أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - فى انثروبولوجيا التعدد الثقافى



فى انثروبولوجيا التعدد الثقافى


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6560 - 2020 / 5 / 10 - 16:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


العالم كله يتجه نحو التعددية الثقافيه بسبب الهجرات و سرعة التواصل و تداخل المجتمعات .معنى القول انه بات من الصعوبة بمكان ان تبقى ثقافة قوم منعزلة عن الثقافات الاخرى .التلفزيون والهاتف و النت و الاتصالات الحديثة ربطت العالم بعضه ببعض بحيث لا مجال للتراجع عن هذا الامر .و ما رايناه مؤخرا من اغلاق للحدود ما هو سوى اجراءات مؤقته تقتضيها الظروف .
بات الكثير من سكان العالم يعيشون فى مجتمعات تعددية .فى مدينة مثل نيويورك ما ان تقطع الشارع حتى تكون فى ثقافة اخرى مختلفه عن التى تعرفها. لها السبب صار على المدارس ان تدرس الطالب ان يكون انسان كونى .اى له القدرة على الحوار مع الاخرين المختلفين عنه و ان يجد صيغة ما فى التفاهم لان الكثير من وظائف المستقبل تعتمد على هذا الامر .يوجد الان فى الارض 3000 لغة و لكل لغة صورها الذهنية و منظومة القيم المرتبطة بها و المختلفه عن الاخرى و شرح الاسباب طويل لذا اقتصر على بعض الامثله . كنت منذ نحو عشرين عاما اتحاول مع بروفيسور يابانى و كان يقول نعم و كنت اعتبر ان ذلك يعنى انه يتفق مع وجهة نظرى ثم اكتشفت من خلال الحديث ان النعم تعنى انه يستمع الى ما اقول بدون ان يوافق بالضرورة على راى .لكن كلمة نعم فى امريكا و غالبا فى اوروبا تعنى الاقتناع بما يقوله الشخص .و عادة ما يستخدم تعبير (انى ارى) كاشاره انه يستمع .

و اتذكر ايضا انى كنت مرة فى حوار مع شاعرة رومانيه التى كانت تقول لى اتمنى لك وقتا طويلا .كان الحوار بالانكليزية و هى لغة اجنبيه لكلانا ؟ و لم اكن ادرك ما تعنى .لكنى بعد حوارات عدة ادركت ان تعبيرها هو ترجمة ما نقوله بالعربى ارجو لك طول لعمر .و لما كان العمر يقاس بالوقت فهم يستخدمون الكلمة مباشرة .

و مرة كنت انتظر امراة بولندية فى المقهى .جاءت و هى تحمل على ظهرها شنطة الظهر فلم احاول مساعدتها لانى اعتدت على الثقافة النرويجية ان لا احد يقوم بذلك .انزعجت من التصرف و قالت الا ترى انى بحاجة للمساعدة .اعتذرت و شرحت لها الامر .و بدون الدخول فى التفاصيل المساعدة فى هذه الحالة امر متوقع بالنسبة لها او لثقافتها .
و تتعدد الرؤى حتى فى بعض السلوكيات مثل تقديم الورد .حيث يمكن للمرء ان يقدم وردا لامراة عربية او نرويجيه بدون مشكلة لكن فى الثقافة الروسيه و بعض البلدان الورد الذى يقدم بالزوج يعطى فى مناسبات الفرح و الورد بالمفرد يعطى فى مناسيات الحزن .و ان كنت من خارج هذه الثقافة كيف لك ان تعرف و هذا ما وقع لاحد الاصدقاء .

بوسعى هنا المضى فى اعطاء امثلة عدة حصلت معى و مع سواى و ايضا امثلة من خلال التعابير اللغوية التى قد تفهم بطريقة اخرى فى ثقافة مغايرة .. حيث يحصل احيانا سوء تفاهم بسبب عدم معرفة ثقافة الاخر .و حتى فى اطار الثقافة العربية ذاتها نجد تعابير قد تفهم بطرق مختلفه .كنت مرة العب الشطرنج مع صديق سورى من حوالى ثلاثين عاما كنت فى اغلب الاحيان اهزمه بالشطرنج .و ذات مرة قال لى بنوع من التحدى هذه المره ساغلبك فكان ان قلت ان كنت اخا لااختك اغلبنى . ففوجئت انه نهض و قال بغضب ان تقول كلام كبيرو مهين . طبعا ادركت على الفور ان التعبير استفزه فحاولت ان اشرح له انه تعبير عادى فى ثقافتى و لا اقصد اى اهانة .

و اذ تتحول معظم المجتمعات الى مجتمعات تعددية صار من الضرورى ما امكن معرفه الحد الادنى من الثقافات الاخرى لان هذا يساعد فى راى على التواصل بين البشر و يخدم قيم السلام و الاخوة بين البشر



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى الحجر الصحى !
- روح الشعب و الذاكرة الجماعية!
- الطريق الى النكبة
- تاملات فى الفضاء الانسانى
- لا بد من فك الانسداد المعرفى عبر توسيع القاعدة المعرفية.
- فرص جديدة
- شجرة الكرز
- الملوث الاكبر
- السريالية الجديدة فى مواجهة التراجع الاخلاقى
- أسألة على الطريق !
- ربيع عابر للفصول
- كورونا على حاجز ارهابى صهيونى
- تاملات فى عالم مجهول!
- عن تلك الايام التى نسميها الزمن الجميل !
- يا له من يوم ربيعى رائع!
- لمسة اليد !
- تاريخ جديد!
- عودة الروح
- لكى لا نغرق فى الثرثرات الشكليه, الحاجة الملحة الى قراءات نق ...
- يا له من عالم غريب !


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - فى انثروبولوجيا التعدد الثقافى