|
الكتاب الرابع _ الباب الأول مع فصوله الثلاثة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6557 - 2020 / 5 / 7 - 11:29
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
.... الكتاب الرابع _ الباب 1 ف 1 ...البديل الثالث البديل الثالث النمطي ، تقبل الخسارة والحياة الحقيقية ، كما تحدث بالفعل ، وليس فقط كما نرغب أن تكون عليه... البديل الثالث السلبي وقواعد قرار من الدرجة الدنيا مترادفان ، أو تسميتان لفكرة وخبرة واحدة 1 توجد وضعيات عديدة في الحياة بدون بديل ثالث ، سلبي أم إيجابي . هكذا أسلافنا جميعا ، وما نزال نعتبر بعض الثنائيات من حقائق الحياة والوجود الثابتة . ربما ينجح الأحفاد بتكوين البديل الثالث ، كعتبة _ مشتركة للإنسان وللمجتمعات القادمة . أو كقواعد قرار من الدرجة العليا ، وتكون متاحة للشخص متوسط درجة الحساسية والذكاء ! .... اللذة بطبيعتها مزدوجة ، طعم وأثر . جانبان منفصلان ، ومستقلان ، مع أنهما مشتركان مثل وجهي العملة الواحدة ، يتعذر اختزالها أو دمجها ، لا طعم بدون أثر والعكس صحيح أيضا . مع ذلك يتعذر تكوين بديل ثالث بين جانبي اللذة . أنواع اللذة عديدة ومتنوعة ، وانصح بقراءة كتاب " الانسان لأجل ذاته " لأريك فروم ، فهو يناقش بشكل منطقي وواضح أنواع اللذة ، وبصورة موضوعية وشاملة كما أتذكر . والمفارقة... مع كتاب " الفكر العلمي الجديد " ل غاستون باشلار ، المقابل لكتاب فروم ، بنفس الفترة الزمنية ، أحدهما مرجعه ليبرالي والثاني يساري ، وأعتقد أنهما توأمان شقيان ، بالفعل . .... التدخين عادة جدلية طوال القرون الثلاثة الأخيرة خاصة ، ومع هذا القرن بدأت تخسر أنصارها وأصدقائها الكلاسيكيين ، كالشعراء والموسيقيين والروائيين وغيرهم أيضا . لا يوجد بديل ثالث للتدخين ، مع تعدد المواقف منه : 1 _ الفرد غير المدخن . 2 _ الفرد المدخن . 3 _ حالة التوقف عن التدخين . 4 _ الإقلاع والعودة ، بشكل متكرر ، أو بحسب الظروف . ويمكنني أن أضيف الموقف الخامس " التدخين كهواية ، وفعل إرادي في أوقات معينة " ، وهو مصدر الرضا بحياتي الشخصية_ بالتزامن _ مع اكتشاف اتجاه حركة الزمن ، أيضا سرعته ، والجواب على سؤال هايدغر الأهم : ما الذي تقيسه الساعة ؟! . .... القانون أيضا لا يقبل البديل الثالث . موقف الانسان ثنائي من القانون ، يحترمه أو لا يحترمه . كل فرد بالغ ، ويفشل باحترام القانون ( قانون الآخر _ ين ) ، ما يزال في طور الادراك فقط ، أو بمرحلة ما دون الوعي . المقصود بالقانون النموذجي ، قانون دولة أو حزب أو دين . والمقصود بعدم احترامه ، الغش أو الكذب والخداع ، وليس النقد الموضوعي . للقانون أهمية نفسية ، وعقلية خاصة جدا ، حيث مستويان للفرد يتناقضان مع القانون الاجتماعي ، النرجسية والموضوعية ، عتبة وسقف للشخصية الفردية الحالية . الفرد النرجسي ، يشعر ويعتقد أن الحق كان معه في الماضي ، وهو معه الآن ، وسوف يكون معه في المستقبل . ( وبالنتيجة الشخصية النرجسية لا تحتمل أي موقف خارج سيطرتها ) . الفرد النرجسي هو ضد المجتمع بطبيعته ، وضد مختلف أشكال التسوية والحلول الوسطى والمتوسطة ، كما أنه يعجز عن فهم فكرة وخبرة الحياد أو الموضوعية . الفرد الموضوعي ، موقفه نقدي بالضرورة تجاه نفسه ، بالتزامن مع المجتمع الذي يعيش فيه . أيضا ، الفرد الموضوعي يقبل التسوية أو الحل الوسط على مضض ( لا يختاره ) . 2 البديل الثالث السلبي ، ميزة الشخصية الأنانية وعرضها الثابت بالتزامن . تتميز الشخصية الأنانية عن سابقتيها النرجسية والدغمائية ، بالمقدرة الفعلية على إدراك وفهم الواقع الموضوعي بأحداثه ، وحوادثه ، المنفصلة عن وعي الانسان ورغباته . لكنها بالمقابل ، تتخلف عن الشخصية الموضوعية ، التي تستبدل التوقع بدلالة الرغبة والمشاعر ، بالتوقع الموضوعي وبدلالة الأداء والمعايير الواقعية والتجريبية . .... البديل الثالث السلبي ، يتوضح بدلالة أنواع الكلام أو مستوياته الثلاثة : الثرثرة والجدل والحوار . حيث يتمثل البديل الثالث السلبي بالجدل البيزنطي أو حوار الطرشان ، الشخصية الأنانية تدرك القوانين وتحترمها بحسب مصلحتها الآنية فقط ، وتتجاهلها عدا ذلك . 3 الحقيقة _ الحقائق قاسية ، وغير مريحة بطبيعتها . أكثر من ذلك ، يتعذر تقبل الوقائع والأحداث الإنسانية الروتينية : كالموت الاعتباطي ، أيضا الحوادث والأمراض العشوائية ، وكل ما هو خارج التوقع والمنطق ومؤلم أو متناقض . .... بعد فهم التناقض الموضوعي والثابت ، بين اتجاه حركة الحياة واتجاه حركة الزمن تتوضح الصدفة ومبدأ عدم اليقين بشكل تجريبي أيضا ، خاصة مصدرها ، وكيف تتشكل من الواقع الاحتمالي للمستقبل بصورة دورية ومستمرة . ( اليوم التالي _ خلال 24 ساعة القادمة بشكل دينامي ومتكرر يجسد المستقبل ، ويوضح بشكل نظري وتجريبي معا كيفية تشكل الصدفة بدلالة الاحتمالات المفتوحة للحاضر الإيجابي ) . 4 أقرأ في كتاب البديل الثالث .... بمتعة ولكن ، أقل بكثير ، من بقية كتبك التي أتيح لي المجال لقراءتها . تحياتي .... .... الكتاب الرابع _ الباب الأول المقدمة الثانية عندما يكون الماء وسخا أكثر من اليدين " البديل الثالث السلبي " . 1 في العصور الحديثة تقود الرياضيات العالم ، بالمعنى الحرفي لا المجازي فقط . بينما تمثل الفلسفة " البديل الثالث السلبي ، لأسباب عديدة ، سوف تكون موضوعات هذا الكتاب خلال الفصول القادمة بدلالة الزمن ( الوقت ) . يتعذر تعريف الرياضيات إلى درجة لم يحاول أحد ، على حد علمي ، تعريفها بشكل فعلي . الأمر معكوس تماما مع الفلسفة . والسبب بسيط للغاية ، ماهية الفلفسة ومادتها الأولية الجدل والايحاء " عدم الدقة " . بينما ماهية الرياضيات ومادتها الأساسية العدد والأرقام والتجربة " الدقة " . .... من يجد صعوبة في فهم الفقرة أعلاه ، سوف تتزايد صعوبة الفهم لا العكس . بعبارة أوضح ، القارئ _ة المفترض لهذا الكتاب في المستقبل لا في الماضي أو الحاضر . 2 البديل الثالث معروف من خلال كتب ستيفن ر كوفي ، وله الفضل في تعميمه . لكن خلال المراسلات التي حدثت مع الدكتور خاصة ، تبلورت فكرة البديل الثالث السلبي . .... الفلسفة محور المعرفة الكلاسيكية والتقليدية بالتزامن . الرياضيات محور العلوم الحديثة بالمقابل . خلال القرن العشرين جمعت الفلسفة بين الاختلاف والابداع والشذوذ بالتزامن . وتحولت إلى نوع من ألعاب الخفة ، والسحر ، الفلسفة العربية خاصة ، والفرنسية أيضا مع فوكو ودريدا أكثر . خلال القرن العشرين انعزلت الرياضيات ، وابتعدت عن الفنون والآداب والشعر والموسيقا . واليوم تحول الشقيقان الشقيان ، الرياضيات والفلسفة ، إلى بديل ثالث سلبي بالفعل . 3 علاقتي بالفلسفة قديمة ، كما يعرف زملائي في السنوات الجامعية الأولى ، بينما اختار غالبيتهم السياسة أو الأدب " والشعر بالتحديد " ، وقلة الموسيقا أو الرسم ، ولا أحد العلم . مرت مياه كثيرة تحت الجسر ! من الفلسفة إلى الشعر إلى اليوغا وعلم النفس.... ، وعلم الزمن أخيرا على باب الستين . .... " فتشت في المرآة عن طفولتي يخيل إلي ، أحيانا الصورة هي الأصل " كتبت الفقرة منذ أكثر من ثلاثة عقود . لكن اهتمامي ، بالحاضر ، ثم تحوله إلى هاجس كان بفضل هايدغر بالتحديد : " كما يحدث لنا نحن البشر ، حين نقيم في الكلام ، متورطين في انتشاره ، بحيث نكون عاجزين عن الخروج منه والنظر إليه من مكان آخر . كذلك فنحن لا ندرك انتشار الكلام ، إلا في انجذابنا إليه واكتشافنا لذواتنا من خلاله . وهذه المعرفة المستحيلة ليست نقصا بل ميزة ، نعني حظوة ، أننا نحن من يقيم في هذا الحيز ، فالمقال ، كما يقول هولدرلين ، هو النشيد الأخير للإنسان ، بعد اختباره لأمور أخرى عديدة ومتنوعة " ... تلك مقدمة أشباه العزلة ، في بداية تسعينات القرن الماضي . من كتاب انشاد المونادا لهايدغر وترجمة الشاعر الخالص بسام حجار لروحه السلام . " كل الكتب مقدسة وكل النساء مريم " ملحق رسالة من ستيفن ر كوفي عزيزي حسين... يسعد أوقاتك أعتذر عن التسرع في الرسالة السابقة ، لا أعرف كيف تهيأ لي أنك دون الثلاثين . وأشكرك على اهتمامك ، وصبرك ، وأرجو أن تقبل اعتذاري الصادق . وأما بالنسبة إلى الموضوع الذي تريد مناقشته ، فقد أثار شجوني وحماستي معا . .... البديل الثالث السلبي ، تحديده وتعريفه مقدمة ضرورية لفهم البديل الثالث الإيجابي ، كما تقول ، والذي يدور حوله كتابي الذي تقرأه الآن وترغب بمناقشته أيضا . مع أنك تشترط ضمنيا بأن يكون نقاش كتابي بعد مناقشة نظريتك للزمن ! أظنك فهمت سبب تجاهلي لرسائلك السابقة ، فهي كانت على درجة من الالحاح والعجلة التي تميز صغار السن والشباب المبكر . رسالتك الأخيرة تجسد عقلية البديل الثالث ، وخاصة تلخيصك لما ترغب أن يدور حوارنا حوله ، مع أنها تبدو كاستعراض ثقافي أكثر منها مقدمة لحوار ( معرفي ) كما تقول . .... ملحق 1 الحل بالنكوص أو البديل الثالث السلبي ، يتمثل بالغرق في التفاصيل أو القفز فوق المتناقضات ، بينما الحل الصحيح لمشكلة الأضداد عبر البديل الثالث الإيجابي ، وعرضه الثابت المقدرة على التفكير تحت التوتر الشديد كالخوف والاثارة والصراخ والطمع . ملحق 2 هل يتوسع الكون بالفعل ؟! أعتقد أنها حركة الزمن التعاقبية ( التي تقيسها الساعة ) ، تلك التي ترصدها أدوات القياس الفضائية والفلكية . ملحق 3 الماضي الجديد لم يصله الزمن بعد . والمستقبل الجديد لم تصله الحياة بعد . هذه الفكرة توضح مفارقة العمر ، السلبي خاصة . ملحق 4 عمر الانسان 3 مراحل 1 _ العمر الإيجابي فقط ، أو الوجود بالقوة ( قبل الولادة ) . ( المستقبل قبل وصول الحياة ) . 2 _ العمر السلبي فقط ، أو الوجود بالأثر ( بعد الموت ) . ( الماضي بعد نهاية الحاضر الدينامي أيضا ) . 3 _ العمر الحقيقي أو الوجود بالفعل ( بين الولادة والموت ) . ( الحاضر عبر مستوياته الثلاثة بالترتيب : الإيجابي ، الدينامي ، السلبي ) . ملحق 5 وصية فرويد ( ضرورة الانتقال من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع ) أو من اللذيذ إلى المفيد . .... البديل الثالث مزدوج بطبيعته سلبي أو إيجابي . مثاله الأوضح والأبسط ، عملية المطابقة البصرية المستمرة . نقوم بها بشكل لاشعوري ، بل كمنعكس عصبي آلي ، قبل أن ننتبه ، وبسبب المرض غالبا . تتوضح ، في الحالة السليمة مع النظر إلى الغيوم : المشهد الذي تراه العين اليسرى يختلف عن الذي تراه اليمنى ... والبديل الثالث ، أي عملية الرؤية نفسها تختلف عن الاثنتين السابقتين ( الرؤية المنفردة بإحدى العينين فقط ) . في حال المرض أو فقدان البصر بإحدى العينين بمفردها ، يكون النكوص ( او البديل الثالث السلبي ) ، حيث الرؤية بعين واحدة أفضل من مشاركة الثانية ، التي تسبب التشويش فقط . .... الحياة بطبيعتها هنا ، والزمن أيضا بطبيعته هنا ، لكنن يمكننا الاستنتاج المنطقي والتجريبي أن مصدرهما هناك بالتزامن ( الحياة من الماضي ، والزمن من المستقبل ) . نحن لا نستطيع أن نخبر الزمن بدون حياة أو وعي ، والعكس صحيح أيضا . والسؤال الكلاسيكي في الفلسفة : لماذا يشعر الانسان بالعكس دائما ؟! أعتقد أن النظرية الجديدة للزمن ، لديها ما تضيفه بالفعل . مع أنها ما تزال في طور التشكيل والاعداد ، أعرف وأطلب مساعدتك ومشاركك . .... هذه الرسالة تختلف عن سابقاتها ، وهي تبين أنك قطعت الأمل من ردي ومني أيضا . ربما جاءت بوقتها ، يسعدني أن تقبل صداقتي ، ويرضيني أن أكون _ ليس شريكا في النظرية الجديدة للزمن فقط _ بل من تهدى له نسختها الأولى ، إنه شرف كبير لا أستحقه . مع أطيب تحياتي المخلص ستيفن ر كوفي .... ....
الكتاب الرابع ب 1 ف 2 مع التكملة خلاصة ما سبق _ عودة إلى المربع الأول : السرعة والحركة ( كلمة أو مصطلح ) اثنان مختلفان ، ويتعذر دمجهما ، مثل وجهي العملة الواحدة . يمكن أن يكون للحركة أكثر من سرعة ، وهو الوضع العام ( المثال النموذجي حركة الكائن الحي والفرد الإنساني خاصة ) . بينما السرعة حالة خاصة للحركة ، أو أحد صفاتها فقط . ( هذه البؤرة الأساسية في فهم الزمن أو الوقت ، أو الحاضر أكثر ، وسوف أعود لمناقشتها خلال الفصول القادمة نظرا لأهميتها في فهم طبيعة الزمن وماهيته ) . .... السهولة قانون الزمن ، والصعوبة قانون الحياة . تتطور الحياة من البسيط إلى المعقد ، ومن الجهد الأدنى إلى الأعلى ... على النقيض من حركة الزمن ، من المعقد والغامض إلى البسيط والواضح ، أو من الجهد الأعلى ( المستقبل ) إلى الجهد الأدنى ( الماضي ) . 1 الزمن كمفهوم فلسفي كلمة غامضة يتعذر فهمها أو تحديدها ، وهي من مرتبة المطلق والكينونة والحد ، وغيرها من المفاهيم ( الميتافيزيقية) بدون بداية أو نهاية . غالبية البشر يتوقفون عند هذا المستوى من التفكير في الزمن ( وغيره) طبيعته وماهيته وحدوده . مثال تطبيقي على ذلك ستيفن هوكينغ الفيزيائي الشهير مؤلف كتاب " تاريخ موجز للزمن " ، حيث يسأل مرات عديدة : لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ! من لا يستطيع التمييز ، بثقة ويقين راسخ ، بين الماضي والمستقبل ؟ أنصحه بعدم تكملة القراءة .... ( الماضي خلفنا والمستقبل أمامنا _ حقيقة موضوعية ومطلقة ) . .... يوجد خلط خطير ، موروث ومشترك ، بين العلم والفرد ( أو بين العلم والعالم _ ة ) ، ما يقوله ( أو يكتبه أو يفكر فيه أو يعبر عنه ) ستيفن هوكينغ واينشتاين وأنت وأنا ، مجرد رأي شخصي ، وهو يحتمل الخطأ والصواب بنفس الدرجة ، في المستوى الشعوري والانفعالي . في هذا المستوى الأولي ، والمشترك بطبيعته ، لا فرق بين الرأي والمعتقد والمعلومة . وفي هذا المستوى اقترح ابن رشد ، الحد المعرفي الثاني ( المنطق المشترك أو وحدة العقل البشري ) بين الانسان والطبيعة والكون ، بعدما رسخ سقراط المبدأ الفلسفي الأول " المصداقية " أو الموضوعية عبر تفضيله للموت على الكذب . " من غير المعقول أن يخلق الله قوانين الطبيعة ، ثم يناقضها بالمعجزات " . تكفير ابن رشد قبل ألف سنة ، لا يختلف عن تكفير السيد القمني أو محمد شحرور أو غيرهم اليوم ، أو بعد ألف سنة ! ربما . بينما لم يكفر داعية مسلم واحد( على حد علمي ) العمليات الانتحارية في العراق او أفغانستان أو سوريا ، سواء من القاعدة أو داعش ، أو غيرهم . 2 الفكر الفلسفي والصدق علاقة جدلية ، مثل الشكل والمضمون . الفكر الدعوي ( الديني أو السياسي أو ...) مستوى أولي ، ومشترك بين الصدق والكذب . كلام الداعية ( السياسي أو الديني وغيرهما ) منفصل عن حياته بالفعل ، وهو ربما يكون صادقا ويسعى لتحقيق الانسجام بين القول والفعل ، أو قد يكون كاذبا عن سوء نية ، أو يخلط بينهما بحسب حالته المزاجية كما يحدث غالبا . المستوى المشترك بين سقراط وابن رشد وسبينوزا ونصر حامد أبو زيد وغيرهم ، تحقيق المصداقية أولا . ( أن يتكلم الفرد بحدود تجربته وخبرته ) . المستوى العلمي أو الفكر العلمي ، يتقدم خطوة ثانية ( أو مستوى ) أعلى من الفلسفة والصدق حيث التجربة أو ( الدليل ) ، والكلام تاليا . قد يكون الفيلسوف صادقا ، لكنه ببساطة لا يعرف . .... تعريف باشلار للعلم يغني عن الكلام الكثير : العلم تاريخ الأخطاء المصححة . 3 قام اينشتاين بالخطوة الأولى ، في الطريق الطويل لتحويل الزمن ، من مفهوم فلسفي إلى مصطلح علمي ، ليتحدد بالتجربة والدليل . شاركه ستيفن هوكينغ ، بشرح عملية تحويل الاحداثية إلى حدث ( من الفلسفة إلى العلم ) . ناقشت هذه الفكرة ، بشكل تفصيلي ومتكرر في الكتاب الأول ، وسأكتفي بالتذكير بها : كل نقطة في الكون احداثية ، وتتحدد بثلاثة أرقام : طول وعرض وارتفاع أو عمق . الاحداثية تتحول إلى حدث بعد إضافة البعد الرابع وهو الزمن . وهذه عتبة النظرية الجديدة للزمن : كل حدث يتحرك في اتجاه ثابت من الحاضر إلى الماضي ، ثم الماضي الأبعد فالأبعد وبسرعة ثابتة ، هي التي تقيسها الساعة . 4 كان العلم من أيام نيوتن ، قد تجاوز الخطوة الأولى بالفعل ، عبر تحديد الزمن بدلالة السرعة والمسافة . لكن هنا المغالطة الفكرية ، الخلط بين السرعة والحركة . السرعة صفة للحركة ونتيجتها ، والعكس غير صحيح . مغالطة أكثر تعقيدا ، تحملها معرفة الزمن بدلالة متحولين ( نفس الأمر بالنسبة للمسافة أو السرعة ) . في الحقيقة هي وهم معرفة أو معرفة شعورية وحدسية أو معرفة أولية فقط ، وقبل المعرفة المنطقية ، ودون المعرفة العلمية بالطبع . بعبارة ثانية وأوضح : المعرفة العلمية تتضمن كل ما سبقها ، والعكس غير صحيح . المعرفة العلمية تتضمن المعرفة المنطقية والعكس غير صحيح . بدورها المعرفة المنطقية تتضمن المعرفة الدينية وغيرها ، لكنها دون المعرفة العلمية . 5 كل شيء يحدث ، يعاش ويختبر ، في الحاضر فقط ( الحياة والزمن ) . الحاضر هو المرحلة الثانية للزمن ، بعد المستقبل ( الغد يحدث أولا بدلالة الزمن ) . أيضا الحاضر هو المرحلة الثانية للحياة ، بعد الماضي ( الماضي يحدث أولا بدلالة الحياة ) . بدون فهم ، وتفهم ، هذا الموقف الجديد من الزمن والواقع بالعموم ، يتعذر فهم الحاضر أو الجانب المباشر من الواقع . ملاحظة ختامية : العلاقة بين الحركة والسرعة تشبه علاقة الدخان والنار أو المطر والغيم ، أو العلاقة بين المقدمة والنتيجة . أو الوجود بالقوة والوجود بالفعل . الوجود بالقوة شرط لازم وغير كاف للوجود بالفعل . بينما الوجود بالفعل ، هو مرحلة ثانوية مزدوجة بطبيعتها ، وتتضمن المرحلتين بالتزامن ( المثال التطبيقي فترة الشباب تتضمن الفولة والمراهقة بالإضافة للشباب طبعا ، بينما ينقصها الكهولة والشيخوخة . ونفس الاستدلال مع الشيخوخة فهي تتضمن مختلف مراحل العمر ) . لا يمكن أن تتضح الصورة والموقف الفلسفي الكلاسيكي ، قبل إضافة البعد الثالث " الوجود بالأثر " ، حيث ينتظم الترتيب الوجودي للحياة والزمن ، بالتسلسل : 1 _ الوجود بالقوة . فكرة واحتمال ، أو صدفة ، وهي من طبيعة الزمن نفسه ( مجهولة بطبيعتها ) . 2 _ الوجود بالفعل ، الحاضر . 3 _ الوجود بالأثر ، الماضي . أو الوجود بدلالة الزمن ... 1 _ المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ الماضي . على النقيض من الوجود بدلالة الحياة ... 1 _ الماضي 2 _ الحاضر 3 _ المستقبل . الخطأ الموروث ، والمشترك ، ليس على مستوى اللغة والفكر فقط ، بل على مستوى الواقع الوجودي _ الموضوعي والمطلق . .... وهكذا يتكشف الحل العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) ، لأسئلة الواقع الثلاثة ، كما طرحها بالتسلسل نيتشه وفرويد وهايدغر : 1 _ لا يوجد واقع بل تأويلات . 2 _ سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد . 3 _ يجب تحليل الحضور ، طبيعة الحاضر وماهيته . اينشتاين وستفن هوكينغ وغيرهم من علماء الفيزياء في القرن العشرين ، استمروا في تكرار الموقف المشوش من الواقع والزمن خصوصا ( والمتناقض غالبا ) . 6 طبيعة الواقع ؟! 1 _ الماضي لا يتغير . يوجد خلف الحاضر بطبيعته ، حدث سابقا ، وهو فكرة ثابتة وتكرار . 2 _ المستقبل أمامنا ، صدفة أو خليط احتمالات بطبيعته ، ويتعذر توقعه بشكل مسبق . 3 _ الحاضر نتيجة وصدفة بالتزامن ، وهو الحد بين الماضي والحاضر . .... الواقع ثلاثي البعد في الحد الأدنى : حياة ( أو وعي ) وزمن ( أو وقت ) ومادة ( أو مكان وإحداثيات ) . 7 الحركة التعاقبية للوقت وللزمن أيضا ، هي التي تقيس سرعتها الساعة بدقة ، وموضوعية . وهي تحدث بالتسلسل : من المستقبل والغد ، إلى الحاضر واليوم ، وأخيرا الأمس والماضي . الحركة التزامنية للوقت والزمن ، تتضمن عملية التواقت المتعددة على الكرة الأرضية . بعبارة ثانية ، الحركة التزامنية موضوعية ومطلقة ، وتتحدد سرعتها بدلالة سرعة الضوء ، وتتجاوزها على الأرجح ( هذا سؤال المستقبل ورهانه ) . 8 نتعلم الحياة بأصعب ، واقسى الطرق أحيانا ، ثم يطلب منا الوصول إلى أفضل النتائج . والأسوأ من ذلك ، أن هذا ما نطلبه من أنفسنا بلا رحمة . .... الانتقام أسهل من التسامح ، ليسلكه معظمنا بغياب القانون . .... .... الكتاب الرابع _ باب 1 ف 2 ، الحاضر كبديل ثالث
اصطدم بها اصطدم بخديعة العتبة دائما . ايف بونفوا بترجمة أدونيس . .... العتبة تجسد البديل الثالث السلبي ، ولا تمثل البديل الثالث الإيجابي سوى في حالات طارئة وكنوع من الحل المؤقت ، والمحدد زمنيا بشكل مسبق . مع أنها ، فكرة أو خبرة العتبة دينامية ، ومتحولة بطبيعتها ، وهي مزدوجة أيضا . .... الحاضر يجسد البديل الثالث الموضوعي ، والكوني كما أعتقد . بدروه أيضا ثلاثي ( بعد التصحيح ) ، الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) يمثل البديل السلبي للوقت ، وبالمقابل الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) يمثل البديل الثالث الإيجابي . أيضا الوقت ( أو الزمن ) يمثل البديل الثالث الوجودي ، بالتزامن مع الحياة والمكان . .... من رسالة سابقة تعترض على افتراضي المضمر بأن سبب الصراع سوء الفهم ، وليس تناقض المصالح ... وتقول أن المشكلة العقلية ( المشتركة ) يمكن تحديدها بدلالة الزمن ( بعد فهم طبيعته واتجاهه الثابت والوحيد كما تؤكد ) ، وأنها تتمثل بمحاولة جمع الحاضر والمستقبل ، وهما متناقضين في الاتجاه بطبيعتهما . ويصل الأمر في بعض الحالات الحدية بمحاولة دمج الماضي أيضا ، وهذه الحالة القصوى للمرض العقلي الفردي أو الاجتماعي . وتكرر نفس الفكرة بدلالة النضج النفسي _ العقلي ، الانتقال من موقف الانكار أو موقف الضحية إلى موقف المسؤولية عبر الوعي والالتزام . وتضيف الانتقال من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع ، فكرة فرويد المحورية ، تمثل البديل الثالث . أيضا عملية المطابقة البصرية ، تصلح كنموذج مشترك للبديل الثالث . نقوم بعملية المطابقة بشكل لاشعوري بين العينين ، وتتحول إلى فعل إرادي بسهولة مع النظر إلى الغيوم . المشهد الذي تراه العين اليسرى يختلف تماما عن الذي تراه اليمنى بمفردها . والمشهد الحقيقي أو البديل الثالث الذي نراه من خلال المطابقة يختلف عن الاثنين . لكن ، بحالة مرض ( أو فقدان كلي ) إحدى العينين ، يكون البديل الثالث السلبي ، حيث الرؤية بعين واحدة أفضل من المشاركة ، حيث يقتصر دور الثانية على تشويش الرؤية والمشهد . ( محتوى الرسالة الواردة ) .... وكان الرد كمثال من الحياة الشخصية ، فترة المراهقة والشباب .... يتمثل المرغوب اجتماعيا من الفتى المراهق _ة بالطلب المباشر أو غير المباشر ، بتحقيق توازان قلق وصعب بطبيعته ، بين القوة والضعف وبين العنف واللطف . القوة الناعمة ، تشجع عليها الفتيات بصراحة وإلحاح . مقابل الصرامة والحسم التي يطالب بها الشبان الذكور في المجتمعات المغلقة خاصة . والمرغوب اليوم في المجتمع العالمي ، يتمثل عبر مزيج بين الحد الأدنى من القوة والإصرار مع تحقيق الاحترام ( الوقت ، والجهد ، والقوانين ، والمال ) بالتزامن . قبل ذلك ، يصطدم الطفل _ة دون العاشرة بمزدوجة : الخجل _ الوقاحة . في العائلة التي تحبذ العنف ، يعتبر الخجل نوعا من العار . وعلى العكس في عائلة لطيفة ، حيث تعتبر الوقاحة بمستوى الجريمة . .... ملحق هام وضروري طبيعة الزمن كما يراها ستيفن كوفي واينشتاين وغيرهم ؟ّ! الحركة التعاقبية للزمن ، يصعب فهمها بشكل مباشر ، لكن يمكن تبسيطها بالحركة المعاكسة لها ، وهي حركة الحياة ( رد فعل عليها ) ؟! للحياة نوعين من الحركة المزدوجة ، وتشبه حركة الزمن ( التعاقبية والتزامنية ) إلى درجة تقارب بالتطابق . وتصلح كمثال توضيحي لحركة الزمن التعاقبية ، والتزامنية أكثر . .... الحركة التي نعرفها للحياة _ التي نراها ونختبرها بالحواس وعبر المعايير الموضوعية _ هي الحركة التزامنية فقط : من حاضر 1 إلى حاضر 2 ، إلى حاضر 3 ...الخ . بينما الحركة التعاقبية للحياة ، يمكن استنتاجها فقط ، وهي تعاكس الحركة التعاقبية للزمن . وبالطبع هي تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء ، الأمر الذي ينقلها إلى مستوى قانون علمي . للبحث تتمة .... ....
الكتاب الرابع _ باب 1 ف 3 _ اليوغا كبديل ثالث
كتبت أكثر من مرة عن التشاطر السوري ( إسقاط المشكلات والعيوب الذاتية على الآخر _ مرض الحاجة إلى عدو ) . بالطبع لا أحد يشعر أو يعتقد بغبائه ، وأنه _ ها وفي مستوى البلاهة ، سوى العباقرة . ( مثال ديستوفسكي وتولستوي ) . 1 صدر منذ سنوات عديدة ، قرار حكومي في سوريا لجعل اليوغا رسمية في البلاد ، وتابعة للاتحاد الرياضي السوري . السماح الرسمي مؤكد ، وأن تتبع ( اليوغا ) للاتحاد الرياضي السوري لست متأكدا . المحزن في الموضوع السوري ، أن الحرب الأهلية التي دمرت كل شيء ( كل شيء نعم ) ، ما تزال في المربع الأول _ على الأرض وفي العقول والنفوس أكثر . لا يعرف غالبية السوريين سوى أنها ثورة ياسمين ، من السلطة النصر على المؤامرة أو المعارضة اكتشاف طبيعة النظام !! ليس الموضوع سياسيا ( توجد بلاهة كاملة في السياسية السورية برأيي المتواضع ، في الداخل أو الخارج ، وعلى الجانبين بنفس الدرجة الحدية في التخلف العقلي _ المعرفي والأخلاقي ) . الموضوع عن اليوغا ، والتشاطر السوري على سبيل المثال لا الحصر . يدفعني بعض أصدقائي _ وصديقاتي أيضا ( الأغيار) من الجانبين ، لإعلان انتمائي الصريح ( والقطعي ) للوطن بلغة النظام وللثورة بلغة المعارضة . جوابي بالمختصر المفيد والواضح ، الصديق أو الحليف الجاهل أسوأ من أسوأ عدو بالفعل ، فهو لا يتكلم عنك فقط ، بل يحولك إلى شبيه أو حرب الوجود : كل شيء أو لا شيء . .... تتميز اليوغا عن الرياضة وعن الدين أيضا ، في أنها تجمع فضائلهما بلا استثناء . بالتزامن ، تتخلى عن أخطر مساوئهما وأمراضهما المختلفة ( المزمنة أو المستجدة ) . كل دين معروف إلى اليوم ، تحول إلى أداة سياسية لدى قادته . يوجد استثناء في البوذية الدلاي لاما : " عندما يتعارض الدين مع العلم ، على الدين أن يغير موقفه " ويوجد استثناء في الإسلام ( لم أسمع بغيره ) آية الله السيستاني : رجل الدين في خدمة الشعب عند الحاجة ، وفي حالات الطوارئ فقط ، عدا ذلك مكانه الفعلي في بيوت العبادة . 2 اليوغا بديل ثالث منذ نشأتها . كلمة يوغا تعني وحدة الروح والجسد . بلغة اليوم تعني وحدة العقل والجسم أو الفكر والشعور . اليوغا بديل ثالث عن جدلية الدين والايمان . أيضا بديل ثالث عن جدلية الصحة الجسدية والعقلية . غاية اليوغا التوصل إلى ايمان عقلاني متوازن ومتبادل ، بالنفس والعالم . .... البديل الثالث يجسد الحل الصحيح ( المنطقي والعلمي معا ) للقضية الجدلية . البديل الثالث يمثل الإضافة في المزايا والمحاسن ، والتحرر من الأوهام والأمراض . كمثال بين الشجاعة والحكمة ، حيث أغلبنا يعتبرهما نقيضين . حتى اليوم وأنا في الستين ، لا أستطيع التفريق والفصل الحقيقي بين المغامرة والشجاعة . أيضا لا أجيد التمييز بين الحكمة وبين التخاذل ( الصمت السلبي والأخرس ) ، أو التقية وبلع اللسان بالعامية . ولا أعرف مفكرا في الثقافة العربية الحالية ، تطرق إلى هذه الموضوعات ( بالطبع المثال النموذجي _ اليتيم _ الكواكبي وطبائع الاستبداد ) ! 3 التركيز والتأمل صلاة اليوغا . بالنسبة للطعام ، لا تتدخل اليوغا ، على حد علمي . مع أنها تستحسن الغذاء النباتي ، وتفضله بصراحة . .... أعتذر عن التكلم عن اليوغا ، يوجد معلمات ومعلمين كثر في سوريا أيضا ، ولهم حق الكلام عن اليوغا ، ودوري الاستماع والقراءة . 4 اليوغا والزمن .... بفضل التركيز والتأمل _ بالتزامن مع قراءاتي لكثيرين ذكرت أسماؤهم وكتبهم ، مع الحوار المفتوح أيضا عبر صفحتي على الحوار المتمدن وعلى الفيسبوك _ أعتقد أنني اكتشفت الاتجاه الصحيح لحركة الزمن ، أيضا توصلت إلى الجواب الصحيح لسؤال هايدغر : ما الذي تقيسه الساعة . ملحق مكافأة الغلط أو الخطأ ، تعني وضع المستقبل أيضا في خدمة الماضي ( الوهمي بطبيعته ) . وهو الاتجاه العام للدولة التسلطية ، وللعائلة الفاشلة ، وللفرد المريض _ة عقليا . كل الخوف أن يكون اتجاه عالمي ، خلال النصف الثاني لهذا القرن ! .... حركة الحياة وحركة الزمن جدلية عكسية فعل ورد فعل ، والسؤال أيهما الأول والمصدر ؟! استعارة السمك والماء لا توضح علاقة الانسان والزمن ، بل تشوشها وتزيدها غموضا . علاقتنا بالزمن أكثر تعقيدا من علاقة السمك بالماء ، ومن علاقة الحياة بالأكسجين . العلاقة بين الانسان والزمن ، هي من نوع العلاقة بين جزء محدود وكل مجهول وشامل . العلاقة بين الانسان والحياة ظاهرة ، ومباشرة ، وهي ضمن مجال الحواس وتقبل الاختبار بشكل مباشر وملموس . لكن العلاقة مع الزمن بمعظمها غير مباشرة ، فهي تحتاج إلى التفكير والاهتمام والاستدلال . 1 بعدما تتحول الاحداثية ثلاثية الأبعاد بطبيعتها ( طول وعرض وارتفاع ) ، إلى حدث رباعي الأبعاد ( بطبيعته ) تظهر حركة الزمن مباشرة ، ويمكن ملاحظتها بشكل دائم ، وبدون استثناء عبر مختلف الأحداث والأفعال ( في اتجاه ثابت ووحيد : من الحاضر إلى الماضي الأبعد ، فالأبعد ، كما يمكن الاستنتاج المنطقي أن المستقبل هو المصدر والبداية ) . المثال المباشر ( والمكرر ) حدث قراءتك لهذا النص . خلال الأزمنة الثلاثة وبالتسلسل 1 _ المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ الماضي : 1 _ قبل لحظة القراءة كان النص إحداثية فقط ( غير زمني ) . وحدث ( أو فعل ) القراءة نفسه كان في المستقبل ( لا بالماضي ولا في الحاضر بالطبع ) . 2 _ مع بدء عملية القراءة ، في الحاضر يدخل عنصر الزمن ، وتتحول الاحداثية إلى فعل وحدث . 3 _ الحدث أو الفعل ، له حركة ثابتة ( وسرعة ثابتة أيضا هي التي تقيسها الساعة ) وهي من الحاضر إلى الماضي ، ثم الماضي الأبعد ، فالأبعد ( ونفس السرعة التي تقيسها الساعة ) . ويمكن الاستنتاج بثقة ، أن المصدر ( الزمني ) هو المستقبل ثم الحاضر والماضي أخيرا . الآن صارت تلك العملية بمجملها : من الماضي وفي الماضي ( وجود بالأثر فقط ) . الماضي خلفنا بطبيعته ، وهو حدث سابقا ، مثاله التطبيقي اليوم السابق . المستقبل أمامنا بطبيعته ، وهو لم يصل بعد ( لم يحدث ) ، مثاله التطبيقي اليوم التالي . بينهما الحاضر ، حيث ظاهرة " استمرارية الحاضر " عتبة الفهم الصحيح لطبيعة الزمن وسرعة مروره ، وهي شرط لازم وغير كاف . .... الحركة التعاقبية للأحداث والأفعال المتنوعة والمتعددة بدلالة الوقت ( الزمن ) أوضح من الحركة بدلالة الحياة ( مع أنها واحدة ) ، ويمكن ملاحظتها من الجانبين . بدلالة الحياة : الماضي أولا ، ثم الحاضر ثانيا ، والمستقبل أخيرا . على النقيض بدلالة الزمن : المستقبل أولا ، ثم الحاضر ثانيا ، والماضي أخيرا . قبل فهم هذه الجدلية العكسية بطبيعتها ، وهي توضح مفارقة الجد _ة والحفيد _ة ... مثال أدعوك لاختباره ، عملية التمييز بين الرغبة والتقدير : محاولة معرفة زمن القراءة لهذا النص ، كعملية مقارنة بين رغبتك وتقديرك أولا بدلالة الساعة البيولوجية ، ثم بدلالة الساعة الموضوعية ؟ من خلال تقديري العام غالبا لهذا التمرين ، الممتع والمفيد معا ، يوجد فارق واضح بين رغبتي وتقديري ، غالبا ما أشعر وأعتقد ( أقدر ) أنني بذلت وقت ( وجهدا أيضا ) أكثر من الواقع الحقيقي . هذا تمرين جيد للتدريب على الموضوعية . .... بالنسبة للحركة التزامنية ، الأمر يختلف . سرعة الحركة التعاقبية للزمن تقيسها الساعة بدقة وموضوعية ( ولا يختلف عليها اثنان ) . لنتخيل شخصية ( امرأة أو رجل ) لا تعترف بالساعة الموضوعية ، وتطلب منك _ منا تصديق تقديرها للوقت فقط ( شعورها واعتقادها ) ؟ هذا هو الموقف النرجسي المثالي كما أفهمه . لكن سرعة الحركة التزامنية للزمن ما تزال غير معروفة ، وفي مجال غير المفكر فيه . وقد أوضحت أكثر من مرة ، أنها مشكلة شديدة الأهمية ، وإغماض العينين لا يحلها . وأعتقد أن سرعتها يمكن أن تتحدد بدلالة سرعة الضوء ( وتتجاوزها على الأرجح ) . والتوقيت المتباين في العالم يعطي تصورا معقولا عن الحركة التزامنية للزمن . لكن لحسن الحظ ، هي واضحة مباشرة بدلالة حركة الحياة . 2 هنا تبدأ مغامرة جديدة ، وفي مجال مجهول تماما ... محاولة التعرف على الحركة التزامنية للوقت ، وتحديدها ، بدلالة حركة الحياة . عندما ننظر حولنا لا نرى سوى الماضي فقط . المستقبل لم يصل بعد ( أو يتحقق ) ، تشبه رمية حجر النرد ، بوضع ما تزال في اليد . يد الله أو الغيب أو المطلق أو المستقبل أو العلم ( بحسب معتقدك ) . والحاضر انتهى مع لحظة الادراك . وهذه المفارقة ، تعذر الفصل والتمييز بين الحاضر والمستقبل ، أيضا بين الحاضر والماضي ، تفسر بشكل منطقي ، وواضح ، التناقض بين فيزياء الكم وفيزياء الفلك . .... أيضا أفكار مثل توسع الكون أو السفر في الزمن ، وغيرها تتضح بدلالة التزامن . ويبرز السؤال الثاني ، ( بعد معرفة ما الذي تقيسه الساعة ) : ما الذي يبعد الماضي عن الحاضر ، في كل لحظة ، وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة ؟! للبحث تكملة ..... .....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكتاب الثالث _ الباب الرابع ف 3
-
الكتاب الرابع _ الباب 1 ف 2
-
الكتاب الرابع _ الباب 1 ف 1 تكملة
-
الكتاب الرابع _ الباب 1 ف 1
-
الكتاب الرابع _ البديل الثالث السلبي
-
الكتاب الثالث _ الباب الثامن بفصوله وخاتمته
-
الكتاب الثالث _ الباب الثامن ف 3
-
الكتاب الثالث _ الباب الثامن ف 2
-
الكتاب الثالث _ الباب الثامن ف 1
-
الكتاب الثالث _ الباب الثامن
-
الكتاب الثالث _ الباب السابع مع مقدمة الباب الثامن
-
الكناب الثالث _ الباب السابع ف 3
-
الكناب الثالث _ الباب السابع ف 2
-
الكناب الثالث _ الباب السابع ف 1
-
الكتاب الثالث _ الباب السابع ...الحاضر هو الأصل
-
الكتاب الثالث _ الباب السادس مع فصوله وخلاصته
-
الكتاب الثالث _ الباب السادس ف3
-
الكتاب الثالث _ الباب السادس ف2
-
الكتاب الثالث _ الباب السادس ف1
-
الكتاب الثالث _ الباب السادس مقدمة عامة
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|