العتابي فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 6560 - 2020 / 5 / 10 - 14:35
المحور:
الادب والفن
صفٌ طويلٌ للانتظارِ ويطولُ أكثرُ وأكثرُ كلما تأخرَ الوقتُ ويبدأُ التزاحمُ ويكثرُ اللغوُ
المكانُ : صالةٌ صغيرةٌ لتوزيعِ المساعداتِ
الزمانُ : غفلةٌ منْ زمنِ القهرِ في بلادِ الذلِ
الوقتِ : الرابعة فجرا الجامعَ القريبَ لمْ يؤذنْ لصلاةِ الفجرِ .
الحضورُ : نسوةٌ متشحاتٌ بالجوعِ
المقسومِ : سلةٌ صغيرةٌ تحتوي حفنةَ كسكسي وعلبةُ زيتِ ونصفِ كيلو سكرٍ تسمى سلةُ الفقيرِ .
أميرُ المؤمنينَ : للتوِ فرغَ منْ سهرتهِ معَ العودِ والمداحِ وأصنافُ كثيرةٌ منْ الموبقاتِ تشملُ شيشةَ عدتها المزخرفةِ المرصعةِ بالجواهرِ المحشوةِ بصنفٍ غالي منْ التنباكِ المخلوطِ بأفخرِ أنواعِ الحشيشِ
يتأهبَ للوضوءِ منْ أجلِ الصلاةِ
امرأةٌ مسنةٌ تجاوزَ عمرها ونيفُ تحملَ جرابها الفارغِ منْ أجلِ السلةِ الموعودةِ لتطعمَ ولدها المقعدَ منذُ ولادتهِ
تقفَ خلفَ أربعينيةٍ جميلةٍ وصالحةٍ للاستعمالِ
التي خلفها في الثلاثينَ مطلقةٌ وأمٌ لأربعةِ أطفالٍ أكبرهمْ في العاشرةِ
يعملُ حمال في سوقِ الخضرةِ ويعودُ مساءَ كلِ يومٍ بما يجودُ عليهِ أصحابُ البسطاتْ منْ الخضرِ الفاسدةِ غيرَ الصالحةِ للاستهلاكِ الآدميِ
قاربتْ الساعةُ الثامنةُ والصفِ الطويلِ يمتدُ لأكثرَ منْ المطلوبِ
يُفتحُ بابَ الصالةِ ليعمَ الهرجُ والتدافعُ والكلُ يتسابقُ منْ أجلِ السلةِ الموعودةِ، بعدَ عشرةِ دقائقِ حصيلةِ الموتى أكثرَ منْ خمسينَ امرأةَ والجرحى يفوقُ هذا العددَ بأضعاف
يأمرَ أميرُ المؤمنينَ بفتحِ تحقيقٍ ، تتكاثرَ الأوراقُ والاجتماعاتُ ويزدادُ أعدادَ الموتى ، وتخرجَ نتيجةَ التحقيقِ بتشكيلِ لجنةٍ منْ أجلِ مراسمِ دفنٍ جماعيٍ ليلاً
أميرُ المؤمنينَ في زيارةِ خارجَ البلادِ منْ أجلِ جولةِ مصالحةٍ بينَ قبيلتينِ في إحدى الدول النائيةِ
يعودَ للبلادِ وطائرتهِ محملةً بأطوالِ الأقمشةِ البيضاءِ منْ أجلِ توفيرِ الأكفانِ للموتى الجددِ
#العتابي_فاضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟