معتصم الصالح
الحوار المتمدن-العدد: 6562 - 2020 / 5 / 12 - 10:26
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
فَرَيْتَ جُرْحاً راعِفاً
و نَكَأْتَ قُرْحَأ لم يندمل ..
لحظة الموت هذه عشتها لحظة بلحظة ..
ساعة بساعة يوم بيوم..
عشتها مع عمر سعدون كانه ينظر الينا كلنا ..
كانه يقول لنا ماذا فعل به من نسميهم حماة وطن..!!
كيف اردوه قتيلا مضرجا بدمه وهو لايحمل سوى بضعة قطع حصى..
ذهب لينجد صديقا سقط قربه..
قرب باب مغلق بأمر مصدر السلطات..
قوات مدججة بالاسلحة الفتاكة تريد فتحه..
والشباب يمانعون....
ايام لاتمحى من ذاكرة وطن..
نهرب من صور الذاكرة المؤلمة لتاتي صورة اكثر ايلاما ..
فنهرب من قرح لقرح مُولّد
فأي صباحٍ للذي أرّق الكرى..
لجرح آخر استقر في جمجمة الذاكرة
.. #صفاء_السراي ..
عشت حياته كاملة ..كيف نشأ ودرس وتعلم وتخرج مهندسا ..
وقفنا جميعا مع صورة تجمعه مع امه التي توفيت بداء عضال
عمل في مكتب طباعة .. كيف كان يسامر الزبائن وكيف يتعامل مع الالة اذا تعطلت ..فرحنا معه يوم استلم امرا بتعينه بوظيفة حكومية..
جلسنا كلنا معه على رصيف في شاطيء دجلة..
حتى جاء يوم #نريد_وطن .. حمل هموم اقرانه وذهب الى ساحة التحرير يوم الاول من اكتوبر.. يوم الاستئناف ٢٥ من نوفمبر ..لم يمر الوقت طويلا .. مساء يوم ٢٨ من نوفمبر استهدفه قناص حكومي بارع بالقنص بعبوة دخانية حارقة ذات هيكل معدني صلب استقرت في راسه..
لم يمهله الموت طويلا .. فسرعان مالتحق بركب الشهداء..
ماذا قال عنه محببيه
وماقال عنه مبغضيه ..
سجلنا كل شيء ..
كنا نعيش لحظات الموت معكم ايها الشباب وكنا نصعق بعدما نشاهد جلاديكم يطلون علينا بكذب كبير وفرية تلوها فرية ودهاء وضيع ..دم مقابل مغنم خسيس ..
كنت اظن ان مشاهد الموت خفت حدتها علينا..
حتى قبل ايام قليلة ...كنت اسير في ساحة الحبوبي
استوقفتي صورة لأحد الشهداء .. من هذا .. (مؤمل علي طاهر) .. اذكره مراهقا صغيرا يتلعثم بالكلمات وينطقها بحياء وخجل ..
مالذي دفعه الى التصدي ل آلة الموت الحكومية التي لم ترحم شبابا بعمر الورود..
على اي غرس امنُ الدهر بعد ما
رمى فادح الايام في الغصن الرطب
قلت لجفني رُد دمعاً عَلى دَمٍ
وللقلب عالج قرح ندب على ندب
مالذي دفعي لتشغيل حلقة اليوم ..وانا الذي تركت البرامج منذ وقت ليس بالهين ..
#اياد_راضي ماذا فعلت بنا ..
رحمكم الله ياشهداء الوطن ..
ولعن الله قاتليكم ..
#معتصم_الصالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟