أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - مدمن قلم














المزيد.....

مدمن قلم


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 13:13
المحور: الادب والفن
    


( مدمن قلم )

قلم #راوند_دلعو

أموت في اليوم الذي لا أكتب فيه ... !

فكيمياء دماغي تأكلني كالنَّقّ و البقّ و الجراد ... !

تُحاصرني ... تُدغدغني ... تَقهَرُني ... تُحرّضُني ... تُهَلوِسُني ... تُجنِّنُنِي ...
تُهَستِرُني كي أجمع كيس حروفي الثقيل على ظهري ثم أذهب لأسترزق في سوق الأفكار و الكفار و الأحرار و المَرَدة و الثورجيين و المتفلسفين و زبائن القلم و الوطن و المتطفلين على ازدحامات العلوم و الشعارات و زكامات التحبير و التحرير و التدقيق و التحقيق ...

أموت في اليوم الذي لا أكتب فيه ... !!

نعم أنا أتعاطى التفكير كالحشيش ... كالمخدرات ... كالأفيون ... كالكبتاغون ... كالترامادول ... كالمورفين !

نعم أنا أشُمُّ .... و أُدمِن ... و أُحبحب ... و أَسُفُّ ... و أُدخن ... و أهرُش ... و ألتهم ... مادة الفكر و سجائر الأدب و سكاكين النقد و مسطحات الحروف و زوايا الوطن و مزنرات القصائد و مُتَلَأْلِئَات التصاوير و مزركشات الاستعارات و شطحات التآويل و مرايا التقارير و ظلال الظاهر و النص ...

أموت في اليوم الذي لا أكتب فيه !!

ها هي كيمياء أصابعي تفضحني عندما تَفَرقَعُ في وجهي ثم تخرج عن إرادتي و تتحرك غصباً عني فأنفجر بخطوط و حروف و نقاط و فواصل لأشكِّل الأبحاث و المقالات و التغريدات و التعليقات و الردود و التاغات و الهاشتاغات ... فأفضح رب محمد ... و أدفن أسطورة عيسى و أصحح انتماء الماغوط و أنصب اعتزال الجاحظ و أرفع زندقة الراوندي و أكسر رقبة الشافعي ، ثم أخالف ديكارت و أعيد تعريف الشعر العربي و تقسيماته ... فأعالج بحور الفراهيدي كما يعالج الطائر الطنَّان مياسم زنبقة بمهارة الجراح الماهر ، إذ يستخلص الرحيق دون أن يؤذي بتلاتها أو يهريق قطرة دم من خبائها المكنون !!

أموت في اليوم الذي لا أكتب فيه !!

فكرت فكرت حتى وصلت إلى إلهي الخاص ... و جنوني الخاص و جموحي الخاص و كوني الخاص و تمردي الخاص و لوني الخاص و خطي الخاص و دمغتي الخاصة و نكهتي الخاصة و ريشتي الخاصة و فيزيائي الخاصة و عبارتي الخاصة و ماركتي الخاصة و نبوءتي الخاصة و رائحتي الخاصة و حضوري الخاص ....

و عندما سأموت سيكون لي جثماني الخاص و تأبيني الخاص و قبري الخاص و طقسي الخاص و فنائي الخاص و إلحادي الخاص !

أموت في اليوم الذي لا أكتب فيه !!!

أنا عقل حر ... أصطاد الآلهة و أقنص الأنبياء ... و بالتالي لا أتبع أحداً ... و (فَشَرُوا) جميعاً أن أتبع أحدهم ... !

يقولون في عالم الأدب و الفكر : ( لا تتجاوز الخطوط الحمراء ) .... أما أنا فقد خطفت الخطوط الحمراء من بين أصابع الكهنة ثم قصقصتهم ثم عجنتهم و صنعت منهم أحمر شفاه مكيجت به حبيبتي و الثورة و الجرأة و الفكرة و التمرد و الكفر و الزندقة و المروق و الانقلاب على كل فكر نمطي غبي بهائمي قطيعي رجعي سخيف ...

أموت في اليوم الذي لا أكتب فيه !!

لذلك أخذت أقدَسَ مقدساتهم و نظرت إليه من فوق و بازدراء ( استخريته باللهجة الشامية الشوارعية ) ... ثم لعبت بفمه و أنفه و (جعلكت) وجهه و شددت أذنيه ثم أدخلت إصبعي في منخره و حشرت إظفري في عينه كما يلعب الطفل الصغير بوجه المهرج ... ثم بصقت في منتصف جبهته ... جعلته عبرة لأصنام قريش ...

ثم عرَّيته تماماً ... و حجمته و انتهكت عرض قدسيته !

لم أخف و لن أخاف مما يقدسون ...

أموت في اليوم الذي لا أكتب فيه !!

أعشق السيالات العصبية التي تسري بأسلاك دماغي عندما يَنتج عنها نصاً يتجاوز خطاً أحمراً ... أو يهدم صنماً مقدساً ... أو يستفز شيخاً أو كاهناً أو مقلداً ... أو يزني بفكرة لا يمسها ابن أُمِّه ... أو يخلق دهشة الدهشة و ذهول الذهول !

أموت في اليوم الذي لا أكتب فيه !!!

فهأنذا أَعِدُ تلافيف دماغي أن أستمر بتعاطي الفكر و الأدب و هدم المقدسات إلى أن أموت ... بحيث يكون قلمي هو آخر ما يتفسخ من جسدي و يتحلل من ذكراي ...

و عندما أموت ... آه عندما أموت ! طيري يا حروفي و حلقي في عوالم الأدب و الحرية ...

سأهدم الجميع ما عدا مادة الإنسان ... سأحطم الكل ما عدا جوهر الإنسان ... سأهريق كل شيء ما عدا (أصنص) الإنسان !

فلا مقدس إلا العقل الإنساني.

و آخر دعواي أن لعن الله من سرق مني حرفاً و نَسَبَهُ إليه زوراً ...

فبنات أفكاري هي أنا .... و لا أسامح من سرق قطعة مني أنا ...

#الحق_الحق_أقول_لكم .... من سرق قطعة من كتاباتي فقد سرقني كلي أنا ... بل صلب كُلّي و الأنا ... لأكون مسيحاً في عالم الكلمة.

الحق الحق أقول لكم...

أموت في اليوم الذي لا أكتب فيه !



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوردة
- آداب الزيف و التزييف ...
- القصيدة الوثنية
- مفاهيم يجب أن تصحح ! !
- المُنعكس الشرطي الديني _ ظاهرة الاستكلاب الكهنوتي للقطيع
- سطحية معايير تقييم النصوص الأدبية و الفكرية في المدرسة الكلا ...
- عند المساء
- العلم عرّاب معادلة الألم مع الحياة
- مغامرات رجال الكهنوت مع نظرية التطور
- قياس المسجد على الكنيسة
- تساؤلات مشروعة على هامش العم كورونا _ و يم ( كورونا ) لتدويل ...
- الوسطيّة خرافة !
- أسئلة مقمرة
- حروب الأضرحة التي لا تنتهي !!
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ معضلة أبيقور و المعضلة الرا ...
- جيل الذهب الذي ندين له على أبد الدهر !
- كوميديا الأغبياء _ محمديات لامنطقية
- قراءة تحليلية مقتضبة لأغنية أم كلثوم الأجمل وفق رأي كاتب الم ...
- إلى النازفين قمحاً
- هذه الدنيا !


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - مدمن قلم