أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - سقوط النظام وانتشار الجرائم بتشجيع من الاحتلال ..















المزيد.....

سقوط النظام وانتشار الجرائم بتشجيع من الاحتلال ..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 458 - 2003 / 4 / 15 - 00:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
للوهلة الأولى يشعر المشاهد بتلاشي العروبة في العراق على مرأى ومسمع من الذين ولدوا عربا وعادوا روما، وكانوا بعد أن هربوا سابقا من قمع النظام البعثي والتجئوا إلى أحضان الاستعمار الغربي يعدون العدة من أجل العودة لاستلام السلطة ولو بشكل كوميدي أسود كما كانت عودة بعضهم باللباس الأمريكي وبرفقة بنات آوى، وعادوا على ظهور الدبابات الأمريكية وبواسطة الأباتشي ليقولوا أنهم جاءوا لبناء العراق الحديث، وهنا تكمن الحيلة ويكمن الدجل ويعشش النفاق في النوايا والأعمال التي لا تخدم مستقبل العراق، إذ كيف سيقوم هؤلاء ببناء العراق وهم وأتباعهم من المفسدين في البلاد يعيثوا منذ أيام بالعراق الفساد، فهذا الهجوم البشمركي الغريب العجيب الذي وصل حتى تخوم تكريت حيث لا يوجد أكراد ولا ما لا يحزنون، متبعا باعتداءات وتهجمات وعدوانيات منوعة على أبناء المدن والمناطق العربية العراقية، وتماشيا مع صعود نجومية البشمركة التي تحولت من مقاتلين يدافعون عن حق الشعب الكردي في الحرية والحياة إلى قطاع طرق ولصوص يعيثون في العراق الفساد ولا يخفون نيتهم بالانتقام من بعض السكان العرب في العراق. وقد شاهدنا جميعا كيف ساهمت وشاركت مجموعات من بشمركيي الطالباني والبارزاني في النهب والسلب على عينك يا تاجر وبدون خوف أو رهبة من الكاميرات التي كانت تلتقطهم إثناء تلك الأعمال التي تعتبر جرائم حرب. وهذا بحد ذاته يؤكد أن اللصوص الذين اجتاحوا العراق وبالذات المدن الكبرى مثل بغداد والبصرة والموصل وكركوك والآن يحاولون سلب ونهب تكريت هم من العراقيين العرب و الأكراد وليسوا من المقاتلين العرب الذين جاءوا للاستشهاد دفاعا عن العراق ومن أجل صد الأمريكان وردهم. فمحاولة إلصاق التهمة بالمتطوعين العرب تعتبر نكتة سخيفة واستخفافا مفتعلا بعقول البشر من البدو والحضر.
ويكفينا أن نفكر قليلا حتى نعي ونعرف أن الذي جاء من بلده كي يدافع عن العراق ويستشهد هناك، لا يمكنه أن ينهي حياته كما اللصوص الذين كانوا ولازالوا يسلبون وينهبون بإيعاز ودعم وإسناد من الغزاة والاحتلال،لأن لهؤلاء المقاتلين العقائديين أهدافا عربية كبرى لا تنحني أمام الإغراءات والمال، وهم بعكس الذين انتظروا فرصة غياب الأمن والنظام حتى ينقضوا على كل شيء، فلم تسلم من أياديهم السوداء حتى الآثار العراقية العريقة والتي تحكي حكايات آلاف السنوات من الحضارة والتاريخ والعلم والنور والعمران والبنيان. وكنا قبل الحرب بشهور حذرنا من مغبة التعرض للآثار العراقية وطالبنا بحمايتها دوليا، وكان أيضا الكاتب الروائي العراقي الصديق عبد الرحمن مجيد الربيعي قد كتب عن هذا الموضوع في صحيفة القدس العربي، لكن الظاهر أن لأمريكا ومن معها من الحاقدين في العدوان على العراق حسابات خاصة، وقد تكون  لها علاقة بالأنباء التي تحدثت اليوم عن نية الأمريكان تغيير مناهج التربية والتعليم في عراق الكلاب والتماسيح التي تذرف دمعها وتصيح على العراق الجريح، مع أنها هي نفسها شاركت في تجريح العراق وتشليحه تاريخه وبيع مستقبله أو تأجيره للغياب والضياع والاحتلال والاستعمار والظلام وبهذا تكون عجلة الحرية القادمة مسرعة قد توقفت عند أول مسمار في الطريق الطويل. المنهج الأمريكي الجديد يقول أنه على العراقي أن ينسى ما تعلمه سابقا وأن ينسلخ عن قوميته وعقيدته و عليه أيضا أن يقرأ الفاتحة بالعبرية والتاريخ بلهجة أمريكية والسياسة بتبعية صهيونية، وهناك للأسف جماعات عراقية عديدة تؤمن بأن انسلاخها عن المحيط العربي وتبعيتها للاحتلال الأمريكي المباشر هما الحل الأنسب لعراقهم الذي يتصورونه كما يحلو لهم، متناسين أن في العراق شعب عربي لا يرضى بالانسلاخ عن عروبته وبالتبعية للحرية الأمريكية، هذه التي ذاق العراقيون طعمها والتي حملتها الأباتشي والأبرهامز وصواريخ التدمير الموجهة مثل توماهوك وكروز هذا بالإضافة للقنابل الذكية الموجه من أغبياء العسكرية الأمريكية البريطانية.
العراق يا سادة لن يتبدل نحو الأسوأ، فاحتلاله أمريكيا لن يحل مشاكله بل سيزيد منها تعقيدا ونهاية صدام ونظامه لن تكون نهاية لمشاكل العراق، فالشعب العراقي الذي عانى ويلات القمع والظلم والحصار والحروب والانقلابات العسكرية، جدير بحرية فعلية وغير معني بحرية مشروطة وتبعية للأمريكان وغيرهم، كما أنه لن يقبل بتقديم الولاء والطاعة لشارون والكنيست الإسرائيلي كما فعلت بعض الدول العربية المتأمركة والمتصهينة. فالشعب العراقي شعب جليل قدم التضحيات الكثيرة والجسيمة من أجل القضايا العربية وأولها القضية الفلسطينية، لذا سيكون من المستحيل ومن الصعب على البعض أن يبدل جلد أهل العراق.
أما الآن والعراق أصبح في خبر كان واستبيح بشكل لا يليق بالتاريخين العربي والإسلامي فأننا نفكر بمستقبل الشعب العراقي وبالوطن العراقي، فهدف أمريكا كان اعتقال العراق ترابا وشعبا، عبر اقتناص البلد نفطا وثروات، ومن هنا جاءت أعمال التخريب والنهب والسلب التي طالت كل شيء في بلاد الرافدين باستثناء كل ما له علاقة بالنفط من وزارة الثروة النفطية حتى حقول وآبار النفط المنتشرة في جنوب وشمال البلاد. وقد تأكد للقاصي والداني أن الهدف الأمريكي هو إعادة تركيب العراق بشكل يلبي مصالح ومطامح أمريكا في شرق متوسط جديد تكون لإسرائيل فيه الصدارة والكلمة الفصل واليد الطويلة التي تستطيع الوصول لكل عربي وكردي وعجمي لا يريد الانصياع  لمطالب الكيان الإسرائيلي.
 لكن هل صحيح أن العراق انتهى وأن القضية العراقية أصبحت محسومة وأن أمريكا ستكون في مأمن وأمان تحت نخيل العراق وعلى ضفاف الرافدين،لا نعتقد ذلك والتاريخ الحديث كما القديم يسندنا في اعتقاداتنا، فبغداد كانت دائما تخرج منتصرة على الرغم من بعض المحطات السوداء التي كانت تمر بها، وهذه المرة لن تكون أسوأ من سابقاتها لأن التاريخ الجهادي والدماء العراقية الحارة يتجددان في كل فترة من فترات الذل والهوان التي تمر بها أمة العرب ويمر بها العراق العريق،لذا نقول إنها البداية وليست النهاية، بداية نهاية الزمر الشريرة من اللصوص والغوغاء والأوباش وعملاء الأمريكان والصهاينة كما كانت نهاية لعهد العذاب والقمع والظلم والحرمان الذي لازم شعب العراق منذ رحيل عبد الكريم قاسم وحتى سقوط العراق هذه الأيام.

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك هولاكو الجديد
- كذبة الثاني من نيسان
- كذبة أول نيسان
- أيام فلسطين بأرضها ومخيماتها
- رامسفيلد يؤكد شمولية الحرب - المؤامرة
- لقد طار بيريل والبقية تتبع..
- أمريكا تحارب وإسرائيل تجني الثمار
- رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي
- عراقنا و عراقهم
- للنرويج دور لم ينته بعد
- أود كارستين تفييت
- ليس دفاعا عن محمود درويش
- الأعلام الإسرائيلي في بلاد العرب
- هل تغير شارون ؟
- فتحي أبو جبارة
- مصائب شعب العراق فوائد لأهل النفاق
- جنون رعاة البقر ونقص المناعة
- كلابهم وكلابنا..
- شارون قريباً في شرم الشيخ..
- ماء الوجه .. ماء الحياة


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - سقوط النظام وانتشار الجرائم بتشجيع من الاحتلال ..