أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طالب الوحيلي - جذور الارهاب في العراق وخفايا العامل الدولي














المزيد.....

جذور الارهاب في العراق وخفايا العامل الدولي


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1584 - 2006 / 6 / 17 - 11:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما بين صدور اول بيان على موقع الانترنت بتوقيع المقبور الزرقاوي وبين هلاكه، اتسعت دائرة فسيحة من التداعيات الامنية والسياسية والعقائدية حتى انها قد احتلت الصف الاول من الاهتمام بما يجري على الساحة العراقية منذ سقوط النظام البعثي وانهيار مؤسساته الدموية بما كان يكنه ويشتمل عليه من تراث استبدادي اسسه عبر قواعد طائفية وعنصرية ونفعية وجدت نفسها وجهاً لوجه مع شعب طالما ذاق منهم الامرين فكان لابد من القصاص العادل ليرتج الامر على القواعد المؤثرة لذلك النظام امام انحسار الامر وجلائه باتجاه تصدي قوى الشعب المتوالدة من رحم مظلوميته لقيادة البلاد على وفق منطق ديمقراطي يستمد صيرورته من ذات العطاء الروحي للفكر المرجعي المنهجي، فيما ذهل اعداء الشعب امام هذه الحقيقة بانتظار صنمية اخرى تمدهم بآلية الانقياد الاعمى كما كان ديدنهم في العهود الغابرة، اذ الظاهر ان حياتهم لا تستقيم الا بضلال سيوف الطغاة التي تقطر من دماء اتباع اهل البيت (عليهم السلام) منذ العهد الاموي حتى عهود السفيانيين الجدد، لذا كان لابد لهم من استجداء سلطان يحكّم سيفه في اعناق الجميع، فظهور الزرقاوي بهذا الحجم من الترويج الاعلامي الذي ساهمت به قوى الشر من اعداء الشعب العراقي واصطباغ معظم الجرائم الارهابية بحق الشعب العراقي بصبغة طائفية تكفيرية يذكرنا بنزعة تأريخية عرج عليها الكاتب حنا بطاطا بكتابه الموسع عن تاريخ العراق، لا سيما بعد ان شن (اخوان نجد) الذين كان يقودهم فيصل الدويش زعيم عشيرة علوة مطر، هجمات متكررة ما بين عامي 27,28 من القرن الماضي، وهي هجمات استمرت بعد عودة الملك فيصل من انكلترا. وفي احد المضارب التي هوجمت قرب (جحيحة) قتل خلالها كل الرعاة العشائريين العراقيين الذين وقعوا بأيدي (الاخوان). ولا يستطيع دارس في التاريخ العراقي الا ان يلاحظ ان الدويش كان يقوم بغاراته هذه تحديداً في المناسبات التي كان فيها العراقيون او حكومتهم يرفضون الانصياع للرغبات البريطانية أي في العام 1922 عندما وقف الملك ضد الانتداب، وفي عام 1924 عندما تنامت معارضة قوية مضادة للمعاهدات داخل الجمعية القاسيسية، ويبدو من غير المرجح انه ما كان للدويش ان يهاجم، وخصوصاً في المدة بين 1927-1928 لو لم يكن يعرف مسبقاً ان القوات الجوية البرطانية التي كانت ملزمة بمعاهدة للدفاع عن الحدود العراقية ستعطيه حرية التصرف. ولعل هذه النصوص التأريخية قد تستغرقها المئات من الصفحات تحكي واقع متكرر لا تختلف ابجدياته الا من حيث الزمان وتغير الوجوه.
وقراءة صريحة للنص المذكور تتدل على وجود الكثير من المقاربات بين ذلك الزمن من العراق وهذا العهد فقد اتيح المجال للزرقاوي كثيراً في تطوير تنظيمه حتى هيمن على كل ميادين الارهاب ومد جذوره الى بقايا النظام الصدامي لتنخرط في صفوفه مذعنة بعد ان وجدت فيه قائداً بديلاً لصنمهم فيما انعكس وجود الزرقاوي وامثاله كوسيلة لتقويض حركة الشعب العراقي ومحاولة صرف ذهنه عن التوحد باتجاه بناء الهيكل الصلب للنظام الديمقراطي الجديد المتحرر من شبهة التهميش والاضطهاد الطائفي والعنصري.. فترى التصعيد الارهابي يستفحل خلال اخطر الممارسات السياسية التي تتطلب وحدة الصف ولم الشمل، من ذلك اقتران ابشع حملات التفخيخ والتفجير والترهيب بالانتخابات او تشكيل الحكومات الثلاثة مستهدفة ذات الخصم التاريخي وهم اتباع اهل البيت (ع) لان قدرهم ان يكونوا هم الاكثرية العددية وسط محيط عربي لا يميل الى المذهب المذكور بشيء، لقد كان المقبور الزرقاوي الورقة القبيحة التي سعت بعض الانظمة العربية للاستفادة منها واللعب بها بدافع طائفي وأثني صرف، وقد تأكد ذلك من خلال المواقف المشينة التي اتخذوها اثر سقوط هذا الطاغية من ذلك موقف منظمة حماس الفلسطينية التي صرفت النظر عن اهدافها التي وجدت من اجلها لتلقي بثقلها تجاه الشعب العراقي المظلوم متباكية على شهيدها المسخ وبذلك تعرية للكثير من المواقف البائسة للانظمة الشمولية التي باركت قتل ابناء وادي الرافدين فيما بكت بدموع من دم على موفديها من الارهابيين الذين اغدقت عليهم المنح والعطايا من دول معروفة الاتجاهات والنوايا حتى بلغ ما قدر من اموال لغرض احراق العراق قد يجعله عماراً وازدهاراً لو رصد لبنائه..
الورقة الزرقاوية ان تلمسنا لها اطرافها لمعرفة ابعادها نجدها لا تعني شيئاً اكثر من انها كانت ورقة ضد القوى الاسلامية التي اتخذت من فكر مرجعيتها النير ستراتيجية بناء ديمقراطي اذهلت الكثير من علماء السياسة لانها دعت الى توحيد الرؤى مهما كانت متباينة ايديولوجياً وعقائدياً فاسقطت الكثير من التوقعات التي كانت بحكم المسلمات لدى الدول الزاحفة باتجاه تحرير العراق من الطاغية صدام لتتحول فيما بعد بحكم قرارات مجلس الامن الى دول احتلال وبذلك تتشابه فقرات الواقع مع خافيات الماضي مع فارق واحد وهو الضغط الزمني الذي يقتضي على القوى التقليدية تغيير تكتيكاتها تحت وطئة تكنولوجيا المعلومات وصغر صناديق الاسرار وسرعة انكشاف الحقائق.



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موازنة بين الحوار الوطني وتداعيات الارهاب الاخيرة
- مصرع الزرقاوي بين الحدث وتكتيكات المستقبل
- رافضة) الظلم والاستبداد أقوى من كل قوى الظلام)
- جرائم بلا عقاب ودماء اراقها المجهول !!
- القواعد العامة في الرقابة القضائية على الدستور
- شهود الزور وخداع محامي صدام ملاذ الطاغية الاخير
- مطالعات في الواقع الدستوري للعراق الجديد
- محاكمة الطاغية ام مهرجان خطابي!!
- الثروة الوطنية بين الحيازة الغير مشروعة وآفة الفساد الاداري
- عراق بلا معادلات ظالمة
- العراق بين الحدث الدموي اليومي ومن وراءه
- معادلات مترهلة في زمن عراقي صعب
- الدستور العراقي الدائم وضمانات البقاء !!
- لائحة على هامش محاكمة الطاغية
- استراتيجية الاحتلال او الانسحاب..رؤية من الداخل
- الحكومة الدائمية بين الممكن والتحفز لعبور المستحيل
- استهداف محاكم مدينة الصدر هل يحرك سكون القضاء
- صديق عدوّي.. عدوّي!!
- معالجة الإرهاب حقائق واستحقاقات
- شابندر التجار وحسابات الواقع العراقي المختلفة


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طالب الوحيلي - جذور الارهاب في العراق وخفايا العامل الدولي