الطريق الى النكبة

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6559 - 2020 / 5 / 9 - 05:59
المحور: القضية الفلسطينية
    

حتى منتصف القرن التاسع عاشر لم تكن قد تبلورت المشاعر القومية ان العرب يمثلون حالة عرقيه مختلفه عن الاتراك.لكن بعد ذاك بدات تنتشر الافكار القومية رويدا رويدا و كان يعبر عنا ثقافيا بالاهتمام بتجديد اللغة العربية و سياسيا بتشكيل الهيئات القومية و بالتعاطف مع العرب الاخرين كما فى حالة التعاطف فى فلسطين و بلاد الشام عموما مع ثورة مصطفى عرابى فى مصر او مع كفاح الشعب اليبى ضد الغزاة الطليان.

لكن ما ان حلت نهاية القرن حتى ازدادت النخب العربية اقتناعا بضرورة الفصل بين العرب و الدولة العثمانية التى بدات شرعيتها تضعف شئيا فشئيئا و بدا العرب يطمحون بالقامة دولة عربية يحكمون فيها انفسهم بانفسهم.و عندما اتحدث عن العرب فانى اعنى منطقة بلاد الشام التى كانت معقل الفكر القومى و هذا ما يفسر انه لا يوجد مفكر قومى عربى واحد من خارج منطقة بلاد الشام. و هى التى شكلت ايضا مركز المقاومة الاول للسطىة العثمانية التى فقدت شرعيتها فى اعين الكثير من العرب و التى كانت قد انتقلت من مرحلة استخدام الغطاء الدينى لاجل السيطرة و التحكم بمصير العرب الى مرحلة التتريك المباشر .

و قد يكون من سوء حظ العرب انهم خلال فترة قصيرة من الزمن كان عليهم مواجهة انوع عدة من الاستعمار و الهيمنة العثمانيين من ناحية و الاستعمارين الانكليزى و الفرنسى من ناحية و المشروع الصهيونى الذى كان مشروعا محمولا على مخططات بريطانية التقت مصالحها مع مصلحة اقامة كيان صهيونى فى فلسطين.فبلفور الذى كان وزيرا لخارجية بريطانية و رئيسا للوزراء فيما بعد كان معروفا عنه بكرهه لليهود لكن هذا لم يمنع اصداره التصريح الشهير باسمه الذى اعتبره الصهاينىة اول مدماك فى بناء دولة يهودية فى فلسطين . و الصهاينة كانوا يطمحون من البداية الى اخضاع المنطقه باسرها تحت سيطرتهم و قد كتب بن غورون فى مذكراته فى كندا ان هدفه هو اقامة دولة قوية جدا فى الشرق الاوسط.

فى راى و بعيدا عن جلد غير ضرورى للذات لقد تسللت الصهيونية الى فلسطين فى مرحلة انتقاليه صعبة و معقدة و اكثر المراحل ضعفا فى تاريخ المنطقه و اضعاف العرب و تمزيقهم بات فى صلب الاستراتيجية الصهيونية حتى الان.
لم تحتل بريطانيا الحاملة للمشروع الصهيونى بلدا كان مرتاحا باية حال .فقد
كان الشعب فى فلسطين و بلاد الشام مرهقا من الاعوام الطويلة للحكم العثمانى الذى ارهق البلاد و العباد بسبب الضرائب الفاحشة و الفساد و الدخول فى حروب غير ضرورية فى البلقان و سواها كان جل وقوها الشباب العرب .و لعل هذا ما يفسر ان العديد من المثقفين العرب وقفوا ضد دخول الدولة العثمانية الحرب الاولى لكن الترويكا الحاكمة فى اسطنبول حينها من الضباط الثلاثة اصروا على دخول الحرب .كانت نتائج الحرب مدمرة . فقد ادت لتقسيم المنطقه الى مناطق نفوذ انكليزيه و فرنسيه الامر الذى اصبحت مع الوقت دول امر واقع اكتسبت شرعية مع الزمن و كانت المقدمة لزرع الدولة الصهيونية فى فلسطين.
يتبع

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات