أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - فيلم كوني طويل














المزيد.....


فيلم كوني طويل


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 10:14
المحور: الادب والفن
    


إلى غيفونت مراديان


مازلت، حتى الآن، أفكر، وأسالني: ترى، أي مصطلح يليق بتوصيف انشغال، ومعاناة، وتفكك، وتواشج العالم كله، إزاء الفيروس التاجي الذي أنتج مرضه المسمى"كوفيد19"، إذ بدلت مصطلحات، وعناوين كثيرة، إلى أن قلت في نفسي:
لقد وجدتها!!
إنه" الفيلم الكوني الطويل" الذي جعلنا، بمختلف درجات مخاوفنا مما يتم، مجرد ممثلين في فيلم طويل، وما إن تنته أدوارنا حتى نكون بين النظارة. كل من بيته، مراعين مطلب" التباعد الاجتماعي" الذي نشرته ثقافة الفيروس التاجي، وبات كلنا يتبناها. ينهل منها، ليتقيها، أو يرضخ لها، من دون أن يتخلص منها، أو يرفضها، وهومانكاد نتفق عليه. كل منا بلغته، ومن خلال حجرته في البيت الكوني الكبير، لولا اختلافنا في أمر واحد:
من هو هذا المؤلف العظيم؟
ماصفاته؟
ماثقافته؟
لم أنتج هذا المخلوق الذي ابتلينا به، وبات يهدم الكثير من قيمنا، إذ يكاد ألايرافق أحد موتاه، موكلين ذلك إلى مكاتب الدفن. لاأحد يستطيع مرافقة مرضاه، أو العيش معهم، ليقدم لهم الدواء، والمساندة. المستشفيات ذاتها ضاقت بمرضى هذا الوباء، وبات القائمون على أقسام الإسعاف فيها يقولون لنا إن طلبنا منهم إسعاف أحد من حولنا:
ليبق مريضكم في البيت، ويقاتل وحده على جبهة كورونا، آخذاً بنصائحنا التي لانلبث نبثها وننشرها عبروسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وما من أحد يجهلها
المآتم تأجلت
الأعياد الدينية
الأعياد القومية
أعياد الجلوس غدت افتراضية

الأعراس تأجلت
وإن كنا نجد حفلات زفاف لا أحد يشارك فيها إلا العروسان، بل إن كلاً منهما يخشى الآخر
دور العبادة خاوية
الشوارع خاوية وكأننا في مدن الأشباح
ثمة رعب عظيم في هذا الفيلم، إذ إنك تتصور وأنت في سريرك أن كائنات من سلالات كورونا تنام معك. إن تستيقظ فإنه يخيل إليك أن كائناته بين ثيابك. على يديك. في فمك. في عينيك. في خياشيمك. في حلقك. في صدرك. في دمك. على الطاولة. على شاشة الهاتف. على كيبورد الكمبيوتر. في الممر. وراء الباب. وراء النافذة. في السيارة. في الماركيت. في العمل. في المدرسة. في الهواء.
الفيلم المرعب في ذروته، وثمة من يرتعش وهو يتابع لقطاته. مشاهده. فصوله، بل ثمة من أيس من الحياة، إلى جانب من يذكي في روحه الأمل. كل هذا يحدث- حقاً- لأول مرة، إذ إن البشرية منذ آدم، وحتى الآن، لم تتفق على أمرما، كما اتفقت اليوم. إذاً، نحن أمام نصرعظيم. نصرالاتفاق. حواء وآدم اختلفا في موقفيها من- التفاحة- فرميا كل منهما في طرف من العالم. أحد ولديهما قتل الآخر. القتل لايزال متواصلاً منذئذ. الخلاف البشري لما يزل قائماً. اختلفوا في أسئلة الوجود. في أسئلة الغيب. اختلفوا في الرسل. الأنبياء. الكتب. الله. أجل، حتى الله، اختلفوا فيه، وثمة اتفاق وحيد يتم الآن، في الخوف من أحد مخلوقات هذا الخالق، وإن سنختلف على اسم هذا الخالق، لا الخلق ذاته.
أي جبروت يمتلكه كويئن ميكروسوبي. بل كويئن غيرمرئي، حتى نهابه، بهذا الشكل، المهول، المفزع، ولو أن كويئن سنة 2020 طلب من البشر إتباع طريق ما للنجاة، لأطاعه كثيرون منا. المهم أن يتخلصوا منه. أن يداروه، إذ لطالما حاول الإنسان القديم الخوف من كلا اثنين: الوحش المعلوم بل و الإله المجهول برغم آياته. الآلهة المجهولة في أخيلته، وراح يبتكر رسومه، ومراسمه، كي يتجنب أي أذى يلحقه، من لدن هذين المجهولين؟؟!

هل هو ، إذاً، فيلم كوني طويل نتابعه؟
قد يسأل أحدنا على هذا النحو؟، ولن يكون الجواب بأن نسأله: هل أنت هونفسك قبل كورونا وبعد كورونا؟، بل هل العالم هو ذاته قبل هذه الجائحة وبعدها؟ ألم تعد الدول الكبرى خائفة على اقتصاداتها من هذا الكويئن لاسيما بعد أن لم يستطع بعض هذه الدول الاستنفارالكامل في مواجهته، بل إن بعضها الآخر قد بدأ يعود إلى الخطة"ب" أو" ....." والحرب لما تزل مشتعلة، والفيروس بين كر وفر:
تطرده الصين من الأبواب، وترميه خارج سورها العظيم. تغلق النوافذ. الحدود، دونه. تعقم نفسها. تتخلص من الأطعمة التي قيل إنها السبب، إلا أنه- وبلاخجل- وبلا حياء، يعود تارة أخرى، وهكذا بالنسبة إلى دول كثيرة، وكأنه فيروس جد ذكي لايزال يسعى لفرض هيبته على العالم كله، بعد أن هزم قادة، وملوكاً، ورؤساء، وسلاطين، وأمراء، ورؤساء، ووزراء، ورؤساء حكومات، ونجوم رياضة وسينما، بل وكتاباً، وصحفيين، وحتى اأطباء عظماء. أجل. حتى كبار الأطباء.
لنقف هنا
ونتابع الخط البياني- البارومتري- للحرب الكورونية العظمى!

*طبيب إيطالي شهير من أصل أرمني سوري" من قلمشلي" من ضحايا كورونا



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صالة - أونلاين- رياضية!
- دماء على مائدة كورونا.. سوري يخرج في فترة الحجر الصحي في «أض ...
- هكذا كانوا يدفنون ضحايا الجائحة!
- جهاز التنفس
- احتفالية النصر في الحرب الكونية الجديدة قاعة وأضواء ومعدات ب ...
- أجراس!
- قف، لاتصافحني! -نصوص ميكروسكوبية.....-
- استشرافية التفاؤل: في مواجهة شبح كوني
- لاتؤجل- كورونوية -اليوم إلى الغد!
- اعترافات أولى عن التقاطي للفيروس
- كورونا يدخل بيتنا
- في حظره الناقص كورونا يعلن هزيمته
- الكردي في خيانات موصوفة.. مقاربات خارج التشخيص -رؤى-
- العودة إلى العائلة في كانتونات الواتس آب2020
- حفيد المدعو سارس يعيدنا إلى الكتاب الورقي!
- تراجيديا مصطفى سليمي وكشف اللِّثام عن قبائح وجوه اللئام..! ( ...
- -كورشمات-الاستبداد حالة إسارات الكويئن اللامرئي
- إبراهيم محمود.. تحية وإشارة وأسئلة أولى
- مصطفى سليمي يكتب روايته ويمثل دوره في فيلم طويل ومؤثر
- عن أمسيتي في أووهان!


المزيد.....




- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - فيلم كوني طويل