هدى أحمد
(Huda Ahmed Alawy)
الحوار المتمدن-العدد: 6560 - 2020 / 5 / 10 - 05:43
المحور:
الادب والفن
كانت الشمس ساطعة توزع أشعتها البنفسجية على الأماكن كأم حنون تدفئ أبناءها بعد ليلة شديدة البرودة، وكان الناس يسيرون في الشوارع كلاً في شأنه يغنيه على مقربة من أبواب قاعة المحكمة كان يجلس شاب عشريني يحمل معه أدواته ويبيع القهوة لاولئك الناس الذين ينتظرون فنجان قهوته المميز، ربما لايعلم أغلبهم أنّ يوسف شاب متفوق خريج جامعة، ولكن ألحّت عليه الحاجة ليبيع القهوة قاصداً مبلغاً زهيداً يقيته هو وعائلته التي تركها له والده، فلم يترك له الأب ميراثاً إلّا ثلاث أخوات بنات هن أمانة برقبته وعلى رغم ما يلاقي من صعوبات فهولا يضجر ولايشتكي، إذ تسبق الابتسامة المختلطة بالشجن تقاطيع وجهه الأسمر، ولما كان يعدو ويروح ينادي لعل زبوناً يشتري منه، استوقفه ذلك الرجل الأربعيني ذو المظهر المرتب والهيأة الارستقراطية
قال: صباح الخير يوسف حينها شعر بصداع رهيب
أعطني فنجان قهوة كي أعدل دماغي
هل فكرت بعرضي الذي عرضته عليك.
نعم فكرت ولا يمكن أن أوافق عليه انا لا أصلح لأكون حارساً شخصياً
لأنني خلقت حرّاً طليقاً حتى لو أبيع القهوة.
#هدى_أحمد (هاشتاغ)
Huda_Ahmed_Alawy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟