طارق علي في العدد الأخير من مجلة اليسار الجديدNew Left Review ، وروبرت فيسك الذي يكتب من العراق المحتل في العدد الأخير من صحيفة " الإندبندنت " اليومية ، ( عدد اليوم 17 نيسان 2003 ) ، اتّـفقا على أمرٍ واحدٍ ، هو أن معركة تحرير الوطن من المحتلين قد بدأتْ فعلاً .
يقول طارق علي في افتتاحية " مجلة اليسار الجديد " :" غيرُ مُـجْـدٍ التطلّعُ إلى الأمم المتحدة أو يورولاند ، دعْ عنك روسيا أو الصين ، كعقبةٍ أمام المخططات الأميركية في الشرق الأوسط ؛ إذاً ، من أين ينبغي للمقاومة أن
تبدأ ؟ أولاً ، وكما هو طبيعي ، من المنطقة ذاتها . لهذا يؤمَلُ في أن يُـطرَدَ محتلّـو العراق سريعاً بفعل المواجهة الوطنية المتنامية لنظام الإحتلال الذي أقامه المحتلون ، كما أن عملاءهم سيلقون مصير نوري السعيد قبلهم ."
أمّـا روبرت فيسك ، فيقول في مقدمة تحقيقٍ من داخل العراق استغرقَ صفحتين من " الإندبندنت " ، الآتي :
"الأمور لم تستقمْ ، أسرعَ ممّـا كان أحدٌ يتخيّـلْ. لقد تحوّل جيش " التحرير" بالفعل إلى جيش احتلال. والشيعةُ يهددون بأنهم سوف يقاتلون الأميركيين ، ويبدأون حرب " التحرير " الخاصة بهم . وفي الليل ، عند أي متراسٍ شيعيّ بمدينة الصدر يقف أربعة عشر رجلاً مسلّحين ببنادق أوتوماتيكية ".
* * *
اليوم ، أجرتْ معي إحدى محطات الإذاعة الأميركية ، حديثاً بالهاتف ، وسألتني الإذاعة في ما سألتْ عن رأيي في
الحالة الراهنة . قلتُ : تَـحَـقّقَ نصرٌ عسكريّ ، وكارثةٌ سياسيةٌ وإنسانيةٌ . قلتُ أيضاً : لقد فرضتم علينا عميلكم ، صدّام حسين ، في ظروف الحرب الباردة ، والآن تفرضون علينا عميلكم أحمد الجلبي . هذا الأمر لن يستقيم . الشعب العراقي يتطلّـع إلى مصيرٍ أفضل.
* * *
الآن ، وقد أطبقَ ليلُ الإحتلال على العراق ، وخُـتِمَـتْ حدوده بالشمع الأميركي، وانطلقَ مشعلو الحرائق ولصوصُ المصارف والمناصب والمتاحف يعيثون فساداً في حاضر الوطن وماضيه ومستقبله ، في هذا الوقت ، علينا
أن نصارح أنفسنا ، ونصـرِّحَ بالحقيقة عاريةً شجاعةً . علينا أن نواجه الخيانةَ ، ونسَـمِّـي الخونةَ بأسمائهم المنكرة … علينا أن نقول بملء أفواهنا " لا ، الكبرى" هذه التي تحدّثَ عنها كافافي شاعرُ الإغريق العظيم .
لندن 17 / 4 / 2003