أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خالد عبداوي - هل الاغتصاب علامة فحولة ؟؟؟














المزيد.....


هل الاغتصاب علامة فحولة ؟؟؟


خالد عبداوي

الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 21 - 15:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في قضايا الاغتصاب غالبا ما ينظر إلى المرأة – الضّحيّة باعتبارها مجرمة أو تتحمّل مسؤوليّة ما جرى لها لأنّها أسهمت في إثارة الذّكر وتحريك أهوائه الجنسيّة ودفعته إلى ردّ الفعل وممارسة الاغتصاب... وهي نظرة تختصر المرأة في كونها كائنا مغريا ومغويا ينبغي أن يحتجب ويتوارى عن أنظار الذّكور حتّى لا تشتعل نار الفتنة في المجتمع. وفي الحقيقة إنّ موضوع الاغتصاب يحتاج إلى تغيير عدسة التّحديق. وإن عدنا إلى الثّقافة السّائدة التي يغترف منها الذّكور والإناث منذ ولادتهم وجدناها ثقافة تعلي من شأن الذّكور وتحدّد لهم خصالا ينبغي اكتسابها وأعمالا محدّدة ترتقي بهم إلى مصاف الرّجولة مثلما استقرّت ملامحها في المتخيّل الجمعيّ .وفي المقابل اسندت إلى المرأة صفات الضّعف والجبن والسّلبيّة والانفعاليّة والدّونيّة ولم تكن المرأة في التّمثّلات الاجتماعيّة سوى وسيلة لتسلية الرّجل وخدمته وإمتاعه أو وعاء يفرغ فيه الرّجل مكبوتاته الجنسيّة .
وألحّت الثّقافة السّائدة التي تحدّد أدوار كلّ جنس على أهمّيّة الفحولة الجنسيّة التي تفرض على الرّجل الاستعداد الدّائم للانتصاب والإيلاج والفتح والنّفاذ إلى جسد المرأة بواسطة آلته التي تحدّد هويّته الجندريّة إذ يفلت القضيب من كونه عضوا بيولوجيّا ليكتسب دلالات ثقافيّة واجتماعيّة تتعلّق بمدى قدرته على الغزو والفتق دون شرط ولا قيد. فالثّقافة التي اضطهدت المرأة على مدى قرون وحشرتها في دائرة الخضوع والتّبعيّة والاستنقاص وأنكرت هويّتها ما لم تكن مقترنة بهويّة ذكوريّة سواء أكان أباها أو أخاها أو زوجها ، هي ذاتها التي جعلت من العدوانيّة والعنف ضدّ المرأة سمات رجولة وعنوان فحولة لا تنضب.
إنّ الثّقافة الذّكوريّة التي تنقلها الجدّات لأحفادهنّ والأمهات لأبنائهنّ والكبار للصّغار عبر القصص والحكايات والأمثال والألغاز هي التي أنتجت علاقات تتغذّى من التّحيّز الجنسيّ وكره النّساء والعدوانيّة وتوارثتها الأجيال عبر وسائط مختلفة منها البيت والمدرسة والشارع ووسائل الإعلام وكلّ المؤسّسات الذكوريّة. فالرّجولة المثقلة بعباءة التّقاليد والأعراف السّائدة تحتاج إلى الفعل والبروز واحتلال واجهة المسرح الاجتماعي. ويجد هؤلاء المجرمون أنفسهم في حاجة إلى تجسيد ذكورتهم والتّعبير عن ذواتهم الذكوريّة والتّقليل من الشّعور بالضّآلة والاحتقار إزاء نجاح المرأة واحتلالها ركح الفعل الاجتماعيّ بما حصّلته من معارف ومهارات بوّأتها مراتب عليا أربكت الكثير من التصوّرات الاجتماعيّة التّقليديّة للذّكورة والأنوثة وأحدثت تشويشا. وتجد النّساء أنفسهنّ يدفعن ضريبة نجاحهنّ وتألّقهنّ ويتحمّلن وزر فشل فئات من الذّكور المجرمين الذين يرتكبون هذه الجرائم بحثا عن الاعتراف الاجتماعيّ ولفت الأنظار إليهم وتعبيرا عن رجولتهم التي لا تكون إلاّ بالإفراط الجنسيّ واغتصاب النّساء واتّخاذ الشّارع مسرحا للجريمة استعادة لفحولتهم الجنسيّة وتعويضا عن خصائهم النّفسيّ والرّمزي الذي يعبّر عن فشلهم في ولوج عالم النّجاح والتّميّز الذي لم يعد حكرا على عالم الرّجال.
ولعلّ حضور المرأة في مسرح الجريمة دليل آخر على أن الثقافة الذكورية ليست حكرا على الذكور فقط وإنّما هي معين تنهل منه النّساء أيضا وأنّ كره النساء لا يقتصر على الرّجال فحسب بل يتعدّاه إلى كره المرأة للمرأة والتّآمر عليها والمساعدة على اقتراف الجريمة. وتدعونا قضيّة الاغتصاب إلى إعادة النّظر في الثّقافة السّائدة وتغيير قواعد بناء الرّجولة والدّعوة إلى احترام الذّات الإنسانيّة وشروط العيش المشترك وتغيير العلاقات الجندريّة التي تختزل النّساء في المتعة والتّسلية . وتقودنا أيضا إلى اعتبار الاغتصاب ليس قضيّة نسائيّة بل قضيّة تهمّ الرّجال والنّساء ، قضيّة شعب ووطن ، قضيّة إنسان.



#خالد_عبداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الاغتصاب علامة فحولة ؟؟؟


المزيد.....




- أول امرأة تنضم إلى الحكومة السورية الجديدة
- فرصة عظيمة لن تتكرر للمقبيلين على الزواج … خطوات التسجيل فى ...
- المرأة الإيرانية بين الأمومة وريادة الأعمال
- -إسرائيل- تتهم بابا الفاتيكان بازدواجية المعايير اثر تنديده ...
- عائشة الدبس للجزيرة: المرأة السورية سيكون لها دور مهم في سور ...
- مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون ...
- “بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس ...
- الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص ...
- -عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
- سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خالد عبداوي - هل الاغتصاب علامة فحولة ؟؟؟