أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه














المزيد.....


لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 30 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كثر الحديث في الأشهر الأخيرة، عن" الكمامة" إن كان ذلك في الخطاب الصحيّ أو السياسي أو الإعلاميّ أو الاقتصادي، وتداول الناس خبر"أزمة الكمامات" و"صفقة الكمامات المشبوهة" و"فضيحة الكمامات" و كمامات النواب والوزراء والمشاهير... وانتشرت صفحات الإشهار التي تروّج لنماذج جديدة من الكمائم التي تتلاءم مع بداية الرجوع إلى العمل والدراسة والترفيه والتي تختلف باختلاف السنّ والجندر والطبقة والمذهب والفقر وغيرها. ولكن لم تمسّك التونسيون بالكمامة بدل اللثام مع أنّ تاريخ إفريقية يشير إلى انتشار اللثام لدى قبائل صنهاجة الأمازيغية وتحوّله مع الدولة المرابطية إلى علامة سياسية ليصبح مع الموحّدين محرّما وموضوع هجاء سياسي إذ نعت الخصوم ب الملثّمين ؟
تشير كتب اللغة إلى أنّ الكِمَامَةُ هي في الأصل، ما يُجعَلُ على أَنف الحمار أَو البعير لئلاَّ يؤذيَه الذُّبابُ وهي أيضا ما يشدّ أو يكمّ به فم الحيوان منعا له من العضّ أو الأكل. ثمّ ارتبطت بعد ذلك ببعض القطاعات فصارت دالة على ما يَضَعُهُ العَامِلُ أَوِ الجُنْدِيُّ عَلَى وَجْهِهِ اتِّقَاءَ الغَازَاتِ السَّامَّةِ. ولكن لجذر" ك م م" معاني أخرى منها: كمَّمَ فمَ الحيوان: سدَّه، تَكَمَّمَ بِثِيابِهِ : تَغَطَّى بِها ، وكمّ فمه أسكته ومنعه من الكلام .
أمّا تعريف اللثام : لَثَّمَ وَجْهَهُ : شَدَّ عَلَيْهِ اللِّثَامَ بِوَضْعِهِ عَلَى أَنْفِهِ وَمَا حَوْلَهُ لئلاّ يدخل الغُبارُ إلى مجرى التَّنفُّس، ولثم خدّه قبّله. وجرت العادة أن يستعمل البدو اللثام وخصوصا الرجال منهم لحجب وجوههم حماية من الحرارة والرياح العاتية والتراب وخوفا من عمليات الأخذ بالثأر. والملاحظ أنّ الرجل عند الطوارق، هو من يرتدي اللثام، أي التَاگُلْمُوسْتْ، الذي يعتبر رمزا للرجولة بينما لا تغطّي المرأة وجهها.
يحيل ميل الحكومة إلى ترسيخ استعمال لفظة الكمامة منذ الأسبوع الأول من تفشي الوباء إلى أهميّة اللغة في فرض السلطة وقوانين الضبط باعتبارها مؤسسة سلطوية بالضرورة. فلئن لمسنا تشويشا مع تسمية ما حلّ بنا :الكورونا، الكوفيد19، الوباء، الجائحة فإنّ الإجماع قد حصل على تداول لفظة "الكمامة". فهل يرجع هذا الاختيار إلى تضمنّه المعنى القسري والعنف : سدّ، كمّ...؟ وهو ما يتلاءم مع مصالح النخب السياسية التي تريد أن تبقى حقيقة صفقات الفساد ، مَكْمُومَةً، أي مَسْتُورَةً، وتلحّ على جعل ما يجري داخل البرلمان، وفي اللجان المغلقة، وفي كواليس الوزاررات مخفيّا...وهو أمر قد يتخذ بعدا أخطر بعد أن لاحظنا ممارسات لتكميم الأفواه والحدّ من حرية التعبير،وتزوير الحقائق. وفي هذا السياق نبّهت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، مؤخّرا إلى أنّ “الحكومات لا يجب أن تستخدم الصلاحيات الاستثنائية سلاحا لإسكات المعارضة والسيطرة على الشعوب أو حتى البقاء في السلطة” وأضافت باشليه أنّ حجم الانتهاكات بحق أشخاص ينتمون إلى الطبقات الفقيرة والمحرومة في المجتمع قد تضاعف " .ويرجع قلق الأمم المتحدة،إلى أن التدابير والقوانين المطبقة في بعض الدول، تشير إلى "خروقات غير محدّدة".
ونظرا إلى أنّ المواطنين لا يحبون الاستحمار فإنّهم يذكّرون من يُفترض أنّهم في خدمة الشعب، وأصحاب المبادرات والتسميات والإجراءات التي تضرّ بمصالح البلاد والعباد ممن يستغّلون هذا السياق الّذي حدّ من حريّة الحركة بأنّهم ليسوا حميرا لتسدّوا أفواههم، وأنّهم لن يتوانوا عن مقاومة كلّ أشكال الحيف والنهب والجري وراء الامتيازات على حساب قوت الناس ...ولسان حال هؤلاء: فقد تَكَمَّأَنا تَصَرُّفَاتكم، أي َكَرهَناها مثلما كرهنا عالم الغنيمة الذي أسستموه وسنعمل من داخل فضاءتنا الخاصّة على إماطة اللثام وكشف الحقائق.
لقد اخترنا لبس اللثام لصلته بتاريخنا وقيم الحرية والاستقلالية التي يرمز إليها ...اخترناه عن طواعية بعد أن طلعت ريحتكم وارتأينا لثم تراب الوطن والانطلاق في الفعل في الواقع من أجل تغييره. أمّا الكمامة فلا محلّ لها في بلاد تحرّر أصحابها من عقدة الخوف. ونذهب إلى أنّ اللبنانيين لن يكونوا الوحيدين الذين قرّروا استئناف النضال...الطبقات المسحوقة وآلاف المعطلين والمهمّشين والمنسيّين سيكون لهم ردّ على اتّساع الفجوة بين الطبقات، وانعدام العدالة الاجتماعية وتفشيّ الفساد...فماذا أعددتم ليوم يستيقظ فيه الملثّمون؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا
- طقوس الموت في زمن الكورونا
- هل نحن على استعداد لمواجهة تداعيات الأزمة؟
- الكورونا بين السياسيّ والدينيّ
- 8 مارس 2020 عندما تُضرب الفتيات والنساء
- السياسة بين «الطهر والنجاسة»
- السياسة والجدل حول اللغة
- «ليلة سقوط الحكومة» من منظور التحليل الجندري
- روائح المطبخ السياسيّ
- الهجانة السياسيّة
- الشجاعة في مواجهة الظاهرة: العنف ضدّ النساء والسياسة
- في محاولات صناعة الشخصية السياسية الكاريزماتية
- في طرق استقبال مبادرات الشباب
- مساءلة
- في أداء المترشّحين وأشكال عرض الذات
- النسوان في قلب العمليّة الانتخابيّة
- ساعة الحسم
- الوصم السياسيّ: قراءة في سلوك الناخبين
- حيرة الناخبين


المزيد.....




- سوريا.. فيديو حراسة موكب أمير قطر بدمشق ولقطة مع أحمد الشرع ...
- -سيفعلان ذلك-.. تصريح جديد لترامب عن مصر والأردن وخطة استقبا ...
- الحوثيون على قائمة الإرهاب: ماذا يعني ذلك لليمن؟
- بعد الدمار.. نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال غزة وينصبون خ ...
- تحذير لمكاتب الكونغرس الأمريكي بعدم استخدام تطبيق -ديب سيك- ...
- اليونان.. قرار بإزالة طوابق فندقية مخالفة قرب معبد الأكروبول ...
- الصليب الأحمر يدعو إلى عمليات نقل -آمنة وكريمة- للرهائن
- قنبلة نووية في متناول اليد!
- السعودية.. فيديو يشعل تفاعلا لشخص وما فعله بمكان عام والأمن ...
- -بلومبيرغ-: شركات العملات المشفرة تبرعت بملايين الدولارات لح ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه