرصود ، وهن خالدات ، ولا زمان لهن . ليس بالضرورة أن يكون الإنسان ، بل كل شكل من الذكاء ، قادر على فهم نظامه وجماله وانسجامه ، فوجود الوعي ليس أذن عرضياً ! .. بل ضروري . في الختام .. نريد عالم لا وجود فيه لداعش ولا للقاعدة والنصرة ، لا وجود لطالبان لنسف تماثيل بوذا ، ولا لدق الأعناق والحرق والجلد والتفجير في العراق وسوريا واليمن ، ولا لنساء مضطهدات ، ولا لشعب مصادرة حريته وإرادته ، ولا لدين يُفْرض رؤاه على الناس ، نريد دينا عقلانيا يتماشى وينسجم مع حركة الحياة والحضارة الإنسانية والحقوق والأعراف الدولية ، دين يختاره الناس ، بدل أن يفرض عليهم بالإكراه والقوة . وهذا يتم الوصول أليه وتحقيقه من خلال دولة المواطنة ، الدولة الديمقراطية العلمانية العادلة ، ولا شيء غيرها وسواها أبدا ، لو بقي النظام السياسي القائم يحكم العراق ألف عام أخر !.. فسوف لن يستتب الأمن !.. ولن يسود العدل .. ولن يتحقق الرخاء ، وسيستمر مسلسل الموت والخراب والدمار والشقاق والتمزق في مجتمعنا العراقي ، وهذه حقيقة يجب أن يدركها الجميع . وقوى الإسلام السياسي في استمرارها في نهجها المعادي لدولة المواطنة ، ستغرق العراق وشعبه ببحر من الدم ، وسنشهد مزيدا من الدمار والخراب والمحن والفساد ، ويستمر الرعب وغياب الحريات والعدل والمساواة والديمقراطية . 1-المصدر: من محمد الأيمان .. الى محمد التأريخ ./ ص 279 - 280 . صادق محمد عبدالكريم الدبش . 13/5/2020 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما زالت أعين الناس غافية !..
-
جلسة .. مسائية !..
-
دولة المواطنة الضامن الأساس لاستقرار العراق / الجزء الثالث
-
دولة المواطنة الضامن الأساس لاستقرار العراق وأمنه واستقراره
...
-
دولة المواطنة الضامن الأساس لاستقرار العراق .
-
الشاعر الجميل حافظ جميل .
-
إلى أين يسير الإسلام السياسي الحاكم في عراق الحضارات / معدل
...
-
إلى أين يريد الذهاب بالعراق الإسلام السياسي ؟..
-
الخداع والتضليل والكذب مهج يمارسه النظام السياسي في العراق !
...
-
التاسع من نيسان نهاية لحقبة مظلمة !..
-
جريمة جديدة بحق ناشطة مدنية !..
-
من المسؤول عن قتل ألاف الشيوعيين في زمن النظام المقبور ؟..
-
إلى أين المسير يا مركب بلاد الرافدين ؟..
-
نداء عاجل الى السلطات الثلاث في جمهورية العراق .
-
ستة أعوام على مجزرة بهرز !..
-
دون توفير شروط انتخابات حرة ونزيهة !.. فلا جدوى من إجرائها !
...
-
ما هو وجه الاختلاف بين عامر وعمران ؟..
-
جريمة يذهب ضحيتها الناشط عبد القدوس قاسم والمحامي كرار عادل
...
-
ما السبيل لمواجهة انهيار الدولة بشكل عاجل ؟ ..
-
ال8ثامن من أذار العيد الأممي للمرأة / الجزء الثالث والأخير .
المزيد.....
-
بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي
...
-
الجيش الأمريكي يكمل انسحابه من النيجر بعد حوالي سنة من انسحا
...
-
لحظة واحدة أنقذت ترامب.. فوهة البندقية كشفت ريان ويسلي روث
-
الجيش الأميركي يعلن اكتمال انسحابه من النيجر
-
البيت الأبيض يعلق على منشور إيلون ماسك المحذوف عن بايدن وهار
...
-
-ديلي ميل-: بريطانيا غير جاهزة على الإطلاق لتصعيد الصراع مع
...
-
إصابات في حادث انقلاب حافلة سياحية عائدة من موقع -ماتشو بيتش
...
-
الكابينيت الإسرائيلي يعتمد إعادة سكان الشمال لمناطقهم أحد أه
...
-
هل عادت خطة تخفيف الأحمال في الكهرباء بمصر؟ -الإدارة المحلية
...
-
بايدن يجري محادثة هاتفية مع ترامب بعد محاولة الاغتيال
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|