أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - يوميات الحجر (14 ) وجها لوجه- الجزء 1














المزيد.....


يوميات الحجر (14 ) وجها لوجه- الجزء 1


حكيمة لعلا
دكتورة باحثة في علم الاجتماع جامعة الحسن الثاني الدار البضاء المغرب

(Hakima Laala)


الحوار المتمدن-العدد: 6545 - 2020 / 4 / 24 - 02:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دخل المغرب في نهاية مدة الحجز الصحي الإجباري، أغلبية المجتمع أكدت على المكوث في البيوت كوسيلة لإنهاء أزمة الكوفيد 19. أغلبهم يراقبون يوميا الإحصائيات المتعلقة بالجائحة، يعيشون على وتيرتها فرحا أو حزنا. في هاته الفترة أصبحت الشوارع أكثر فراغا وصمتا، في نفس الوقت ظلت بعض المناطق تمارس حياتها بطريقة شبه عادية وخصوصا الأسواق رغم تواجد السلطة ، مع العلم أن رجال السلطة هددوا الباعة والمتسوقين بالغرامة والسجن. ظل كذلك بعض الشباب يراوغون السلطة لمحاولة البقاء في الفضاء العام للقيام ببعض الممارسات لا يستطيعون القيام بها في منازلهم وأمام أهلهم كالتدخين، خصوصا تدخين الحشيش أو فقط للتجمع مع شبان آخرين. في هاته الفترة بدأت تتكاثر ظهور البؤر الفيروسية داخل العائلات، ظهرت عائلات مصابة بأكملها رغم مكوثها في البيت مما جعل الخوف والقلق ينتشران ويخيم نوع من البؤس والخيبة. مع مرور الأيام أصبح الجو مشحونا. أصبح يظهر على الناس نوع من الحزن والإحباط، وقع فتور في الحماس الذي ظهر في بداية الجائحة. مع مرور الوقت أصبحت الرغبة في الخروج ملحة، أصبح طموح العودة إلى الحياة السابقة غاية في حد ذاتها. التعب من القعود في البيت أصبح هو المحفز الأساسي للتشديد على المكوث في البيوت، بدون أدنى تساؤل عن خطر البيوت بكل أحجامها على مجموعة كبيرة من المغاربة. إذا كان الحجر الصحي الإجباري هو الوسيلة الاحترازية التي اعتمدتها الدول التي تعاني من الجائحة ومنهم المغرب، ألا يمكن القول أن الثقافة المجتمعية من نمط العيش، و السلوكيات والممارسات والتفكير خلقت ارتباكا في تدبير الحجر الصحي الإجباري بالمغرب؟ انطلاقا من فكرة أن الاحتراز من خطر الوباء يتطلب وعيا بالذات وبالآخر، الشيء الذي نعتبره غائبا في سلوكيات وممارسات عند الفرد المغربي، إن نمط عيش المغاربة وثقافتهم الاجتماعية تجعلنا نفكر أن الإنسان الاجتماعي المغربي لا يعي ذاته في استقلالية عن الفعل الاجتماعي والديني، كما أنه ليس واعيا بذاته كشيء مفارق للآخر ومعزول عنه، إنه يمارس مجموعة من الوظائف روض عنها من خلال تنشئته الاجتماعية الأولى أو الثانية، إن سيرورة التنشئة الاجتماعية تعتمد في أغلب الأحيان على المحاكاة والتقليد، أي أنه يكتسب وظائف تتوافق مع الطلب الاجتماعي، فكل فعل شيء يصب في "المعتاد عليه وكالمعتاد" وليس المفكر فيه. فهو لا يفكر في كيانه كوجود مستقل له حدود مسطرة اتجاهه واتجاه الآخر، من هنا فكرة التباعد كفرد ملزم لذاته للانفصال عن المجتمعي عن الآخر تشكل مشكلة كبيرة له خصوصا في تدبير كوفيد 19.لأن فكرة الحجر الصحي الإجباري تتضمن مفهوم العزل، أي عزل الذات وتغيير الممارسات الاجتماعية. في حالة الحجر الصحي الإجباري عليه أن يتواجد بفكره وليس بفكر الآخر، إن مسألة تدبير الحجر واجهت صعوبات لأن الممارسات الاحترازية هي ليست جزءا مندمجا في السلوكيات المغاربة، لأن البعد العلمي غائب، فهو لا يكون جزءا من المعاش اليومي. من هنا ظهرت تصرفات عند كثير من الفئات غير واعية بالخطر وبعجزها على حماية ذاتها في إطار العزل الإجباري داخل البيوت.
يتبع



#حكيمة_لعلا (هاشتاغ)       Hakima__Laala#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 2
- يوميات الحجر (13) وجها لوجه
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 3
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 2
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر الصحي (11) وجها لوجه
- يوميات الحجر (10) وجها لوجه
- يوميات الحجر (9) وجها لوجه
- يوميات الحجر (8) وجها لوجه
- يوميات الحجر (7) وجها لوجه
- يوميات الحجر (5- 6) وجها لوجه
- يوميات الحجر (4) وجها لوجه
- يوميات الحجر (3) وجها لوجه
- يوميات الحجر (2) وجها لوجه
- يوميات الحجر (1) وجها لوجه
- -أنا- و -أنا-  في محك القرار


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - يوميات الحجر (14 ) وجها لوجه- الجزء 1