أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - روضة مبادرة - ديكارت وتأمله في الإله














المزيد.....


ديكارت وتأمله في الإله


روضة مبادرة

الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 19:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إنّ البحث المتعمّق في الفكر الديكارتي يكشف عن نتيجة أساسيّة استنتجها ديكارت من تأملاته بخصوص مسألة الله ف « من واقعة كوني لا أستطيع تصوّر إله بدون وجوده يستتبع أنّ الوجود غير قابل للانفصال عن الله وبالنتيجة أنّ الله موجود بالفعل».
يربط ديكارت بين الوجود و الماهية و من ثمّة يميّز الله عن بقية الموجودات بما هو الموجود الأوحد و الأحق بالكمال المطلق ذو وجود أبدي«و على الرّغم من أن كل ما استخلصته في (التأملات) السابقة كان خاطئا إلاّ أنّه يقيني بوجود الله لا يستقيل عن يقيني الآن بالحقائق الرياضية الخاصّة بالأشكال و الأعداد فحسب (...) و كنت قد أقنعت نفسي بيسر أنّ وجود الله يمكن أن يكون منفصلا عن ماهيته و يمكننا أن نتصوّر بالتالي عدم وجود الله بالفعل. و لكّن عندما أفكّر بالأمر بعناية أكثر أرى بوضوح أنّ ذلك الوجود لا يمكن أن يكون منفصلا عن ماهية الله مثلما لا تنفصل ماهية المثلث عن أنّ زواياه الثلاثة تساوي زاويتين قائمتين أو فكرة الجبل عن فكرة الوادي. إ نّ تصوّرنا لإله (أعني لموجود مطلق الكمال ) يفتقد الوجود (أي يفتقد إلى كمال معيّن) ليس أقل من تصوّرنا لجبل من دون وادي ».
لقد اعترف ديكارت بوجود الله و جعل من ماهيته جوهر ثابت فهو شكّ في كلّ شيء إلاّ الشكّ في كائن كامل و أبدي و يعتبر فيلسوف الحداثة الفرنسي من بين الذّين دافعوا بشراسة عن الدّليل الأنطولوجي لإيمانه العميق بالله و بوجوده و حقيقته اليقينية التي تخلو من كلّ ريب يمكن أن يعكر مصداقيتها و هو ما تبينه " التأملات الميتافيزيقية في الفلسفة الأولى " التي انطلق فيها من مسلّمة تقول : " إنّ الله جوهر أزلي سرمدي أي لا-متناهي مستقلّ عن كلّ مادّة فهو كلّي القدرة وكلّي العلم وكلّي الخلق ( خالق للعالم ولأشياء العالم) " من هذه الصفات وغيرها يستنتج ديكارت وجود كائن مطلق يدعى الله وهو موجود بالضرورة " لأنّة وإن كانت فكرة الجوهر هيّ فيّ وكنت أنا جوهر فمن اللاّ-ضروري أن يكون لديّ فكرة الجوهر اللاّ-متناهي , أنا الوجود المتناهي , لو لم يضعها في جوهر لا متناه لأحذرنّ من القول إنّي أتذهّن اللاّ-متناهي فقط بالسلب لما هو متناهي , على نحو ما أفهم السكون والظلمة بسبب الحركة و الضوء , بل أتذّهن اللاّ-متناهي بفكر ة حقيقية ما دمت بالعكس أرى بجلاء أنّ في الجوهر اللا-متناهي وجودا أكثر مماّ في الجوهر المتناهي و بالتالي أرى أنّ فكرة اللاّ-متناهي سابقة عندي لفكرة المتناهي أي أنّ الله سابق لذاتي و إلاّ كيف أعرف أننّي أشكّ و أرغب : أعني أن شيئا ينقصني , و أني لست كاملا كلّ الكمال , لو لم يكن لدي فكرة عن كائن هو أكمل من كياني , أعلم بالقياس إليه ما في طبيعتي من عيوب ؟ "
إنّ ديكارت بما هو الأب الروحي للثورة الفرنسية و رائد الاتجاه العقلي الحديث قد سار مسارا يسيرا نحو معرفة الله من جهة البدء الممكن على وجوده من جهة أخرى فقد « سار الفيلسوف من النفس إلى الله مباشرة و بغير واسطة لم يرد أن تكون معرفتنا لوجود الله عن طريق العالم _كما صنع غيره من الفلاسفة و اللاهوتيين _بل رأى على العكس من ذلك أنّ المعرفة بوجود العالم هي التّي تفتقر لوجود الله سندا لها »
إنّ قناعة ديكارت بأنّ الله موجود و حاضر في عقولنا و ضمائرنا يجّسد يقينية الدليل الأنطولوجي و بقية الأدّلة "فأنا موجود و في نفسي فكرة الكائن الكامل(...) فإننّا إذا سلّمنا أنّ الله هو الكائن المتصف بجميع الكمالات , رأينا أنّ الله متصف بالوجود باعتبار أنّ الوجود كمالا أو ضربا من ضروب الكمال ".و هذا الدليل يثبت أيضا لدى ديكارت وجود العالم " و إذن فالله موجود و متصف بضروب الكمال كلّها و أستطيع الآن أن أتقدم في سيري إلى الحقائق و أستطيع باحثا عن " الذّات المفكّرة "التي هي إنّيتي و ماهيتي و من كمال الله الذّي يضمن لي صدق الأفكار الواضحة , أن أ ثبت يقين العالم الخارجي وعالم الأعيان و أ ن أطمئنّ إلى معظم الأشياء الّتي شككت فيها من قبل , مادمت أدركها في وضوح وتميّز . وإذن فما أجده في نفسي من ميل قويّ إلى الاعتقاد بوجود العالم مصدره الله
تعالى الّذي هو الموجود أو الكائن الكامل و الّذي لا يمكن أن يخدعني أو يوقعني في الضلال ".هكذا تأمّل أب الحداثة فكرة الإله مستثنيا من شكوكه فكرة أنّ الله موجود و هو خالق الوجود و منظمه, و هي الحقيقة الّتي لم تحتمل الشك بل التأمل.



#روضة_مبادرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حاجة الإنسان إلى الفكر الكانطي سؤال : - ما الأنوار ؟ - نم ...
- الكورونا و القيم المبتورة : أو في دروس الكورونا


المزيد.....




- سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بش ...
- الخارجية السلوفاكية تستدعي السفير الأوكراني وتسلمه -احتجاجا ...
- لقاء مرتقب بين مبعوث ترامب ونتنياهو والجيش الإسرائيلي يسقط م ...
- بسبب اكتظاظ السجون.. السويد تدرس ترحيل المدانين لقضاء عقوبات ...
- السيسي ردا على ترامب: -لا يمكن أن نشارك- في تهجير الفلسطينيي ...
- السويد تدرس إمكانية استئجار -سجون- في دول أخرى!
- كانت في طريقها من دبي لموسكو.. طائرة -بوبيدا- الروسية ترسل إ ...
- تقرير عبري يثير تساؤلات حول غياب سلاح الجو خلال الساعات الأو ...
- أنباء عن مقتل ثمانية من أبرز قادة الدعم السريع في السودان
- نائب روسي: الضغط على موسكو بخصوص أوكرانيا أسطورة من تأليف زي ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - روضة مبادرة - ديكارت وتأمله في الإله