أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة شحادة - كيم














المزيد.....

كيم


جميلة شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 6557 - 2020 / 5 / 7 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


فتحت له باب الدار بعد أن فتحت له باب قلبها على مصراعيه. كان عائدا ليلتها من حفل توقيع الرواية الأولى لصديقه علي، وكعادتها استقبلته كيم بابتسامتها المشرقة، فأخذها فتحي بين ذراعيه وراح يمسد شعرها الأملس شديد السواد قائلا لها:
- كم أنا سعيدٌ بوجودكِ في حياتي يا كيم!
رفعت كيم بصرها اليه وهي ما زالت في أحضانه دون ان تنبس ببنت شفّة. علّها ايقنت في داخلها أن البهجة التي لمعت في عينيها، كافية لتُفصح له عن مدى حبها له. نعم، نعم، للعيون لغة لا يفهمها الا المحبين؛ عندما يخيم الصمت على العاشقين، تبدأ عيونهم بالكلام وتفضح اسرار قلوبهم. هذا ما قرأته في روايته الاخيرة، التي اهداها لها قبل عام.
تحبه بكل جوارحها، حتى غدت لا تطيق العيش بدونه، فإذا ابتعد عنها لسبب ما وغالبا ما يكون هذا السبب للسفر خارج البلاد لحضور مؤتمر ما، او لزيارة اخته الوحيدة التي تعيش في المانيا، تروح كيم تعدُّ الدقائق والثواني لحين عودته؛ تتلهف لرؤيته، وتشتاق لسماع نبرات صوته، وتتلظى بنار بعده عنها.
لم يخطر ببال كيم أنه سيأتي يوم تترك فيه فتحي؛ فمنذ عرفته قبل خمسة اعوام في بيت جدته، وهي تشعر بأنه توأم روحها. وقد تعمق هذا الشعور لديها وزاد تعلقها به أكثر، بعد أن لمست اهتمامه بها اثناء مرض امها، ثم بعد وفاتها. أما هو؛ الذي فقد حنان الأم والأب مبكرا إثر موتهما في حادثة طرق قاتلة، لم يكن بأقل منها تعلقا. لم يتصور فتحي يوما ان يفتح باب بيته بعد عودته من أمسياته، ولا يجد كيم في انتظاره فاتحة له قلبها قبل ذراعيها؛ لم يتصور يوما أن يستقبل نور الصباح دون أن يجدها بجانبه. كان فتحي حنونا، كريما، يمتدح جمالها ورقتها وحسن خلقها باستمرار، ويغدق الهدايا عليها، ويحسن معاملتها.
لم تكن تعلم كيم أن تلك الليلة، ليلة عودة فتحي من أمسية تكريم صديقه علي، ليست بليلة حظٍ لها، فبعد تعبير فتحي عن سعادته بوجودها في حياته، شجعها لتوسع دائرة الحديث معه، فسألته:
- أتحبني؟
- أكثر من عمق البحر. قال لها
- هل تستطيع الاستغناء عني.
- عندما تغيب الشمس غيابا لا تعود منه.
- إذن؛ هل ستتزوجني؟
هاج فتحي كمن أصيب بجنون البقر، عندما سمع كيم تسأله عن إمكانية زواجهما، دفع بها بعيدا عنه، وصرخ محتدا:
- هل تريدينني أن أتزوج من خادمة؟
لم تجب كيم على تساؤل حبيبها فتحي، ظلت محتفظة بابتسامتها على ثغرها، وبجرحها وخيبة أملها في قلبها. صباحا؛ طلُّت الشمسُ من نافذة غرفة فتحي تداعب جفونه وتشاكسه بخيوطها الذهبية، غير أنها لم تَطبعُ قُبلَها الشهيةُ على جبينه هذا الصباح، جن جنونه، لم يصدّق، لا بدّ أنّه يحلم.. لا هذا كابوس، وأخذ يستدير ويستدير باحثًا عن فتاته رائعة الجمال، لطيفة المعشر فلم يجدها، وإنما وجد بجانبه أغلى هداياه لها، قلادة ذهبية محفور عليها اسم بلدها، تايلاند.



#جميلة_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمل
- فنجان قهوة
- يا آهتي
- كالنهر كوني
- عروس في زمن الحرب
- الخاصرة الرخوة، والمرأة الفلسطينية في مجتمع سلطوي، ذكوري
- الوفت
- ما زالوا يكتبونَ القصَّة
- كثيرة العثرات انا
- شمس الخريف
- رحلة
- ما هكذا يُودع الآباء
- ارقصي
- سيدة الخصب
- نادر
- قصيدة بعنوان: هي خمس دقائق فقط
- نحن النساء...كلنا خنساء
- إصدارات جديدة للكاتبة جميلة شحادة


المزيد.....




- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة شحادة - كيم