تاملات فى عالم مجهول!

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6549 - 2020 / 4 / 28 - 16:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

اتساءل كيف يكون شكل الادب الذى سيعقب زمن الكورونا .و حتى نوع الافلام التى سيتم انتاجها .
اتخيل انه سيكون ادب غاضب احتجاجى على كل شىء.و ان ما تم التحقق من الفرضية المنتشرة الان من ان الفيروس من صنع الانسان فان منسوب الغضب و النقمة ستكون اكبر.
الامور لا تقاس دوما بعدد القتلى بل بحجم الدمار و القلق و المعاناة التى نمر بها الان . حتى ان
هناك الكثير ممن شعروا اننا فى اجواء يوم القيامة و نهاية كل شىء على الارض .
لا شك ان الادب سوف يعكس حالة المعاناة لدى مئات الالاف من البشر بل المليارات .هناك الالاف قصص المعاناة عن فقد حبيب او فقد العمل او فقد فرص المستقبل الخ .

نحن الذين نعيش فى زمن الكورونا لا احد منا يعرف ان كنا سننجو منه ام لا .و لدى صديق اخبرنى انه كتب وصيته من قبيل الاحتياط.و انا لا الومه بالطبع على ذلك فلكل انسان ظروفه التى يتصرف على ضوءها .
و ايا كانت المحاولات للتخفيف من وقع الامر الا ان كل واحد فينا يدرك متى يخلد الى نفسه ان البشرية تتعرض الى كارثة كبيرة جدا قد لا تكون مسبوقه فى التاريخ .و ان ما نراه الان هو البداية فقط.
و قد كتبت ابان المرحلة الصينيه من الكورونا اى قبل انتشاره مقالا بعنوان (مستقبل مجهول ينتظر البشريه ) ابديت فيه من مخاوفى من انتشار الفيروس و املت ان تنجح الصين فى الاحتواء .و لكنى لم اكن اتوقع ان نصل الى هذا الحال .

من تابع مقالاتى للعامين الماضيين سيلاحظ انها تتميز بالقلق و التشاؤم بسبب امرين مترابطيين مشكلة تلوث البيئة و اخطارها التى حذر منها علماء البيئة كثيرا و طبيعة النظام النيو ليبرالى العالمى الجشع و التراجع الاخلاقى العام .و الحقيقة انى كنت اعبر عن الحد الادنى لقلقى لان كل المؤشرات تدل اننا نتجه الى مستقبل مجهول ..
اما الان بعد ان ازدادت المعرفه بالفيروسات من خلال ما قراناه خلال هذه الفترة صار واضحا للجميع اننا نتجه الى عالم مستقبل اطفالنا و احفادنا يتعرض الى تهديد كبير .
الداعين للتفاؤل هم اناس طيبون بلا شك لكن من يراقب جيدا سلوك المجتمع الدولى و السياسات الدولية خلال هذه الازمة يجد صعوبة فى التفاؤل .
ليس لدى ادنى شك ان عصرا جديدا قد بدا فى تاريخ البشرية و هو عصر من ابرز سماته انه بات يهدد جزئيا على الاقل الوجود البشرى و العمران على الارض

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات