أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبد العزيز الخاطر - ساره واسئلة الوجود














المزيد.....

ساره واسئلة الوجود


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1583 - 2006 / 6 / 16 - 11:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


النعمة القاتلة
" ساره " وأسئلة الوجود
هل يمكن أن تتحول نعمه من أعظم نعم الله الى سبب مباشر للوفاة ؟ كيف يمكن تصور ذلك إذا لم يقترن الأمر بحكمـــة يريدها الخالق عز وجل .
لقد أحل الله الطيبات من الرزق وحرم الخبائث وأمرنا باجتنابها وجعلها مصدراً لهلاكنا في حين أن استمتاعنا وبقاءنا في أخذ الطيبات .
هل ثمه أعظم من نعمة الحليب الذى يتناوله الطفل من ثدى أمه ساعة نزوله ؟ وهل يمكن تصور أن هذا الحليب وهو أكسير الحياة للطفل وللإنسان عموماً بعد ذلك يصبح هو مصدر تهديده المباشر وخوفه المستمر على حياته .... ياسبحان الله .
" ساره " كانت أكثر ما تخشاه تناول الحليب او مشتقاته لان في ذلك تهديداً لحياتها إذا ما أتُخذت وبسرعة الإجراءات الطبية اللازمة . عرفت حالتها وتعاملت معها بكل الرضى والقبول . كانت تشارك زميلاتها وشقيقاتها كل مناسباتهم التي يطرح فيها ما لذ وطاب ولنا أن نتصور أهمية تكوين الحليب ومشتقاته ودورهما في جودة الطعام ولذته وإغراءاته ومع ذلك تكتفي " ساره " بأقل القليل من الطعام والشراب لمثل عمرها ، كانت مقبله على الحياة تجمع أخواتها وصديقاتها دوماً دونما إشعار أحد بأنها محرومة من أعز ما يمكن تناوله لمن هم في مثل عمرها . قدمت " ساره " امتحان الثانوية العامة هذا العام وأبلت بلاءً حسناً وسيذاع أسمها اليوم ، نجحت " ساره " بالرغم من حالتها لقد كانت تملك الإرادة وتملك الأمل ووجها يشع به رغم الحرمان الكبير . لقد كانت حالتها تأتيها بين حين وآخر عندما تتناول خطأ بعض مشتقات الحليب وفي يوم مناسبة اجتماعية مميزه شعرت ساره وبعد أن تناولت عفوياً مادة تحتوى على مشتقات من الحليب بتغير داخل جسمها الصغير ولكن المناسبة كبيرة ولا تريد أن تزعج أحداً بحالتها أنه يوم الفرح لقريبتها الحبيبة فكيف لها أن تعكر مزاج الحاضرين بحالتها المعروفة والتي تتطلب بعضاً من الوقت والزمن . رأت أن تأخذها أحدى قريباتها الى المستشفى بعيداً عن أنظار الجميع ولكن الأمر كان خطيراً هذه المرة والوقت كان عاملاً حاسماً فتوقف قلب " ساره " الصغير وهي في طريقها الى المستشفى ووضعت على آلة التنفس الصناعي بعد أن عاد القلب الى العمل ولكن الوقت كان متأخراً . أكتمل الفرح وهو ما أرادته " ساره " وعملت من أجله وبعد كل ذلك توقف القلب الصغير مرة أخرى عن العمل وكأنها تقول ليس فقط الكبار قادرون على التضحية الصغار أيضاً قادرون عليها لقد طرحت " ساره " أسئلة عديدة عن معنى الوجود / فالوجود لم يكن يوماً ذاتياً بمعنى الخلاص الشخصي / الوجود لم يكن يوماً أنانياً بمعنى تجاهل الغير / الوجود لم يكن يوماً مادياً بمعنى أن تطغى المادة على النوازع الإنسانية / الوجود لم يكن يوماً ليستقيم دون تضحية / الوجود لا يمكن تصوره دون محبه خالصة / الوجود لا يعني الكمال ولكنه يعنى الإرادة والأمل والرضا بما قسم الله / الوجود قيمته تتجلى بالصبر والصلاة بمعنى ضرورة وجود المعتقد.
نجحت " ساره " وسيذاع اسمها اليوم وستسمع وهي في قبرها بإسمها حتماً لأنها بين يدي عزيز مقتدر يخلق النواميس وبيده وحده أبطالها أنها في رحاب العدل الذى سيعوضها عن حرمانها رغم قصر حياتها ألا أنها أدت الأمانة كما لم يؤديها القادرون على أداءها رحم الله " ساره " وأورثها داراً خير من دارها الذاهبه . دروس ومعان كثيره يمكن لمن عرف " ساره " أو عرف ما تعانيه أن يتعلمها من قصتها خاصة من يعتقد أن الوجود حملاً ثقيلاً رغم ما أوتي من نعم .
علمتنا " ساره " معنى التضحية ومعنى الحب ومعنى التفاني ومعنى الصبر اللهم أرحم " ساره " وأجعلها في ميزان والديها الكريمين يوم لا ينفع مال ولا بنون .

[email protected]



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنيه الثقافيه ودورها فى التحول الديمقراطى
- ازمة المعارضه فى الديمقراطيه المنقوصه
- عولمه الجسد وعرى الثقافه
- لكى لاتتحول الى صنم
- لكى لاتتحول الى صنم يعبد
- الفتنة وعى الامة الزائف ام قدرها
- بين خصوصية العقيدة وشمولية الثقافة
- بين خصوصية العقيدة وشمولية الثقافة نحو تحالف أفضل للحضارات
- عندما تصادر الديمقراطية ذاتها
- العلاج بالعاهات لكى يكون سلاح المقاطعة اكثر فاعلية
- بعد ان زالت الشكوك شجرة الديمقراطية لها ان تزرع فى أرض الخلي ...
- الحرية مع الفقر استعباد
- انشقاق خدام وحركة التاريخ
- عرض كتاب الحركات الاسلامية والمخاوف المتبادلة
- انسان الريع النفطى
- امة على صفيح ساخن ،لماذا يعجز الطرح الإيديولوجي عن إنقاذ الأ ...
- احرار لكن فقراء،الاستبعاد الاجتماعي - وخطوطه الحمراء
- العقل المطلق
- الانتصار يبدأ من الداخل
- نتغير ولكن لانتطور


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبد العزيز الخاطر - ساره واسئلة الوجود