فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6544 - 2020 / 4 / 23 - 17:22
المحور:
الادب والفن
علَى لوحةِ أَسِيدٍ
سَبُّورَةٌ ...
تلتقطُ كومةَ أحجارٍ
طفلٌ ...
يرسمُ بأصابعِ أمِّهِ
جمجمةَ أبيهِ ...
ثمَّ يمضِي حاملاً الرصيفَ
في جيبِهِ ...
يحسبُ سُعالَ الأشجارِ ...
داستْهَا
سيارةُ إسعافٍ
فِي انتفاضةِ العشبِ ...
يكتبُ علَى جسدِ أختِهِ :
مُصَارِعاً
كانَ زمنُ السَّبَايَا ...
مُقَاوِماً
كانَ زمنُ الرَّاياتِ الحُمْرِ ...
بيْنَ جُمْجُمَتَيْنِ و قُرُنْفُلَتَيْنِ ...
الريحُ تُسْقِطُ دمعتينِ
فِي كُوفِيَّةِ ...
فِي جُورِيَّةٍ
القنابلُ ...
تنشطِرُ نصفينِ ...
تدغدِعُ كفَّ فراشةٍ ...
شهيدٌ بِنِصْفِ ذراعٍ ...
يقدمُ للحربِ
نصفَ ذراعٍ ...
و يزرعُ زرافةً
فِي قدميْهِ ...
لِيتسلَّقَ
شجرةَ الحياةْ ...
طفلةٌ ...
تقذفُ مِنْ عيْنِهَا اليُسْرَى
طائرةً وزنْبَقةً ...
و مِنَْ اليُمْنَى
جبلَ الْكَرْمَلْ ...
حَنْظَلَةُ ...
يمنعُ الشمسَ مِنَْ العبثِ
بِخَيْمَةٍ ...
علَى رأسِهِ
تُسجِّلُ آخرَ نُزُوحٍ ...
فِي حِجارةِ المُنْتَهَى ...
أشْعَلَ الموقدَ حطباً
فِي الغابةِ ...
و رَحَّلَ النخيلَ علَى راحةِ
اليمامْ ...
لِيغْدُوَ
البحرُ ...
البرُّ
الجوُّ ...
كعْبةً
لِذوِي السوابقِ
فِي حبِّ الزَّنْجَبِيلِ ...
كَمْ حَجَّةَ وداعٍ ...!
أيْقَظَتِْ الدَّوْرِيَّ مِنْ أجنحتِهِ
لِيدخلَ خُضْرَةَ الشهداءِ
عَلَى جسرِ الربيعْ .؟..
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟