|
كيم يونغ فتى الظل الجديد في لعبة التراشق ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6549 - 2020 / 4 / 28 - 15:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ ليس بالطبع كيم يونغ أون رئيس جمهورية كوريا الشمالية خارج دوائر الذين يتباكون بدافع الإستعراض أو إسقاء عقد الغضاضة أو التملق للحلفاء التقليدين من الدول الكبرى ، وبالتالي أعتمد منذ وصوله إلى سدة الحكم على إثارة مسائل مختلفة من أجل البقاء في الحدث وعلى خشبة المسرح العالمي ، وهذه الإثارات قد شهدها العالم من خلال الإعدامات وإطلاق صواريخ باليستية ومن ثم الحرب الكلامية التى دارت مع الرئيس ترمب حول من لديه أزرار نووي أكثر والتهديد بالضغط عليها ، ومن بعدها مفاوضات إستعراضية واخيراً ، الاختفاء عن المشهد برمته ، وبالتالي تصبح الحكاية حكاية رئيس مفقود والعالم يبحث عن قصقوصة لمعلومة صغيرة عن مصيره ، كأنه كان طيلة المدة الأخيرة يراقب صديقه الجديد وعدوه اللدود القديم ، كيف يُدير أزمة فيروس كوفيد 19 من البيت الأبيض ، وفي جانب آخر ، روؤساء العالم ايضاً كان لهم كلمة أو كلمات في هذا الخصوص باستثنائه ، ولأن المسألة علمية بحتة ، وتحتاج إلى بحث ابتكاري وليس تقليدي ، فقد خيم الصمت في دول لا تعرف سوى النقل والنقل فقط كما هو الحال مع الوريث الافتراضي لكوريا الشمالية ، فأتَ بفكرة لعبة الغميضة ( Hide Seek )الشهيرة ، البحث عن رئيس مختبئ أو ضائع .
وليس عجباً وإن كان مخيف العلامة في الواقع ، لقد أعتاد الرجل اللعب مع الكبار ، فكيف له إستيعاب هذا الإستبعاد الذي فرضه فيروس كورونا عليه ، لقد شهد العالم لعبة الأزرار النووية بين الرئيسين ترمب وكيم ، ضمن تراشق إعلامي نادر ، وبالرغم من أن مسألة الزر تبقى مسألة رمزية وليست لها أي قيمة فعلية ، أي أن ليس كما يظن البعض بأن الرئيس الأمريكي من خلال ضغط الزر النووي ، ستنطلق الصواريخ تباعاً نحو الهدف ، فالمسألة معقدة ولها خطوات إحترازية وإجرائية ، وبالتالي لا أرجح بأن كوريا الشمالية تمتلك القدرة التقنية في تصنيع حقيبة مماثلة للحقيبتين النوويتين الأمريكية والروسية ، بالرغم أن مرجعها النووي هو روسي ، لكن مسألة الحقيبة تحتاج إلى بنية تقنية عالية ، فقد أشتهرت حقيبة الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً ، أكثر بكثير من حقيبة كازبيك الروسية وذلك يعود لنهفات حاملين بطاقة رمز السري ، بل أشتهرت أكثر أثناء أزمة صواريخ كوبا عام 1962م وأطلق يومنذاك البنتاغون عليها بكرة القدم ، وبالتالي عاد الزمن من جديد ليدفع كيم يونغ إلى مواجهة الولايات المتحدة تماماً كما كان الرئيس الكوبي فيديل كاسترو يقف في الخطوط الأمامية ، بالطبع ، المواجهة مع واشنطن فقط ( كلامية ) ، كانت الولايات المتحدة يومذاك نشرت صورايخ ضمن مشروع إملي في كل من بريطانيا وتركيا وإيطاليا محملةُ بالنووي ، تحديداً عام 1958 م والتى مكنها المشروع من تهديد جغرافية الإتحاد السوفيتي بالكامل ، فجاء الرد بوضع صورايخ مماثلة في كوبا ، لكن ، وبالرغم من خصم وازن مثل الإتحاد السوفيتي ، فقد عُرف تاريخياً بالعدو اللدود ، بل رفض الرئيس خروتشوف آنذاك مطالب الرئيس الأمريكي كيندي حتى أُميط اللثام وتكشفت قبائح الصفقة السرية ، عندما أقدمت موسكو على فكفكت منظومتها الصاروخية مقابل أن تتوقف واشنطن سعيها لإسقاط كاسترو وتغير الحكم ، وبالتالي كان هذا الموقف ، سبب أساسي للمكتب السياسي لحزب الشيوعي بإقالته عن الحكم .
ولعل تلك الدولة التي تغرب فيها الشمس ، كان لرؤسائها حكايات وذكريات مع الحقيبة النووية وبطاقتها السرية ، فالرئيس ريغان أثناء محاولة إغتياله وجدوا البطاقة في حذائه بعد ما فقد عنصر المتخصص بحاملها ، رئيسه ، أما الرئيسين فورد وكارتر قد تكررت نسيانهما للبطاقة في ملابسهما التى ترسل عادةً إلى المصبغة ، أما الرئيس كلنتون ولأنه كما متعارف عنه بأنه مدمن جنس ، كان يُضيعها لشهور وهو متكتم عن ذلك ، بل كانوا في كثير من المرات يعتقدون بأن فتاة من الفتيات ربما خبئتها اعتقاداً بأنها بطاقة ائتمان مالي .
إذن ، واقعة تراشق الأزرار الشهيرة كانت ضمن الصيغ الإجرائية المؤقتة التى ترتب عليها بعد ذلك اللقاء التاريخي ، لقد قام كيم يونغ بتهديد الولايات المتحدة عندما قال ، إن جغرافيتها تقع تحت مرمى زره النووي ، تماماً كما كان كاسترو يطلق تهديداته بمسح أمريكا عن الخارطة العالمية ، ولكي يكتمل تنصيب المنصب ، كان للرئيس ترمب صولات وجولات عبر تغريداته المعتادة ، وأي تغريدات هذه التى تذكر الرئيس كيم ، تضرع شعبه من الجوع ، في المقابل كان يتباها من يجلس خلف المكتب البيضاوي برفاهية الشعب الأمريكي الذي يتمتع باقتصاد صاعد ومميز وايضاً تفوق حقيبته بأعداد الأزرار النووية .
هيهات لفتى صنعته صدفة النووي ، أن يتقبل إقصاءه من فيروس يسمى بكوفيد 19 ، في وقت لم تستطع الدول الكبرى بإبعاده من لعبة الأزرار ، لهذا ، توجبت قواعد الألعاب العامة ، تطوير لعبة الغميضة في زمن جائحة عالية الاحتكار والسطوة ، فلم يكن لهم سوى حشد ما يمكن حشده حتى يأتوا بخبر إحتمالية الموت لكي يزاحم فيروس مميت . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عظمة الخيال جاء بكل هذه التكنولوجيا الافتراضية ...
-
محمد عمارة من صفوف البناء التحتي للمادة إلى صفوف المدافعين ع
...
-
كانط المتخبط والعرب المتخبطون بكانط ...
-
ابو محمود الصباح من غرفة عملية صيدا يرد على تصريح مردخاي غور
...
-
خلطة الحرية والفلسفة والتحوّل ، تمهد للانتحار ...
-
فقط أبن الحرة من يُدير الأزمات بنجاح ...
-
محاولة ركيكة مثل صاحبها ...
-
البحث عن الهوية ، شعاراً مازال قيد البحث لم يتحقق ...
-
إعادة النظر بالبيداغوجيا التقليدية ..
-
الأفكار العلمية والفلسفية ممكنة في زمن معين ومستحيلة في زمن
...
-
الرأسمالية الليبرالية والرأسمالية بلا ليبرالية ...
-
مازالت أنماط التفكير لأجهزة الاستخبارات العالمية تتشابه بالأ
...
-
من على الرف إلى الحياة الكاملة ...
-
جندرة الحيوان كانت مقدمة لجندرة البشرية ...
-
وزير قلق ووزير مرتاح والفرف بين بكين وواشنطن
-
كورونا بين القرض الحسن والربوي ...
-
عندما تمطر السماء والأرض ترفض الإستجابة ...
-
الغزالي بين من الإختزال والإسهاب ...
-
الغزالي بين الإختزال والإسهاب ...
-
الخطوات الاحترازية عامل أساسي في تقليل الإصابات ...
المزيد.....
-
مقتل يحيى السنوار.. ما عليك معرفته من التعرّف عليه عبر سجل ا
...
-
قبرص: حريق في بافوس يتسبب في تدمير جزء من مبنى تاريخي يعود إ
...
-
الحزن يعم بوينس آيرس: عشاق باين من فرقة -ون دايركشن- يودعون
...
-
أبرز 4 أهداف في -الضوء الأحمر- ضمن قائمة الضربة الانتقامية ا
...
-
الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة ضد شبكة -لتمويل- الحوثيين
...
-
برلماني أوروبي: الدعم لنظام كييف قد ينخفض إذا فاز ترامب
-
بعد اغتيال السنوار.. الجيش الإسرائيلي يحدد هدفه التالي
-
نتفليكس تتوقع مضاعفة أرباحها بعد إضافة 5 ملايين مشترك جديد
-
حقيقة فيديو حريق في ثاني أكبر مصفاة نفط إسرائيلية
-
قارنت ردة فعله بصدام حسين.. إيران تعلق على مقتل يحيى السنوار
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|