|
الفضائيات العربية ودورها الرائد في طموحات الشعوب
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 08:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دردشة اليوم Arabic Satellite Channels and their role الفضائيات العربية ودورها الرائد في طموحات الشعوب المستشار خالد عيسى طه رئيس جمعية محامين بلا حدود ونائب رئيس نقابة المحامين العراقيين البريطانيين
لكل جهد سبب ولكل سبب دافع ولكل دافع هناك منظور ربحي للذين يقومون بالعمل . العشر سنوات الأخيرة وجد العالم العربي نفسه أمام ثورة انفجارية أمام الفضائيات بدءً بفضائية الجزيرة والعربية ثم البغدادية و.. و.. والكثير ممن بدأوا البث أو ينتظرون بدأه وسوف يرى النور منهم قريباً أو أبعد قليلاً من هذا القريب . ما هي عوامل هذا النمو ؟ برأيي إن عوامل حاجة العالم العربي الى هذا الحجم الكبير من الفضائيات هي عوامل متعددة تشترك فيها كل الأطراف ، الطرف الوطني يريد أن يحقق ذاته في التعبير ، والطرف اللاوطني المحتل يريد أن يغسل الأدمة ويثبت أفكاره ويقنع أن الاحتلال فيه فائدة للبلد المحتل وبالتحديد نبدأ أولاً: إن الأحداث المتلاحقة في الساحة العربية السياسية والشرق الأوسط تحديداً وبعد اجتياح القوات الأمريكية حدود عراقنا بحجة تغيير نظام صدام بزعم أن النظام يملك أسلحة دمار شامل ، ولم يثبت هذا الزعم ، ورغم ذلك فان الحرب اندلعت وأصبح للاحتلال كينونة وتواجدًا شمل كل أطراف العراق وكل زوية من زواياه سواء زاوية جغرافية أو اجتماعية او اقتصادية وحتى مذهبية ، ومن جهة ثانية: إنه لا زال لعاب الدول الكبرى يسيل للنفط العربي وخاصة النفط العراقي باعتباره أخف نفط في العالم وأكثر سعراً من غيره ، والقصد من حوزه هذا النفط لا بالشراء ، إذ أنه معروف في السوق العالمية ( Post Price ) ولكن المحتل يريد الاستئثار بتسويقه وتصديره خاصة لدول الصين العظيمة وباقي الشرق الأقصى وهذه الاستراتيجية قديمة رسمها الوزير اليهودي ( هنري كسنجر ) ودعى اليها وتبناها نائب الرئيس الجديد ( ديك تشيني ) مع الكثير الكثير ممن يسيطرون على ساحة القرار الأمريكي بدعم كامل لا تردد فيه من البنتاغون ( وزراة الدفاع ) والقصر الرئاسي ( البيت الأبيض ) ، ثالثاً: إن استراتيجية حماية دولة اسرائيل التي تتوسط العالم العربي وهي جزيرة في محيطه تقضي أن تسعى أمريكا بهذه السياسة لتغيير خارطة الشرق الأوسط والقيام بتقسيم المقسم وتجزئء الجزء بقدر الامكان وكلما سنحت الظروف ، لتكون الحالة تلتي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو حالة قديمة ويزداد عدد الدول العربية من 24 الى 48 دويلة ، وغداً وبعد غد سيبقى التشطير والتجزئة ، وسيكون العرب دول طوائف وكانتونات ، يحتاجون بعد عشرات السنين بسمارك الآلماني ليوحد هذه الشعوب مجدداً ، إن هذه السياسة هي السياسة الاستراتيجية الأمريكية الثابتة يمنعون بها تواجد أي خطر على دولة اسرائيل ، ويجبرون العرب على التطبيع معها ، وفي النواحي كافة خاصة الاقتصادية ، لتكسب اسرائيل الحرب اقتصادياً بدل عسكرة الوضع وما نراه اليوم على الساحة العربية أو الشرق أوسطية الا بوادر لمثل هذه السياسة فتراه يتصدر الصديق العزيز مسعود البرزاني ودون سابق انذار او سابق طالب بأن يرحب بالاعتراف باسرائيل ، يتجواب فيه مثال الآلوسي في بغداد ، والاسرائيليون يواصلون سعيهم الحثيث بواسطة أقوى ركيزة لهم هم يهود العراق السابقين لايجاد قنوات وقنوات لتكامل اقتصادي يفترضه الاسرائيليون قبل أن يفكر به العراقيون أو العرب وخاصة العراقيون ، إذ ان حالة الحرب بين العراق واسرائيل لازالت قائمة منذ 1948 ولم تنتهي هذه الحالة باتفاقية او معاهدة سلام ، مثل معاهدة السادات أو معاهدة أردنية مثل معاهدة الملك حسين بن عبد الله ، إلا أن تآكل قانون المقاطعة مع اسرائيل هو الذي يدفع الاسرائليين على حفر قبر له ومواراته التراب الى الأبد . برأيي ان لا ضير في ذلك لو أحسن الاسرائليون التعامل مع الفلسطينيين وأعطوهم القدس عاصمة لهم وأرجعوا ملايين المشردين الى دورهم وعوضوهم عما فقدوه ، عن ذلك اذا صرح البرزاني أو الآلوسي بأن الاعتراف باسرائيل فيه فائدة وقد يقول البعض نعم ، فهم قوم منصفين ويجب أن نكون نحن في مصاف المنصفين . إن الفضائيات التي بدأت تفرض شخصيتها في سوق الاعلام ، أولها الجزيرة ، والجزيرة كانت شوكة في حلق الاعلام الغربي ، الذي ما كان يعتقد أن لدى العربان كفاءة يستطيعون أن يأتوا بفائية تنافس الـ(CNN) وفكروا ان مايجب أن يصب من راس مال في هذه الفضائيات لا تستطيع أبداً توفيره دولة عربية ، إلا أنه خاب ظنهم وبدأ علم الشهرة للجزيرة يرتفع ويرتفع ، وقد كانت مقابلتي لرئيس مجلس ادراة هذه الفضائية في مدريد قد شكلت قناعة ان من أسباب وجود هذا النجاح هو وجود الكوادر الذكية فعلاً فقد اعجبت فعلاً بالدكتور وضاح خنفر وطروحاته ف يجلساتنا المتوالية يوم دافعت عن تيسير علوني ، إن قمة نجاح الفضائيات العربية هو محاولتها لنقل الأحداث في العراق أو في غيره نقلاً وتقعياً صريحاً يؤدي الى صدق الخبر وواقعية النقل . للأسف إن كثرة الفضائيات التي أحدثتها التطورات السياسية ادت الى انقسامها حسب قناعات مواليها وأصحابها ، فمنهم من يدعو الى الطائفية صراحة ومنهم من يمالي ايران بكل وضوح ومنهم من يروج لأفكار لا تخدم مصلحة العراق بهذا الشكل أو ذاك ، كل هذا تحت معيار أن الديمقراطية الأمريكية هل هذه الديمقراطية التي تفسح المجال للكل حتى ولو أدت الى الفوضى ، وهذه الفوضى هي فوضى خلاقة في نهايتها سيجد المتتبعون حلولاً جدرية لهم ، المطلوب برأي المنصف أن تكون فضائياتنا تملك هاجساً وطنياً وضميراً نقياً ولا تعلوا عندها أي مصلحة سوى مصلحة العراق ، عندها يكون العراق في مناخ صحي وعكسها سيتقرب الشعب العراقي الى الاحتراب الطائفي والقتال العشوائي والصراعات العشائرية والاقليمية ناهيك عن أم الخبائث ، الطمع في المال والنفط كما يحدث في البصرة ، لنا الله في دعائنا آملين من ضمائر أصحاب القرار أن ينصفوا العراقيين وينصفوا أنفسهم وينصفوا تاريخاً لهم .
أبو خلود لندن / يونيو 2006
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتحار في سجن غوانتانامو ارهاب في نظر بوش
-
هل يسمح المالكي بفسحة كافية من الديمقراطية .. مستقبلاً ..!
-
حوار مفتوح حول الأحداث الساخنة اليومية
-
مجزرة حديثة والقانون .. واتفاقية جنيف الرابعة
-
شعب العراق يطالب دولة الرئيس بتقديم شيء افضل
-
الشعب العراقي رضى بالواقع المرير
-
حيرة الشعب بحكومته وحيرة الحكومة بالشعب
-
ان تلاشت قدرات الحكومة
-
أقدام ورمال
-
السفير الأمريكي غير محق في تصوره الأمني
-
لا للخطوط الحمراء والى الأبد
-
لماذا ينكئون جراحنا بالملح بأفلام التعذيب
-
المحكمة أضاعت مباديء الوصول إلى دفين ما اقترفه صدام ونظامه
-
للعدل وزير لا يؤمن بعدل القانون
-
الخيانة القانونية قد تكون مقبولة .. ولكن فلسفتها.. مستحيلة -
...
-
الخيانة القانونية قد تكون مقبولة .. ولكن فلسفتها.. مستحيلة -
...
-
وعْيُنا.. درعُنا الوطني
-
الفساد الاداري في ظل المحاصصة
-
المحامي العراقي بين زمنين
-
الدستور الجديد : بين القبول والرفض
المزيد.....
-
مرتديا الكوفية الفلسطينية.. الأمير تركي الفيصل يهاجم مقترح ت
...
-
ما هي البلدان المقترحة لاستقبال سكان غزة بعد الإعلان عن خطة
...
-
نغم عيسى.. غموض حول مقتل إمرأة حامل في حمص بعد طلب فدية
-
45 ألف سنة سجن للمحتال التركي الصغير
-
اعتداء عناصر في الأمن السوري على عابر جنسياً يثير مخاوف وانت
...
-
خبراء يحذرون: تقديرات بانهيار 100 ألف مبنى في حال وقوع زلزال
...
-
في خطوة انتقامية متبادلة.. بريطانيا تعتزم طرد دبلوماسيٍ روسي
...
-
يميني وأنثوي ومزيف: الذكاء الاصطناعي يتدخل في انتخابات ألمان
...
-
القضاء الألماني يحاكم أربعة أشخاص بتهمة الانتماء إلى حركة حم
...
-
-لحد ما ترجعوا ودائع السوريين-.. وسائل إعلام لبنانية تكشف تف
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|