محمد طالبي
(Mohamed Talbi)
الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 22 - 01:26
المحور:
الادب والفن
أُفَضِّلُ لَيْلَ الْغَابَةِ بِكَثِيرِ لَيْلِ الشَّوَاطِئِ.
فِي الْغَابِ أَسْتَطِيعُ انَّ استمتع بِا لاصوات الْمُخْتَلِفَةَ: صَوْتُ الْبُومَةِ، صَوْتٌ نَقَّارِ الْخَشَبِ، الْخُفَّاشُ، نَقِيقٌ الضَّفَادِعِ، صَرْصَرَاتِ الْحَشَرَاتِ وَمَرَّاتِ عَدِيدَةِ صَوْتُ كِلَاَبٍ تستنبح كلابًا اخرى فِي حِوَارٍ كَلْبِي، لَا تَفْهَمُهُ الَا عَشِيرَةُ الْكِلَاَبِ، نَعِيقُ الْغِرْبَانِ الَّذِي لَا اِسْتَلْطِفْهُ.
امي اخبرتني دات يَوْمٍ انَّ الْغِرْبَانَ مَسْكُونَةٌ بِأَرْوَاحِ الشَّيَاطِينِ، بَيْنَمَا هَدِيلِ الْحَمَامِ كَانَ وَلَا يُزَالُ لَحْنُي الْمُفَضَّلُ مِنْ بَيْنَ كُلَّ الاصوات لَانَهُ وَحَسْبُ امي دَائِمًا، الْحَمَامَ مَسْكُونٌ بِرَوْحِ الْمَلَاَئِكَةِ..
اما قُرْبَ الْبَحْرِ فَكُلِّ الاصوات مَدْفُونَةً فِي الرَّمْلِ..
لَيْلَ الْغَابَةِ يَغْسِلُنِي مِنْ كُلِّ الْوَسَاوِسِ الَّتِي رَاكِمَتِهَا وَ انا احاول انَّ اتأقام فِي عَالَمِ ملِيِئِ بِالنِّفَاقِ..
لَيْلَ الْغَابِ هُوَ عِلَاَجٌ يُشْبِهُ الى حَدَّ كَبِيرَ الْعِلَاَجِ بِالصَّدْمَاتِ الْكَهْرَبَائِيَّةِ فِي الْمَصَحَّاتِ الْعَقْلِيَّةِ.
هُنَا لاتتدخل الدات الْبَشَرِيَّةَ، هُنَا انا وَ الطَّبِيعَةُ فِي حوارهادئ دُونَ اِسْتِحْضَارِ الْخَلْفِيَّاتِ، حِوَارَ مَعَ نَفْسِي الْحَقِيقِيَّةِ، هُنَا تَسْقُطُ كُلُّ الاقنعة وَكُلَّ الْمَسَاحِيقِ، لاجد نَفْسُي عَارِيًا مِنْ كُلِّ اسلحتي، هُنَا أَسَتُعِيدُ عَقْلُي الصافي، لاترك عَقْلَي الْمَجْنُونَ..
تُعْجِبُنِي نَفْسُي عَنْدَمًا تَسْتَعْمِلُ عَقَلَهَا الْمَجْنُونُ..
هُنَا أَنَا لَا أُفَكِّرُ اذن انا مَحْظُوظٌ..
عَقْلُي الْمَجْنُونُ صَرَخَ عَالِيَا:" أَظَنَّ انَّ الْعَالَمَ صَنَعَهُ لَا زَالَ لَمْ يَكْتَمِلْ بَعْدَ"..
رَدَّتْ عَلَيْهِ الارض صَحِيحَ اني اُفْرُشْ لَكَ لِحَمِي لَكِنِيّ لَا اُحْسُ بِاِفْتِرَاسِكَ لِي، لَانَكَ جُزْءُ منِي
#محمد_طالبي (هاشتاغ)
Mohamed_Talbi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟