خالد محمد النوباني
كاتب
(Khaled Mohamad Alnobani)
الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 09:29
المحور:
الادب والفن
كانت ترى فيه أراجوزا، بهلوانا او جوكرا لا فرق، فكلها تقود الى الضحك. هو استمع مرة لحكمة كانت خاطئة بالنسبة له. فقد زادت شخصيته الكاريكاتيرية بعثا على الضحك. أصبح لا يأبه لما يقوله الناس عنه بعد سنوات من الانضباط و حسن السيرة و السلوك. لم يكن مظهره مثاليا فلم يأبه بما يلبس بسبب الفقر و ليس لأي سبب آخر. كانت طريقته في اللباس غير مهندمة و بينما كان الطلاب في جامعته مقبلون على الحياة كان هو ملتزما بتعليمات تنظيم رجعي يعرف كيف يصل الى الشباب في زمن مبكر في المساجد قبل ان يصلوا الى الجامعة. كان كل شيء في ذلك التنظيم مضيعة للوقت و بينما الآخرون كانوا ينتبهون الى دراستهم كان هو عتالا من الاعضاء الذين لا يؤبه لهم. النجاة بقصة حب في وضعه ذاك كان من المستحيلات الا اذا كانت حبيبته أميرة من أرض ديزني تصرف عليه و تؤيه و حتى تعطيه مصروفا. لم يكن يملك الا عقله و كانت من سخريات القدر ان يفقده. نعم فقد عقله. و استطيع ان احدد لكم بالتفصيل متى حدث ذلك. كانت ليلة مشؤومه عندما بدأيصرخ بأعلى صوته، كان من الممكن أن تسير الامور بهدوء و روية و يسر لكن العناية الزائدة دفعت بأسرته الى احضار طبيب مختص بالامراض النفسية لان الطبيب العام في المركز الصحي رفض ان يسعفهم. هل الصراخ جريمة يعاقب عليها القانون؟
هؤلاء الطغاة الظالمون الذين يصفون أنفسهم بأنهم أطباء نفسيون يستطيعون و بجرة قلم على ورقة ان يخرجوا عاقلا من زمرة العقلاء و يضعونه في زمرة المجانين. سؤال واحد فقط سأله ذلك الطبيب النفسي اياه، هل تحس بأن احدا يراقبك؟ وضع ذلك الطالب الجامعي في عالم آخر حيث الموت و الانتحار و الدمار النفسي و الروحي لم يستطع التخلص منه حتى بعد انقضاء اكثر من عشرين عاما على تلك الحادثة التعيسة. هل في العالم العربي شخص ليس تحت المراقبة بطريقة او بأخرى. نعم عزيزي القارئ هذا هو الحب الفاشل. نحن مجموعة كبيرة من المجانين الفاشلين الذين يخيل الينا ان انظمتنا العاتية تراقبنا و لا تألو جهلا في ذلك و انا لم اخطئ في الكتابة، لا تألو جهلا في ذلك.
و صدقت النبوءة و تخلت اميرة ديزني عن المهرج و تزوجت شيخا يدير دولة و لديه مليارات و فشل الحب. الحب القائم على الضحك.
#خالد_محمد_النوباني (هاشتاغ)
Khaled_Mohamad_Alnobani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟