|
ديمو قراطية الاغنياء وديموقراطية الفقراء
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 09:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيرا ما كتب عن الديموقراطية والحرية وانا اقول دائما إن كل شعب ينال الديموقراطية التي هو اهل لها وكذلك الفرد أي بمعنى اخر من يملك اقتصاديا ويسيطر يستطيع إن يكون ناخبا ومن يغيب اقتصاديا لا يستطيع إن يحضر سياسيا ويصوت ويكون ديموقراطيا وهناك ظاهرة شراء الاصوات ولقد وصلت إلى عند نا ومورست فعلا كما يقال في انتخابات الغرف التجارية والصناعية حيث يدفع مرشح مليء وثري رسوم الانتساب السنوية ل500 عضوتجار صغار مقابل إن يصوتوا له وبالتالي يضمن الفوز لذا نقول هنا إن ديموقراطية الاثرياء والاغنياء هي غير ديموقراطية الفقراء مع العلم ان الفريقان متساويان في امتلاك كل المؤسسات الديموقراطية والدستورية من هيئات برلمانية ونظم انتخابية واحزاب سياسية لكن الاختلاف بعد ئذ في حقيقة ما يجري أي في حقيقة المضمون الديموقراطي وانا اقول هنا إن الفقر والعنف وغياب الحريات كل ذلك امور تؤثر بشكل مباشر على العملية الديموقراطية وتغير نتائجها كليا • إن الفقر لا يوفر تربة صالحة تنمو فيها الديموقراطية لان صوت الناخب يزداد حرية كلما زادت قدرته الاقتصادية وعلى العكس ايضا تقول بعض الادبيات السياسية إن من لا يملك قوت يومه لا يملك صوته ذلك إن اصحاب الثروة في المجتمع يكونون اكثر قدرة على التاثير وامتلاك صناديق الانتخاب التي تتحول إلى توابيت للديمواقراطية لا حقا
• كنا نربط بين الفقر ودرجة الوعي فكلما كان الفقر اكثر انتشارا كان التعليم اقل انتشارا وكانت الامية حائلا دون انتشار الوعي والمعرفة والوعي والمعرفة يمثلان ركيزة اساسية للمشاركة السياسية والوعي هنا يعني الوعي السياسي والوعي الانتخابي وقدرة الشخص الناخب على التحليل والتركيب ومعرفة اذا كان المرشح منا فقا أو لا
• إن المشاركة ولعبة الديموقراطية اصبحت في ذيل الاهتمامات عند الفقراء مع العلم إن الديموقراطية هي الحل وهي المفتاح للتقدم وحل مشاكل الفقر وانخفاض مستوى المعيشة وقد درست الامم المتحدة الموضوع في امريكا اللاتينية حيث تقول الارقام إن امريكا اللاتينية ليست الاكثر فقرا في العالم انها ليست اكثر فقرا من افريقيا ومع ذلك فان من هم تحت خط الفقر ترتفع نسبتهم إلى حد كبير جدا حيث تصل في بوليفيا إلى 85 % وجواتيمالا 80 % وبيرو 74% والبرازيل 66% والارجنتين 30 % والسبب هو سوء توزيع الدخل الذي تم قياسه طبقا لقاعدة شريحة العشرين بالمائة العليا من الدخول وشريحة العشرين بالمائة الادنى من الدخول وهكذا يبدو إن امريكا اللاتينية هي رائدة عدم المساواة في العالم
• وفي هذا المجتمع الذي تكثر وترتفع فيه نسبة الفقراء تكثر ايضا نسبة الجرائم والارقام هي الاعلى في العالم حيث تصل نسبة الجرائم إلى 7 % من عدد السكان حيث قدر احد الخبراء إن تكلفة الجريمة في كولومبيا 15 % من الناتج المحلي وهو رقم مخيف وقياسي دون شك
• المهم هنا هو علاقة الفقر والجريمة بالديموقراطية وهنا نقول انه لا ديموقراطية في مجتمعات الفرصة المحدودة جدا حيث يحدث التكالب والاقتتال على فرصة العمل وفرصة الرزق وفرصة السكن ويلجا البعض إلى العنف والجريمة وترتفع نسبة البطالة وتزد حم المساكن غير الصحية بالبشر وتنتشر جرائم المال والنفس والعرض والشرف وفي هذه الظروف والاحوال لاتكون الديموقراطية حقيقية ولا تعبر عن حالة سليمة وصحيحة حيث يمكن التاثير على الناس من خلال حاجاتهم وبالتالي استمالة وشراء اصواتهم باسعار بخسة وهنا اقول للجميع إن اصواتكم مهمة جدا لا تهملوها ولا تبيعوها وانتقوا الافضل والاحسن والاكفا لا ن في ذلك مصلحة لكم ولا بنائكم وللبلد
• اجرت مجلة الايكونومست البريطانية دراسة عن السخط والرضى عن الاوضاع الديموقراطية في القارة الامريكية وكانت النتائج إن الذين عبروا عن رضاهم 15%ممن شاركوا في الاستقصاء و85 % قد عبروا عن عدم رضاهم بدرجات متفاوتة وذلك بالرغم من وجود برلمانات واحزاب ومجتمع مدني
• اذا انها ديموقراطية شكلية ديموقراطية الفقراء لانها تتلقى ضربات من جميع الجهات لان الذين يسيطرون اقتصاديا يسيطرون سياسيا والغائبون اقتصاديا غائبون سياسيا وعندما يكون الفقر ياتي العنف نتيجة فتتخذ اجهزة السلطة العنف ذريعة لاجراءات غير ديموقراطية مثل قانون الطوارئ ووصول الجيوش إلى الحكم وانتقاص الحريات وغير ذلك
المضمون الحقيقي للديموقراطية - الديموقراطية علاج للعنف - المشاركة تربط خلايا المجتمع مع بعضها - الديموقراطية تساهم في اعادة توزيع الدخل من خلال السياسات العادلة التي تضعها الاغلبية الحاكمة وهي اغلبية فقيرة - الديموقراطية ممكنة مع اعلام حر - الديموقراطية تحتاج إلى الشفافية في عمل كل مؤسسات الدولة - الديموقراطية تستوجب محاسبة القائمين على امور الدولة لا سيما انفاق المال العام - الديموقراطية تفضح الفساد والطبقات الفاسدة - الديموقراطية الدورية تعري الفساد وتعني تداول سلمي للسلطة ورموزها - الديموقراطية تسمح بفضح الحكام الذين يستغلون مواقعهم
العملية الديموقراطية لدينا للاسف الشديد حتى الان لم نتعلم ابسط مبادئ الديموقراطية التي تعني انتخاب الافضل والا كفأ لادارة مؤسساتنا الحزبية والادارية والحكومية والتشريعية وعندما ننتخب نسنتند إلى معايير بالية ومتخلفة جدا أي بمعنى لم ننتمي بعد إلى الوطن بل مازلنا ننتمي إلى العشيرة والقبيلة والطائفة والمنطقة وغير ذلك وانا اوجه نداء هنا إلى كل الناخبين في أي مكان وفي أي مؤسسة إلى انتخاب الذي يتمتع بالصفات التالية : - النزاهة اولا ثم الكفاءة والخبرة - الذين يملكون ميزات وقدرات ابداعية لقلب الموازين لصالح الوطن - الإنسان الفاعل الذي يعمل قليل الكلام - الذي يدفع الضرائب ويحافظ على المال العام والوقت العام ولا يستخدم سيارات الدولة في غير دواعي العمل - الذي ولائه لسورية ويحترم القوانين ويقف على مسافة واحدة من الجميع - الجريء النشيط الصريح المثقف المشارك واسع الافق الحر غير التابع لاحد
واخيرا نقول تبقى ديموقراطية الاغنياء افضل من ديموقراطية الفقراء لان كثير من الناس هناك ينتخبون على اساس الوعي وبرامج الاحزاب والراي العام لكننا نحن فقط لا نمارس الديموقراطية كما يجب لذا نقول لكل شعب ديموقراطيته وخصوصيته وما نريده إن نرتقي بديموقراطيتنا حتى تحقق لنا التحديث والتطوير الذي ننشده عبد الرحمن تيشوري دارس في المعهد الوطني للادارة العامة
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرب والعسكرة - النقود والمدافع -
-
الشركة الافتراضية مفهومها واهميتها والحاجة السورية اليها ؟؟
-
المعرفة واهميتها وادارتها
-
الطرق الابداعية والا بتكارية في حل المشكلات الحكومية الاداري
...
-
خداع الارقام البترولية والعرب هم الخاسر الاول!!!
-
اين ثقافة الاصلاح واين ثقافة المؤسسات ؟؟؟
-
صحافة ادارية واقتصادية مهمة- الاداري - ؟؟
-
مهارات مهمة جدا للمدير الذي يسوق الكترونيا
-
اية علمانية نريد ؟؟؟؟
-
حل النزاعات الادارية من وجهة نظر الادارة الحديثة
-
موت ونهاية الادارة؟؟؟
-
رسالة الى افلاطون
-
الهندرة الهندرة الهندرة ؟؟؟؟
-
المعهد الوطني للادارة مصنع القيادات الادارية
-
دور وزارتي الاعلام والثقافة في الاصلاح ونشر المهن الجديدة
-
معوقات الاصلاح الاداري في سورية
-
لماذا لايفضلون المحامي ؟؟؟
-
كيف تصبح السياحة صناعة وتبيض ذهبا؟؟؟
-
اكتساب وتحصيل المعرفة الادارية الجديدة ضرورة مهمة جدا في هذا
...
-
هل ممكن تنفيذ اقتصاد السوق الاجتماعي السوري عمليا ؟؟؟
المزيد.....
-
إسبانيا.. العثور على 270 ألف خرزة في قبر واحد يقدر عمرها بـ5
...
-
روسيا.. انتهاء الاختبارات ما قبل السريرية للقاح الشخصي المضا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مسلح أطلق النار على موقع عسكري با
...
-
خمسة وزراء خارجية عرب في رسالة لواشنطن: لا لتهجير الفلسطينيي
...
-
الهند ضاعفت عدد نمورِها خلال عشر سنوات.. لكن كيف؟
-
البيت الأبيض ينشر قائمة -مثيرة للدهشة- بنفقات الوكالة الأمري
...
-
الصين تخطط لإرسال مسبار جديد إلى القمر عام 2026
-
عصابات المخدرات المكسيكية تهدد الجيش الأمريكي
-
طهران: لم يطرأ أي تغيير على وضع إدارة الملف النووي
-
في اليوم العالمي لمكافحة للسرطان.. إليكم بعض أعراضه الخفية!
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|