أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - براءة الأطفال في قارب السياسة والفلسفة والنقد!!!















المزيد.....

براءة الأطفال في قارب السياسة والفلسفة والنقد!!!


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1583 - 2006 / 6 / 16 - 11:52
المحور: كتابات ساخرة
    



اثقلتنا الحياة فلنقترب من الطفولة....
الطفولة عالم تراجيدي ساخرمفتوح،طفل صغير قد يحير بأسئلته عبقري او عالم،السؤال البسيط الذي يطرحه الطفل وهو يعبث بألعابه غير مكترث ، قد يتناوله الكبير بالضحك والسخرية إلا انه قد لا يمتلك اجابته!.. قد يمتلكها إلا انه لا يتمكن من ايصال الجواب بالتبسيط اللازم الذي يستوعبه الطفل او ربما لا يتمكن من صياغته.. المعقد ممكن تبسيطه.. والبسيط ممكن تعقيده.. وغالبا ما يمتلك الإنسان تلك الآلية في حواراته مع الكبار!،إلا انه امام الصغار قد لا يمتلك آلية تبسيط البسيط وتسهيل السهل واعادة صياغة التنقيط للمنقط ، وبنقاط تؤخذ من صلب المعاجم الطفولية وسعة المدارك الفكرية للأطفال فهذا انجاز شاق بحاجة الى حقيبة معرفية تعبد السلالم بين العقل الغض والعقل الناضج، علما ان العقل الغض قد يكون افضل في التوغل من العقل الناضج! ،فالعقل الناضج قد يغلقه حامله لأكتمال نضجه ويبدأ بإجترار ما فيه! إلا ان العقل الغض منفتح ومتلقي بنهم لما ينضجه ولا يقوى حامله على غلقه فهو لا يمتلك عدة الغلق بعد!،وحيث ان الزمن مندفع الى الإمام بكل العلوم والمعارف فان ما يتلقاه الغض قد يكون افضل وأغزر مما تلقاه الناضج في مرحلة زمنية متأخرة بتطورها عن مرحلة تلقي العقل الغض....
..
لنبقى مع اسئلة لا يُستبعد طرحها من قبل الأطفال...

سأل طفل... لماذا لا يتكلم الجمل؟
ردت الأم مبتسمة...لأنه حيوان والحيوانات لا تتكلم
قفز الطفل محاججا!... ولماذا لا يتكلم الحيوان؟
ضحكت الأم وقالت... لأنه حيوان! والحيوانات لا تتكلم يا شقي
رد الأبن وكأنه اراد ان يحاصر أمه فكريا! ...ولماذا لا تتكلم الحيوانات؟
لم تجد الأمام امامها من مفر غير السماء فقالت له.. الله خلقهم هكذا
بهذا الجواب وضعت الأم نفسها في مأزق كبير، فقد رد ابنها معقبا بسؤال مزدوج...ومن هو الله يا امي ومن خلقه؟ ...

وهكذا اقحمت الأم نفسها في مطب عويص فقد وجدت نفسها بعد بضع اجابات كسولة عن سؤال بسيط طرحه طفل صغير، وجدت نفسها امام سؤال جدلي كبير، سؤال لا يستهان به دارت حوله الفلسفات واختلفت حوله المفاهيم الفكرية والتنظيرات الغيبية ..

عقل الطفل عقل مجادل مفتوح لا يقتنع بالسهولة التي قد نتصورها فلا احكام تقيده ولا علوم ، و لاتهمه الحقائق نسبية كانت ام مطلقة! عقل حر متحرك لا ينتهي تفكيره الغض وادراكه المحدود ،عند النهايات التي يريدها الناضج ولا يتوقف عندها!..
الطفل بتفكيره الغض ملاح عائم يسبر أغوار البحار وينقب فيها ،لا يهاب الريح ولا تردعه ثورة الأمواج ولا يكترث لعمق الأرض والسماء، الكبير هو من يلاحقه ليقطع عليه السبل ويجفف له البحار ليستوقفه عند نهايات محددة قد لا يقلع له بعدها قارب!....


سأل طفل.. ما السياسة
رد الأب مقطبا.. السياسة كلمة كبيرة،كي تفهمها يا بني عليك فهم امور كثيرة اولا
سأل الأبن.. وما هي تلك الأمور؟
احتار الأب وقرراعطاء درس لأبنه الصغير كمدخل للتعرف على السياسية ومفهومها..
قال له مبسطا..اصغي جيدا يابني لما سأقصه عليك واحفظه جيدا .. اسرتنا الصغيرة تتكون من خمسة افراد.. انا..الأب.. ولأني اعمل فأنا امتلك المال للمعيشة والإستثمار والتوفير تحسبا للزمن.. سأختار لي اسما جديدا .. ليكن "الرأسمالية "!
انت يا بني كونك ابن هذه الأسرة وفردا من افرادها سيكون اسمك " الشعب"
اما امك فلكونها ترعى الأسرة وتحيطها بالعناية فلنسمها "الحكومة" او " الدولة "!
اختك الرضيعة سنسمها" المستقبل" كونها لم تحبو بعد ولم تدخل المدرسة كمثلك
اما الخادمة الفقيرة التي تساعدنا في حياتنا الأسرية والعاملة في اركان المنزل فليكن اسمها "الطبقة الكادحة"...

رأسمالية/حكوكة/دولة/شعب/مستقبل/طبقةكادحة/فرد.... مثلما نرى.. الأب يحاول التبسيط فسفح المصطلحات وكأنه امام محلل سياسي او فيلسوف!..

عموما..تأكد الأب بعد هذا السرد الصوري من ان ابنه حفظ كالببغاء الإسماء الجديدة الموضوعة لكل فرد من افراد الأسرة بما في ذلك الخادمة التي صنفها كفرد.. اكتفى بما سرده كدرس اول، واعدا أبنه بأن الدرس الثاني سيعرفه بالسياسه ويقربه من مفهومها!، وسيكون الدرس في مساء الغد بعد عودته من العمل.....

عند الفجر... استيقظ الأبن على بكاء اخته والتي تشاطره الغرفة.. تفقدها فأذا بها مبتلة بللا ثقيلا...ذهب الى امه في الغرفة المجاورة لإعلامها فوجدها غارقة في النوم بأبواق الشخير، توجه الى غرفة الخادمة طلبا للمساعدة فأدهشه وجود والده بجوارها على السرير ويده تعبث بشعرها رغم ان كلاهما كان مستغرقا في النوم وكأنهما في حلم جميل،عاد ادراجه الى غرفته متحيرا فوجد اخته وقد كفت عن البكاء ونامت بقذارتها،فذهب هو الآخر الى النوم متعبا متذمرا...

عند المساء....نادى الأب على أبنه ليعطه الدرس الثاني في السياسة فقال له الأبن واثقا .. لقد فهمتها يا أبتي...فقال له الأب .. من الكتاكيت نستفيد، قلي اذن ما هي السياسة.... قال الأبن بعد ان تقدم من والده ووقف مستعدا وكأنه أمام مدير مدرسة...عندما تكون الحكومة غارقة في النوم، و عندما تعبث الرأسمالية بأحلام الطبقة الكادحة، يشقى الشعب ويصبح المستقبل غارقا في القذارة خامدا بها....!!...
لوى الأب اذن ابنه وصرخ به قائلا.. من أين تعلمت كل هذا..انت شيوعي يا ولد!!!!
رد الأبن متخوفا..ابتي انها السياسة وانت من علمني اياها فلم انت غاضب!!
سحب الأب يده فاذا بأبنه يلقط انفاسه ليسأل بفضول.. ابتي ..وما الشيوعية!!

فضول الكبير قد يشجب ولكن ارى من الضروري عدم شجب فضول الطفل حين يسأل عن امر ما رغم انه من الصعوبة بمكان الأجابة عن كل ما يسأل!...

مساء اليوم التالي ... وجد الأب أبنه على الرصيف باكيا...سأله.. مالذي يبكيك..اجاب الأبن بسرعة غير معهودة..السياسة يا أبتي...ذهل الأب وطلب التوضيح فأستطرد الأبن قائلا.....عندما تستفرد الدولة بالرأسمالية وتنفرد الرأسمالية بالدولة ويلتحمان امام المستقبل،يهمش الشعب ويحتقر ويمضي بجيوب فارغة لا يملك شراء الآيس كريم!!
... كان الأبن قد وجد والديه في وصلة عناق واشتياق حين دخل عليهما طالبا بضعة قروش لشراء الأيس الكريم فزمجرا بوجهه ليخرج باكيا!.......

معلومات بسيطة يغذى بها عقل الصغير قد تنتج او تنتقد بعفوية وبراءة، فلسفة ما من فلسفات الكبار!!!!
الطفل مجادل بريء بلا خطوط حمراء وبخيال يناطح السحاب لكنه لا يقبع تحت افق،خصم للكبير وقد يهزمه بمنازلة بريئة تقتحم ما لا يجرأ الكبير على اقتحامه..، فلا نستهزيء بأسئلته وليكن حوارنا معه مشبعا بالحيطة والحذر وباقصى ما يتوفر من ذكاء وفطنة..........


فاتن نور
06/06/15





#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زرقاوي الأمس ضاري.....
- ابداعات اسلامية: الطبيعة المحافظة تدعونا للتحجب!
- للمتعبين فقط..سؤال محيّر من العراق!
- المرأة العراقية ابتسمت مؤخرا لتصرح...
- عقلية المسلم بين أسر النص الديني وقضبان النقل الفكري..2-2..
- عقلية المسلم بين أسر النص الديني وقضبان النقل الفكري .. 2-1. ...
- أسلمة المعرفة : ذبح العلوم الغربية على الطريقة الأسلامية..
- الرجعيون... الترويض والترويض الآخر...
- يا بوية.... الطائفية ما تنجب ابطال
- طقطقة..
- عاطفية المرأة وعقلانية الرجل ..أرهاصات النظرية والتطبيق.....
- هل كان رسول الله محمد سفاحا؟
- حوار .. احداث النجف والسكتة الوطنية!
- ..لا تسرع ياعراق
- إعدام بلا قضاء..كم يساوي التحضّر في العراق؟....
- سيداتي سادتي اليكم نشرة الأخبار!...
- ..!لا تبخلوا بظهوركم كي تكونوا سعداء
- ..!في يوم المرأة العالمي.. صورة من وحي الخيال
- ! -الخطاب الديني المعاصر و- شوف حبيبي
- يشهد الله انه قد ضاق صدري..!


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - براءة الأطفال في قارب السياسة والفلسفة والنقد!!!