أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد سعيد - بعد صدام.. الفكر التكفيري في العراق














المزيد.....

بعد صدام.. الفكر التكفيري في العراق


حامد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1584 - 2006 / 6 / 17 - 11:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بعد صدام.. الفكر التكفيري في العراق
فصل من كتاب العراق.. الإيهام بالخلاص

يبدو ان أمريكا ستصنع خارطة طريق جديدة للمنطقة عبر العراق تعقد فيها اتفاقا جديدا تعيد من خلاله ترتيب المنطقة امنيا بل وجوديا كي تتخلص من سبتمبر دامي جديد.
ان الفكر السلفي المطروح اليوم في الساحة الإسلامية لا يؤدي الى نهوض الإسلام كما يعتقد مريديه ذلك لأنه يعتمد على سلطة السلف بعد تحويل النصوص الواردة عنهم والمأخوذة من كتب التاريخ والفقه الإسلامي والتي كتبت من قبل كتاب مؤدلجين للحاكمية الأموية والعباسية المتسلطة والتي أرادت عن طريق التاريخ والتراث الفقهي تبرير وجودها الجبري، تحويل هذه النصوص الى نصوص أساسية مقدسة قداسة القرآن نفسه بينما هي نصوص ثانوية قابلة لمناقشة العقل والمنطق، كما يجب إخضاعها الى البعد التاريخي الذي نشأت فيه او كتبت لأجله، السلفيون لا يزالون يتباكون على المجد الغابر والماضي التليد الذي ضاع باعتقادهم لأننا أضعنا سيرة السلف وجهادهم المستديم من اجل إعلاء كلمة الله. لكن هذه الرؤيا ليست صحيحة لان المسلمين الأوائل نجحوا ثم فشلوا، وليس لنا إلا ان ندرس عبرة النجاح والفشل في تاريخهم لكي نتعظ بها. أضف الى ذلك ظاهرة التصحر الفكري التي يرزح داخلها السلفي المرهون بهاجس التكفير، مانحا نفسه حق الحاكم الشرعي الذي وحده يمتلك الحصانة الفكرية التي تؤهله الى إصدار حكم التكفير او أمر الجهاد مثلا او المرابطة في الثغور كما يحب ان يعبر السلفي عن جهاده ضد دول الكفر المسيحية والولايات المتحدة الأمريكية خاصة. هذا التصحر جعله يعيش حالة جفاف روحي غلفته بالثوب القصير، واللحية الطويلة، والشارب المخفف، والكلاشنكوف المعلقة على أكتافه، وعيشه معزولا في الكهوف والمغاور مثل الإنسان البدائي، متحينا الفرص التي تهبه إياه ديموقراطية الآخر، فيدخل الى بلاد الكفر ويختطف طائرة ويضرب بها وبركابها الأبرياء أبراج التجارة العالمية قاتلا أكثر من ألفين وسبعمائة بريء، بينهم عدد غير قليل من العرب المسلمين، ناسيا أو متناسيا وصايا الرسول في الحرب التي علمها الى أصحابه خلال تاريخ الحروب النبوية الطويل والتي تجاوزت القيم الجاهلية التي كانت سائدة آنذاك، هذه الوصايا التي نصت على عدم الغدر والخيانة والتمثيل وقتل الطفل والشيخ الكبير والمرأة، ومنع عقر النخلة وقطع الشجرة المثمرة وذبح الشاة والبقر والبعير. أين هذه الوصايا من ظاهرة التصحر الفكري التي يعيش في كنفها الأصولي، والتي حولها بالاعتماد على النص السلفي الى مرحلة اليقين الفكري الحاسم فيمنح لنفسه حق تقرير الجهاد ووقته وجهته وأساليبه وكأنه يفهم الإسلام أكثر من غيره، او كأنه المسلم الوحيد وبقية عباد الله من الكفار. هذا التعصب الفكري القائم على سلطة النص يجعله يرفض أي نقاش او خلاف فكري لا مع العالم الآخر حسب بل حتى مع العالم الإسلامي، واليوم نراهم في العراق يعاقبون العراقيين لا نهم لا يقاومون الاحتلال الأمريكي لبلادهم، ناسين ان العراقي أوصلته حكومته "الوطنية" الى مرحلة بيع البلاد الى المحتل من اجل العيش بهناء على كرسي الحكم لا طول فترة ممكنة ولتذهب البلاد بعد ذلك الى الطوفان، أليس هذا هو واقع حال حكوماتنا الوطنية التي ظلت تنادي بفلسطين وحدودها دائما ملتهمة من دول الجوار والبلاد غارقة بديون كونية؟ نعم ان السلفية المصدّرة الى العراق تحاول ان تعاقب العراقي، وإلا ماذا تفسر حوادث تفجير أنابيب النفط والماء وقتل الأبرياء في كل مكان تخطأ فيه فوهات قاذفاتهم عندما تنطلق الى سيارة الهمر الأمريكية لتقع على طفل يلعب او عابر سبيل لا هم له إلا جلب لقمة الخبز لعياله في هذا الزمن الميت. لقد قال لي احد المجاهدين العرب: سنواصل الجهاد ضد أمريكا التي لم نصدق إنها جاءت بنفسها الى ديارنا وصارت اقرب الى قاذفات الار بي جي. قلت له انتم تؤذون العراقيين، قال لي: إنهم لا يختلفون عن الأمريكان فمن يتخذ من دون المؤمنين أولياء يحل قتله. هذا التشويش الفكري الذي يسيطر على السلفي وانتقال معركته مع أمريكا والعالم الغربي الى العراق، يجعل مستقبل العراق داخل دوامة من القلق والحيرة، وعلى أمريكا ان أرادت ان تنتصر في معركتها العالمية ضد الإرهاب بعد ان صيرت من العراق الجبهة المركزية للإرهاب على حد تعبير الرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه، عليها ان تترك الأمر للعراقيين بان تساعدهم في بناء جيشهم وقوات أمنهم الخاصة المدربة والمنزهة من الرشوة والفساد الذي كان سائدا في قوات الأمن الصدامية، ثم فوق كل هذا على الولايات الأمريكية ان تمنح العراقي حق العيش الكريم مثل أي إنسان في أي مكان آخر، بل عليه ان تضعه في أعلى درجات الترفيه، لأنه سيتحمل عبء الكفاح ضد التطرف الديني بدل المواطن الأمريكي، ولعل هذا ما أرادته الإدارة الأمريكية عندما قررت التخلص من صدام في هذا الوقت الذي تزداد فيه تهديدات تنظيم القاعدة على الولايات الأمريكية خاصة بعد انتهاء حرب أفغانستان بهروب ابن لادن وايمن الظواهري والملا عمر. والسؤال المهم الذي على الإدارة الأمريكية ان تسال نفسه هو هل العراقي مستعد ان يتحمل المشاركة في الحرب الأمريكية على الإرهاب؟ لا أظن ذلك إلا إذا كان الدافع هو الخلاص من الوجود الأمريكي في العراق وإذا توفرت الشخصية الشعبية التي تتمتع باحترام كل أطياف الشعب العراقي.



#حامد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تأكل الديموقراطية أبناءها
- القومية العربية:... البداية... النهاية
- مقابر جماعية
- الابواب
- اعتقال
- هنا يرقد وطن
- ثلاث قصائد
- ست مقاطع لعدنان الصائغ
- راعي العصافير الثلجية
- من يقول لعطوان الكحلي: اسكت
- امجد حميد... لماذا استعجلت الموت
- من قتل اطوار بهجت؟


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد سعيد - بعد صدام.. الفكر التكفيري في العراق