أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناهد بدوي - الشباب ضمير البشرية في مناهضة العولمة والحرب














المزيد.....

الشباب ضمير البشرية في مناهضة العولمة والحرب


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 460 - 2003 / 4 / 17 - 22:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لدى مراقبة المشهد العالمي من زاوية المظاهرات الحاشدة التي عمت العالم والتي أعلنت عن معارضتها للحرب العدوانية على العراق، نجد أن مساهمة العنصر الشاب مساهمة واضحة وكبيرة ما يشكل سابقة نوعية بعد طول غياب لدور الشباب في المشهد السياسي وهو الأمر الذي كانت تعاني منه الحركات السياسية ليس عندنا فقط وإنما في كل أنحاء العالم، وإن بدرجات متفاوتة.
إن تفاعل النشء مع الشأن العام موجود دائماً بشكل أو بآخر، إلا أنه من الملاحظ وعبر نظرة سريعة للتاريخ بأن المشاركة العاصفة لهم في السياسة كانت تظهر في المفاصل الأساسية لمسيرة تطور البشرية، عندما تتعرض القيم الخيرة الأساسية التي تميز الوجود الإنساني لاعتداءات شديدة أو عندما يتعرض الوجود الإنساني نفسه للتهديدات الجدية والمصيرية. وقد كانت مثل هذه الظروف تستنهض العنصر الشاب الذي يعبر عن ضمير البشرية الصافي والنظيف.
 لقد نزل الطلاب إلى الشارع في أواخر الستينيات من القرن العشرين يعبرون عن رفضهم لعملية تشييء الإنسان وتداول همومه وطموحه وحاجاته ورغباته كسلعة من قبل النظام الرأسمالي، وعبروا عن توق البشر للعدالة الاجتماعية في الوقت الذي توقفت فيه البلدان الاشتراكية عن الإقناع بأنها البديل الإنساني المرتجى. فكان نشوء حركات اليسار الجديد في العالم كله. وفي بداية الثمانينيات من القرن نفسه عبر الشباب عن ردة فعل عنيفة إزاء التلوث وتدمير البيئة من قبل الشركات الصناعية الكبرى. وردة الفعل هذه كانت نوعاً من الاستجابة الواعية والفطرية معا ضد هذا الخطر الجديد الذي يتهدد البشر والطبيعة والنظم الايكولوجية، وهكذا نشأت حركات الدفاع عن البيئة التي كانت تستهدف تعديل البيئة باتجاه أكثر مواتاة للإنسان. وفي أواسط التسعينيات عندما بدا أن القوى المتحكمة في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تعيد تشكيل العالم بما يتناسب مع تحقيق النسبة الأعلى لأرباح الشركات العابرة للقوميات مستفيدة من القدرات الهائلة التي يوفرها لها التطور الهائل لوسائل الاتصالات والمعلوماتية على حساب الإنسان والعدالة الاجتماعية والمساواة والبيئة، هنا ومرة أخرى نزل الشباب إلى الشارع إلى جانب الآخرين من كل الأعمار لتتشكل الحركة العالمية المناهضة للعولمة الليبرالية الجديدة، هذه الحركة التي تستهدف تعديل السياسة العالمية الماضية قدما باتجاه الهمجية في اتجاه أكثر مواتاة لحياة الإنسان الحرة الكريمة. جاءت هذه الحركة كحركة اجتماعية عريضة تدافع عن كل القيم التي تضمنتها الحركات السابقة من قيم العدل الاجتماعي والمساواة وسلامة البيئة، ضد كل أشكال التمييز والعسف والتهميش والعدوان ومستفيدة هي أيضاً، وبشكل ناجح جداً، من كل وسائل الاتصال والمعلوماتية في كفاحها هذا.
والآن، إذ تتجلى العولمة الإمبريالية بإحدى أكثر وسائلها همجية وهي الحرب والغزو، نزل الشباب إلى الشارع في كل أنحاء العالم كي يعبروا عن ضمير الإنسان الذي لم يتلوث بالحسابات السياسية الضيقة ويعبروا عن صفاء روحهم التي لم تشوشها كل أشكال الاستبداد سواء كان مباشراً كما في منطقتنا العربية أو غير مباشر عبر غسيل الأدمغة وتوجيه الوعي الذي تقوم به وسائل الإعلام العالمية المحتكرة من قبل شركات الأرباح القصوى.
إن الشباب الآن في المنطقة العربية يعبرون كل يوم عن رفضهم للعدوان الأمريكي البريطاني بعد أعوام طويلة من تحييدهم عن السياسة وحرمانهم من حقهم في التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم وأحلامهم وطموحاتهم. إننا نراهم اليوم في شوارع المدن العربية حاملين أعمارهم الصغيرة منتفضين من الغضب ضد العدوان على العراق. العديد منهم لا يعرف شيئا عن السياسة ولكن ضميره النظيف يدفعه لرفض هذه الحرب. هذا الضمير المعبر عن حاجة البشر الطبيعية وحقهم في الدفاع عن الذات والمكان والكرامة ضد المحتلين. هذه الحاجة التي لا يستطيع إلغاءها أي قمع أو دعاية أو تضليل. وكذلك لا يمكن أن ينسجم هذا الضمير النظيف مع فكرة أنه يمكن أن يكون هناك، من وراء هذا القتل والتدمير والغزو، نيات حسنة

********

البديل



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يرى السوريون ضرورة مناهضة العولمة ؟


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناهد بدوي - الشباب ضمير البشرية في مناهضة العولمة والحرب