|
اكتشاف اصل الاكاديين الاجنبي كبداية للهكسوس واليهود
طارق محمد عنتر
الحوار المتمدن-العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 06:28
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من الغريب جدا ان يكون الاكاديين مجهولي العاصمة والاغرب اكتشاف انهم مجهولي الاصل. فبالرغم من انهم حكموا سومر 180 عام من 2334 الي 2154 ق م الا ان روايات اليهود والاعراب تعطي الاكاديين وسرجون الاكادي حجم كبير جدا لا يتناسب ابدا مع الوقائع والاثار. بالبحث يتبين ان الاكاديين كانوا من غزاة احتلوا اولا جنوب القوقاز واستخدموا لاحقا الحوريين من المناطق التي تعتبر الان كردية في شمال العراق ثم اضافوا اليهم العموريين من صحاري العراق وسوريا والاردن وسيناء. واسقط الكاديين بعد احتلال قصير للرافدين والمنطقة السومريين الاصلاء اصحاب الحضارة والعلم والتاريخ العريق وتحرروا منهم. وجائت سلالة أور الثالثة وهي سومرية أسسها الأمير الشهير أور نامو ولها خمسة ملوك حكموا أكثر من مائة سنة (2111 – 2006 ق م). اشتهرت هذه السلالة بتعمير البلاد وإعادة اللغة السومرية للتداول بعد أن نافستها اللغة الأكدية. ان اختلافات الطبائع واللغة والعلاقة بين الاكاديين والسومريين في مراكزهم الرئيسية سواء في اور او اوروك او كيش يشيروا بقوة لاصل اجنبي للاكاديين بالاضافة الي ارطباتهم بعنصر عموري وكذلك ارتباط الاكاديين بالشمال ابعد من حدود الرافدين يعتبر الأرمن الحاليين (اي الأورارتيين او الحاير او الهاير) مزيج من المجموعات الهندية الأوروبية (وهو المصطلح الذي اطلق عليه التركمنغول) مع الحوريين. وهذا الاصل للارمن يرجح فرضية ان نواة اصل الاكاديون ربما تكون من خيالة تركمنغول محدودي العدد من حول جبال التاي بشرق اسيا من غرب منغوليا وشرق كازاخستان وشمال الايغور. استخدم الخيالة التركمنغول اعداد من مشاة اذاريون وارمن وحوريون وثم لاحقا عموريون. وفرضية الاصل التركمنغولي الاورارتي للاكاديين يمكن النظر فيها بجدية لان ادعاء وجود اصل سامي للاكاديين ليس سوي دعاية يهودية وهي فقط تاكيد لوجود علاقة بين العموريين مع التركمنغول الذين تكون منهم الاعراب واحتلوا موطن العرب وسرقوا هويتهم. وبالاعراب انتقلت اللغة العربية من السواحل الجنوبية والغربية لشبه الجزيرة العربية الي الشام والرافدين. اما ان يكون غزو الاكاديين للسومريين قد جاء من الشمال فهو مؤكد ولا شك فيه. لكن يظل التساؤل الهام وهو لماذا كانت هذه الموجة الغازية غريبة ومرفوضة ومختلفة في اللغة والطباع عن منطقة شمال الرافدين اشور فضلا عن سومر؟ الاجابة هنا توحي بوجود عنصر اجنبي قوي ابعد من حدود الرافدين. فهل كان العنصر الاجنبي للاكاديين واحد ام مركب من عدة مكونات؟ واذا قرنا هذا بتركيبة وتاريخ الارمن والاذربيجان نجد انه من المرجح وجود خيالة تركمنغول هم اول من استخدم الحصان كاداة حرب واخذ من الارمن والحوريين اللغة التي استخدمت الكتابة السومرية. ولذلك من المنطقي افتراض ان تكون اللغة الاكادية المنقرضة كانت خليط من اللغة الارمنية واللغة الحورية استخدمت المسمارية وتحولت لاحقا الي الارامية والسريانية. اللغة الحورية هي الفرع الناني المعروف من اللغات الحورو-أورارتية ، وهي لا تنتمي لا إلى اللغات التي تعرف بالسامية (بالرغم من رفضي لهذا المصطلح التوراتي وافضل تسميتها البونتية من بلاد بونت وهي القرن الافريقي) ولا تنتمي الحورية إلى اللغات الهندية الأوروبية (والتي اسميها بالتركمنغولية). بينما الحورية قريبة للغة أورارتو وبالرغم من التشابه مع الأوغاريتية على الساحل السوري إلا أنها تصنف عادة مع مجموعة اللغات القوقازية الشمالية وخاصة لغة ويناخية وتضم ثلاث اقوام كالشيشان انغوشيا وباسبيس وكانت تكتب بحروف مسمارية متنوعة أكثرها بالحروف المسمارية الآكدية القديمة وهذه الخصائص جعلت علماء اللغة يردون صلتها ليس بلغة الاوراتو القديمة بل باللغات الجورجية الحديثة وما يتبعها من اللغات القفقاسية. اللغة الحورية هي لغة منقرضة من لغة حورو - أورارتي يتحدثها الحوريون (الخوريون) ، وهو شعب دخل شمال بلاد ما بين النهرين حوالي عام 2300 قبل الميلاد واختفى في الغالب بحلول عام 1000 قبل الميلاد. كانت اللغة الحورية هي لغة مملكة ميتاني في شمال بلاد ما بين النهرين وكان من المحتمل أن يتم التحدث بها على الأقل في البداية في مستوطنات الحوريين في سوريا الحديثة. يُعتقد عمومًا أن المتحدثين بهذه اللغة أتوا في الأصل من المرتفعات الأرمنية وانتشروا في جنوب شرق الأناضول وشمال بلاد ما بين النهرين في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد بالاضافة للارتباط التسلسي بين اللغات الاكادية والحورية والاراراتية والقفقاسية بخلاف التشابه بين الاكادية والعربية نجد ان الاكاديين والحوريين لهم ارتباط مشترك بمدينة زالت اسمها نوزي (او نوزو باكدية غاسور والمعروفة حاليا بيورغان تبة) وهي مدينة قديمة في بلاد الرافدين تقع جنوب شرق مدينة كركوك حاليا وبالقرب من نهر دجلة. ظهرت هذه المدينة في العصر الاكدي ولهذا يعزى بنائها إلى الأكديين في الالف الثالث قبل الميلاد واسموها غاسور ولكن عندما سيطر عليها الحورية اصبح اسمها نوزي. لا يعرف الكثير عن هذه المدينة لكن كانت هذه المدينة تقوم بالتبادل التجاري بينها وبين مدينة آشور التي كانت قريبة منها وكذلك تمكن من السيطرة عليها عدة اقوام من الميتانيين وثم الحيثيين إلى ان وقعت تحت السيطرة الآشورية ثم اختفت. يعود أقدم دليل أثري لانتقال الخيول من حيوانات متوحشة إلى حيوانات أليفة تم اكتشافه قبل عدة سنوات في موقع في كازاخستان مرتبط بثقافة بوتاي ما قبل التاريخ ، إلى 3500 قبل الميلاد. وهذا التاريخ مختلف عليه ويرجح البعض ان اول استخدام للحصان كاداة حرب كان في حوالي 2500 ق م لذلك الهجوم علي سومر الذي انتج الاكاديين لابد انه جاء اولا من شرق اسيا ولكن من المؤكد انه لم يكن من جهة ايران. لذلك احتمال ان الاكاديين بهم عنصر خيالة قدموا عبر الهضبة الارمنية والاذربيجان في حوالي 2350 ق م واحتمال قائم وقوي ويحتاج لدراسة وبحث. ولكن غالبية المكون الاكادي بخلاف الخيالة كانوا جنود مشاة من الحوريين والعموريين ومن الاشور بداية الاكاديين توجد ابعد من شمال اشور وهم عصابات خيالة من فرع من التركمنغول الذين جاؤا عبر جنوب القزوين الي القوقاز. وهم يشتركوا مع الفرع الذي غزا ايران والفرع الاخر الذي غزا السراسواتي (السند) وكلهم من جبال التاي. ولكن عنصر المشاة المرتزقة المتاخرين بالتاكيد كانوا من العموريين اما غزاة الشمال فكانوا الخيالة مع مشاة حوريين واراراتيين تاريخ الحصان كوسيلة حرب في العراق هو ما سيؤكد ان الاكاديين اعتمدوا علي خيالة اجانب. ربما السومريين عرفوا الخيل ولكن ابدا لم تكن وسيلة حربية قبل الاكاديين. والتركمنغول هم من استخدموا الحصان في الغزو وهم قادة العموريين اولا في الهكسوس ثم في استعمار العرب العنصر التركمنغولي بالاضافة للاشوري والعموري للاكاديين تظل فرضية تحتاج لدراسة. والتركمنغول هو مصطلح من صنعي لوصف عصابات ظهرت من قبل عام 1800 ق م في غرب منغوليا. الاكاديين ظهروا قبل التركمنغول ب 500 او 300 سنة حسب التقويم المستخدم ولكن نفس مقدمات تلك العصابات البدوية كانت تجوب المنطقة اللغة العربية موطنها السواحل الغربية والجنوبية فقط وفي زمن متاخر غزا واحتل العموريين مع التركمنغول باستخدام الخيل موطن العرب وانتقلت العربية بوسائل التجارة شمالا. لذلك التشابه بين الاكادية والعربية هو بسبب العنصر العموري الاعرابي وليس العربي او الافريقي السامي. فترة 180 سنة فقط في الحكم واختلافات مع مراكز السومريين والاشوريين يشكك في اصل الاكاديين المحلي من اي اجزاء المنطقة بالكامل ويرجع سبب الاهتمام بالاكاديين لكونهم بداية الاضطرابات التي ادت الي اختراع الاعراب (بغزو وسرقة هوية العرب) والهكسوس والاراميين والكيشيين بواسطة العموريين وخيالة تركمنغول. وفي زمن متاخر جدا اضيف لهم صناعة البابليين واليهود. فيستحيل ان يكون للاكاديين انجازات في 180 سنة كلها غزو وحرب بالمقارنة مع عظمة حضارة سومر. بل الاكاديين ادعوا ما انتجه السومريين وروج اليهود والاعراب والفرس لانجازات وتاريخ مزيف للاكاديين. يبدوا ان تاريخ واصل الاكاديين به تجميل ومضخم وبه الكثير جدا من التضليل والمدح رغم انهم حكموا واحتلوا حضارة لها تاريخ طويل وعظيم جدا. لهذا فان مؤشرات قوية تشير الي ان الاكاديين هم ايضا اصل عصابات الهكسوس التي غزت واحتلت شمال كمت منذ عام 1630 ق م والتي جائت اولا في شكل تسلل سلمي من مهاجرين عموريين مهدوا للغزو الحربي علي كمت. كما ان مصدر معرفة الهكسوس للعجلة والعربة الحربية التي يجرها الخيل جاء من سومر وليس من العموريين بدو صحاري سوريا والعراق والاردن وسيناء. هذه الاستنتاجات يترتب عليه نتيجة اخري هامة جدا وهي ان اصل اليهود والذين قام باختراعهم الهكسوس في بابل عام 580 ق م يعود اصل اليهود هذا الي الاكاديين والي سرجون الأول (بالأكادية: "شارّو كِن"، بمعنى الملك الاسد) هو مؤسس السلالة الأكادية تحديدا. يبدوا ان سرجون هو شارون الأساطير الاكادية إصطنعت له سيرة روتها على لسانه، فهو يقول: "وحملت بي أمي الوضيعة الشأن، وأخرجتني إلى العالم سراً ووضعتني في قارب من السل كالسلة وأغلقت علىَّ الباب بالقار". وأنجاه أحد العمال، وأصبح فيما بعد ساقي الملك، فقربه إليه، وزاد نفوذه وسلطانه. ثم خرج على سيده وخلعه وجلس على عرش أجاد، وسمى نفسه "الملك صاحب السلطان العالي" وإن لم يكن يحكم إلا قسما صغيراً من أرض الجزيرة. من الواضح جدا ان سرجون الاكدي له اسطورة ولادته تشبه قصة ولادة موسى. التراث الذي يسمي سامي هو في الواقع استعارات من تاريخ وتراث شعوب بلاد بونت في القرن الافريقي وهي موطن قصص توراة موسي الجعزية الاقدم من التناخ اي التوراة العبرية التي كتبها عزرا 866 عام بعد توراة موسي. وحتما في بلاد بونت سنجد العشائر السامية والحامية واليافثية وكل قصص التوراة وبني اسرائيل ومملكة سليمان وبيت-ها-مقدش اي القدس وميناء اوفير ومناجم سليمان ومولد ابراهيم والطوفان والارتباط الوثيق بين العرب وافريقيا.
#طارق_محمد_عنتر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افعال الهكسوس خليط تركمنغول وعموريين ومنتجهم اليهود ورقيقهم
...
-
اتهامات خيانة عظمي 30 ضد الصادق وما يدعي حزب الامة
-
عداء وتخريب كردفان لشمال وشرق وغرب وجنوب السودان
-
اهم نقاط فرضية بلاد بونت لتفسير التوارة واصل بني اسرائيل
-
هي كمت ... لا قبط و لا مصر و لا فراعنة و لا ايجبت
-
استعادة التاريخ و الهوية و الحضارة في كمت
-
تزوير الدين بواسطة الازهر و الكنيسة القبطية و الفاتيكان و ام
...
-
اليهود ليسوا ساميين على الإطلاق وهم فقط المعاديين للساميين
-
ما المقصود السليم بمصطلحات و صفات الاسلامي و الاسلامية؟
-
ضرورة انقاذ الاسلام الكوني الحقيقي من المجوسية التركمنغولية
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|