|
ماذا يُخفيّ ترامب خلف غزواتهِ .. على السيدات النائبات الأجنبيات .. في الكونغرس الأمريكي..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 16:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد تفشى ازمة الكورونا في الولايات المتحدة الامريكية عزم الرئيس دونالد ترامب على التصريحات اليومية للصحافة المحلية والدولية عن المستجدات السائدة بإعتبارها شأن خطير ومهم ويجب على الرئيس ان يقوم بواجبهِ الوطني والقومي. لكنه قد تراجع بعد الإنتقادات اللاذعة للجميع وتحميل المسؤولية عن انتشار الوباء لدول خارجية . مما دفع الكثير الى مراجعة نقدية واقعية للأراء التي يتم التغريد عبرها منذ اليوم الاول لوصولهِ للبيت الأبيض . خصوصاً تعبيراته وهجومه على السيدات وإتهامهم بالتجني على تاريخ دونالد ترامب ومحاولة الكثيرين الغوص في هذا المضمار . التوبيخ والتهكم والتنمر والشماتة هي أساليب دونالد ترامب المرعبة يتركها خلفهِ بعد كل مؤتمر صحافي يعقده في البيت الأبيض لكن الشوفينية والعنجهية والعنصرية باتت تلاحقه كخيالهِ بعد كل تصريحاتهِ التي لا يميز بها في عدائهِ للمرأة ولا يخفيه . عندما كان موعد الخطاب التاريخي في الكونغرس الامريكي في شهر شباط الماضي بعد ما تم التصويت على تبرأتهِ من الأخطاء . قبل تسليم نسخة من الخطاب الى نانسي بيلوسي ولم يصافحها كانت بمثابة توبيخ علني موجه ضد النساء.. مع ذلك اقدمت على تمزيق الخطاب اثناء التغطية الإعلامية الضخمة من البيت الأبيض إزاء المهاترات والإنتقادات اللاذعة التي يطلقها رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب بعد كل حدث صغير كان حجمه ولا يستحق التعليق ام كبير وعظيم على مستوى رفيع من قدر الموضوع الصاروخي الذي يطلقهُ من حين لأخر تاركاً وضارباً بعرض الحائط كل التأويلات التي تعم العالم في أسرع من البرق. يتسائل الكثيرون حول عداء دونالد ترامب لتلك المجموعة من السيدات اللواتي إخترن ان يكن مدافعات عن حقوق النساء في الولايات المتحدة الامريكية وفِي بعض الولايات التي تتجمع بها وتعيش طبقات من المجتمع الفقير الذي لَهُ خلفية "أفريقية ولاتينية وهنود"، وبعض الأعراق الاخرى. وجلها تعاني من تهميش وأسلوب عنصري شاء من شاء وابى من ابى. وذلك كان خطاب كل الذين تبنوا البرامج الانتخابية منها "الشعبوية ،ومنها المناطقية، ومنها العرقية،" وذلك بين القطبين الكبار الجمهوريين، والديموقراطيين، وبنفس الوتيرة من التنافس منذ بداية تداول السلطة وإحتكارها للحزبين المذكورين فقط ويصعب على اي مستقل ان يترشح للرئاسة ويحقق انتصاراً و ذلك موثق لدى الجميع. الهان عمر ؛ من الصومال حظيت بمنصب في الكونغرس عن الديموقراطيين ولها تاريخ في جرأتها اثناء طرحها ودفاعها عن المحجبات وحقوق المرأة في حريتها الشخصية وكيفية ظهورها الخارجي من منطلق انساني لا يجب ان يكون مقروناً بالشكل الخارجي لغطاء الرأس وللمرأة حرية العمل مما يُخولها ان تُصبحُ منافسة على السلطة. كذلك النائبة الفلسطينية رشيدة طليب ؛ التي كانت من المتفوقات في دراستها مما جعلها ان تتأهل الى تمثيل شريحة كبيرة من المجتمع في ولاية ميتشغن دير بورن ، حيث حظيت بكافة الدعم للأصوات اثناء مرحلة الانتخابات الامريكية خصوصاً بعدما احتدم الصراع والتنافس حول القضية الفلسطينية داخل المجتمع الامريكي الذي يتوزع بين معادى لأسرائيل وموالى لها . لقد حدث الأسبوع الماضي جدالاً حول الزيارة التي كانت النائبتان تنوى السفر الى الأرضي العربية المحتلة فلسطين وكان من الضروري ان تخضن غمار التحديات التي عانين منها بضراوة في امريكا من قبل الرئيس مباشرة ، حيث صرح مراراً وعلى العلن في ان لا تمنح دولة اسرائيل للنائبات تأشيرة الدخول او عدم السماح لهن في عقد مؤتمرات لأنهن "معاديات للسامية ولدولة اسرائيل" ، الإنتفام في اذلالهن وعدم السماح لهن بأي شكل من الأشكال وتحت اية ذريعة حيث لا يستحقن ان يكن في موقعهن في الكونغريس الامريكي. كذلك هناك النائبة ألكساندرا اوكاسيو كورتينيز؛ والنائبة إيانا بريسلي ؛ قد اصطدمتا مع الرئيس دونالد ترامب مباشرة بعد التلميحات العنصرية التي صدرت اثناء العمليات الإرهابية خلال الأسابيع القليلة الماضية حيث كان لترامب فصل من فصول الاتهام لما يدور للعاطلين عن العمل ووصفهم ونعتهم بأقذع التشبيه ، "قرود وخنازير وشمبانزي راقص"، من اصحاب السوابق ومن ليس لهم مستقبل في الولايات المتحدة علماً انهم جميعاً من المتوالدين على اراضيها ،لكن النائبتين شكلت الرباعي مع بقية الزميلات ،اللائي سوف تنتصب استعداداً للمجازفة مع الأزمة دون محاذير مستندين الى دعم جماهيري ضخم من الأجيال الشبابية الصاعدة ، الذين يروّن بدونالد ترامب فزاعة ليس لها تأثير سوى في "الخطابات الشعبوية والعنصرية المشحونة "، بكل معاني الكراهية التى بجب ان تزول في هذا العصر والعولمة ومسح قضية (الأسياد والعبيد ) ليس من قاموس البشرية جمعاء بل من داخل كل انسان يشبه أخيه الانسان. في العودة عن الخطيئة السيئة التي جرفت معها تغريدات ترامب حول تحريم استقبال الهان عمر ورشيدة طليب في اسرائيل واذا تم ذلك فسوف يجعلها ضعيفة ووهمية ووهنة اثناء عواصف المواجهة والاحداث المتتالية ، يقول دونالد ترامب انا من اؤمن بأسرائيل وأول واقوى رئيس دعمها ويمنحها العظمة في الداخل وفِي الخارج .اليس في عهدى تم نقل السفارة الامريكية الى القدس ،اليس في عهدى تم تطويب مرتفعات الجولان السورية صرحاً اسرائيليا لا غبار عليه، اليس في عهدي تم تطبيق صفقة القرن وبوادرها وتنفيذها بات قاب قوسين مع اكبر العواصم العربية والإسلامية ، اليس في عهدى جاهر صهرى جاريد كوشنير في منح فسحة للصهاينة الجدد من توغلهم براً وبحراً وجواً دون حسيب او رقيب،اليس في عهدى تم فض الاتفاق مع الجمهورية الاسلامية في ايران بعد تتويج الاتفاقية مع باراك اوباما، ان العداء المفرط للنساء في عقلية دونالد ترامب ليس جديداً او حديثاً لكنهُ يكنُ للنساء نظرةً دونية للمنطق الذي يعتبرهُ سارياً منذُ نشأتهِ ونزعتهِ في شراء النساء بأبخس الاثمان ولهُ تاريخ طويل وحافل في المحاكم الامريكية لقضايا مشابهة لم يزل الى الساعة يسعى مع المحاميين للدفاع عَنْهُ وعدم اخراج الفضائح التى تتوالى الى الاعلام ، عصام محمد جميل مروّة ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل إسقاط حق العمل الفلسطيني في لبنان .. سهواً ام خِطةٍ مدروس
...
-
الحجّر العقلي لدونالد ترامب ومن يقفُ قبل وبعد الجائحة المُدو
...
-
صمود الأسير الفلسطيني اصلب .. من حصون السجون الصهيونية ..
-
رُفِعت اثارُها من الشوارع لكنها نُصِبّت في النصوص والنفوس ..
...
-
مرور مِئة عام على وعد بلفور ..
-
مكتوب للصحفي السمير .. النديم سمير عطاالله ..
-
بِلاد الحضارات .. والرافدين .. مُستنقعُ آلام وآهات ..
-
مشهد بوكو حرام في تشاد .. حرام .. الصمت الدولي على هول الإره
...
-
نكون او لا نكون .. اخر كتاب .. إطلع عليه رمز الوطن كمال جنبل
...
-
عودة ً الى يوم فلسطين على ارضها .. حصادٌ لا يجُِفُ ..نهضة ال
...
-
الأسد بين الفكين الأمريكي والروسي ..
-
تُكرم و تُمجد دولياً ..و تُسجن و تُدان و تُعتقل في بلدها ..
...
-
الجنوب يستعيدُ ملاحِم البطولة .. عندما نتذكرُ مجزرة الزرارية
...
-
صخب في صيغة النداء التركي الأخير .. الذي يُذكِرُنا بتعالي ال
...
-
مجتمع مدنى بلا دور فعّال للمرأة لا يرتقي .. الى تحقيق آمال ا
...
-
عهد حسني مبارك تيهان المواطن المصري .. حكم العسكر وتغييّب لل
...
-
الوضوء الكافي .. ليس الدواء الشافي .. لإنقاذ القُدس..
-
ما بين الطعن وإطلاق النار .. الإسلاموفوبيا حالةً ليست طارئة
...
-
ثلاثون عاماً على الإغتيال .. و القافلة لن تتوقف عن الإبداع .
...
-
شيخٌ عامليّ .. وثائرٌ نجفيّ ..
المزيد.....
-
الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
-
انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
-
فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
-
ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر
...
-
-مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
-
سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء
...
-
شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
-
انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
-
سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|